بهذا السؤال المباشر والمحرج تفتح منصة 1945 الأميركية ملفًا بات يؤرق مراكز القرار في واشنطن و"تل أبيب" على حد سواء...خصوصا مع تعثر كل المحاولات الرامية إلى تحييد جماعة أنصار الله في اليمن.

تؤكد المنصة أنه .وبالرغم من حملات القصف الجوي، والتصنيفات الإرهابية، والدعم اللوجستي والاستخباراتي، لا تزال الجماعة قادرة على شن هجمات متقدمة تتجاوز حدودها الجغرافية، وتفرض معادلات ردع معقدة على خصومها. الواقع الميداني يشير إلى تحدٍ مستمر، يكشف محدودية الأدوات التقليدية في مواجهة حركات مسلحة غير نمطية، تزداد صلابة بمرور الوقت".

  منصة 1945 الأميركية المتخصصة في الشؤون الدفاعية نشرت مقالًا للكاتب سيث فرانتزمان تناول فيه فشل القوى الكبرى في كبح جماح جماعة أنصار الله في اليمن، متسائلًا: لماذا لا يستطيع أحد إيقاف الحوثيين؟ وجاء المقال بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السادس من مايو 2025 أن الولايات المتحدة ستوقف هجماتها الجوية على الحوثيين، بعد حملة بدأت في 15 مارس. وقد لعبت سلطنة عمان دور الوسيط في تهدئة التوتر، بحسب ما أكده وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، الذي أشار إلى أن اتفاقًا غير معلن أنهى التصعيد الأخير بين الطرفين.

وقال الكاتب : "لكن توقف الهجمات الأميركية لم يكن نتيجة انتصار عسكري حاسم، بل بسبب تعقيد المعركة واستعصاء الحوثيين على الكسر، كما سبق أن فعلوا في وجه التحالف الذي قادته السعودية بين 2015 و2022." مضيفا:  لم يكن هناك استسلام من طرف الحوثيين، بل على العكس، واصلوا تهديداتهم لإسرائيل والمنطقة. ففي الرابع من مايو، أطلق الحوثيون صاروخًا بعيد المدى باتجاه إسرائيل، سقط قرب مطار بن غوريون محدثًا إصابات وأضرارًا. الدفاعات الجوية الإسرائيلية فشلت في اعتراضه بسبب خلل تقني، وفقًا لبيان رسمي.

واشار الكاتب إلى أن "الحوثيين نفذوا عشرات الهجمات ضد إسرائيل منذ أكتوبر 2023، وأنهم وسعوا عملياتهم منذ ذلك الوقت لتشمل استهداف السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، ضمن حصار بحري ضد إسرائيل، ثم استهدفوا السفن الأميركيةبعد تدخل واشنطن العسكري في نوفمبر من نفس العام لحماية حركة الملاحة".

واختتم المقال أن "المشكلة مع الحوثيين ليست عسكرية فقط، بل سياسية واستراتيجية. القصف الجوي لم ينجح، والدفاعات الجوية لا تستطيع اعتراض كل الصواريخ. لا واشنطن ولا تل أبيب ترغب في إرسال قوات برية إلى اليمن، إدراكًا لصعوبة التضاريس وتجارب الفشل السابقة. فحتى مصر، في الستينات، فشلت في حسم المعركة في اليمن رغم تفوقها العددي والجوي، بسبب الطبيعة الجغرافية المعقدة والتمرس القتالي للمقاتلين المحليين.