موقع أنصار الله . تقرير | يحيى الشامي
أقر الإعلامُ الغربي بأن اليمنيين خصمٌ صعب، بعد تأكّد حقيقة أنهم أفشلوا المخططاتِ الغربيةَ والعدوانَ الأمريكيَ رغم ما تكبدوه من ملياراتِ الدولارات، وهو ما لقن الغربَ دروساً قيّمة، وأجبر واشنطن على التراجع بعد خسائرَ باهظةٍ تكبدتها الولاياتُ المتحدة، والأخطر بعد خسارة هيمنتها في المنطقة، وإسقاط رمزية أسلحتها عالية التقنية.
المواجهة الأخيرة ضد اليمن أثبتت قدرة القوات اليمنية على إفشال حملة جوية أمريكية بتكلفة مليارات الدولارات.
ذكر موقع “ناشونال إنترست” أن اليمنيين أطلقوا صاروخًا كاد يصيب طائرة مقاتلة أمريكية متطورة جدًا من طراز “إف-35”، واضطرت الطائرة للقيام بمناورة لتجنب الإصابة.
التقرير تساءل: إذا كان اليمنيون -والذين يوصفون بـ”المتخلّفين”- قادرين على عرقلة عمليات الطائرات الأمريكية المتقدمة بهذه السهولة، فكيف يمكن لأمريكا تنفيذ عمليات جوية فعالة ضد عدو أكثر تطورًا؟!
وأوضح التقرير أن هذا الحادث أثار شكوكًا حول مدى قدرة طائرة “إف-35” الشبحية والمصنّفة من الجيل الخامس، على الصمود في المعارك، كما أثار مخاوف بشأن فعالية نظام الدفاع الجوي الذي يمتلكه اليمنيون، رغم أنه بسيط نسبيًا.
وأشار التقرير -نقلًا عن خبراء متخصصين- إلى أن الدفاعات الجوية لليمنيين كادت تصيب عدة طائرات أمريكية أخرى من طراز “إف-16” بالإضافة إلى “إف-35”، ما يزيد من خطر وقوع خسائر بشرية أمريكية، وأشار الموقع الى نجاح اليمنيين في إسقاط 7 طائرات استطلاع أمريكية مسيرة من طراز “إم كيو-9” ريبر، ما أثر على قدرة القوات الأمريكية على مراقبة واستهداف مسرح العمليات اليمنية.
وتساءل الموقع عن مدى ضعف الطائرات المقاتلة الأمريكية أمام نظام الدفاع الجوي اليمني، الذي وصفه بالبدائي ولكنه فعال وسريع الحركة، ما يصعب اكتشافه مبكرًا بواسطة المعدات الأمريكية المتطورة.
وأضاف التقرير أن دفاعات اليمنيين الصاروخية تشمل صواريخ أرض-جو (سام) تم تعديلها أو تجميعها، وتستخدم تقنيات تجعلها صعبة الكشف المبكر، بالإضافة إلى صواريخ جو-جو تم تحويلها.
كما يمتلك اليمنيون أنظمة أحدث، وبعضها لا تزال مجهولة الخصائص، مثل صواريخ “برق-1” و”برق-2” والتي يصل مداها إلى حوالي 50 و70 كيلومترًا على التوالي، ويمكنها الوصول إلى ارتفاعات عالية، وذكر أنها تحتوي على رادارات مدمجة أو كاميرات متطورة لتحديد الأهداف وتتبعها، من بينها متتبعات كهروضوئية تستطيع التقاط الهدف وملاحقته.
خلص التقرير إلى أن حادثة طائرة “إف-35” وصاروخ اليمنيين تُعد نذير شؤم للصراعات الكبرى المستقبلية. ونقل تساؤلاً عن ما إذا واجهت أمريكا صعوبة في تشغيل طائراتها المتقدمة ضد "جماعة بسيطة نسبيًا"، فماذا سيكون الحال ضد قوى عظمى أخرى؟ وإذا كانت طائرة شبح متطورة مثل “إف-35” معرضة للخطر من صواريخ قديمة، فكيف سيكون أداؤها ضد أنظمة الدفاع الجوي الحديثة جدًا؟
معتبراً أن مجرد امتلاك أنظمة عسكرية أكثر تكلفة وتطورًا، سواء كانت طائرات أو أنظمة دفاع أرضية، لا يضمن التفوق أو النجاح دائمًا، لأن الأنظمة الأقل تطورًا يمكن أن تكون فعالة في تعطيل الأنظمة عالية التقنية.
موقع “ماريتايم إكزكيوتيف” المتخصص بالملاحة البحرية أقر بأن اليمنيين خصم صعب، وأن القتال معهم أحدث فجوة في مخزون أسلحة البحرية الأمريكية، منوها بالقدرات اليمنية التي حافظت القوات المسلحة عليها بعد أسابيع من الغارات الجوية الأمريكية، ما مكنها من استمرار هجماتها الصاروخية الباليستية بعيدة المدى.
وشدّد الموقع على فشل القوات الأمريكية عالية التقنية في السيطرة الكاملة على أجواء اليمن، حيث استمرت العمليات اليمنية المناصرة لغزة، والتي استهدفت القطع البحرية الامريكية، وصولا لاستهداف مقاتلات من طراز اف16 واف35.
من جانبه، قال موقع “ذا وور زون” العسكري الأمريكي إن الدفاعات الجوية اليمنية اقتربت من إسقاط طائرات أمريكية متطورة من طراز F-35 وF-16 خلال العدوان الأخير على اليمن، في حين يواصل الجيش الأمريكي التكتم على تفاصيل الحوادث.
الموقع أقر بأن الدفاعات الجوية اليمنية تشكل تحديًا فريداً ومزعجاً، خاصة أنها متنقلة ومرتكزة على تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، ما يجعل اكتشافها وتفاديها أمراً معقداً بالنسبة لأحدث المقاتلات الأمريكية.
وأكد أن الطائرات الأمريكية أُجبرت على التراجع أو استخدام أسلحة بعيدة المدى ومكلفة جدًا بسبب خطر الدفاعات اليمنية.
الموقع حذر من أن إسقاط طائرة إف 35 أو حتى إصابتها، سيكون “انتصارًا دعائيًا كبيرًا” لليمن و”إهانة كبرى” للولايات المتحدة، مشيرا إلى اعتراف الجيش الأمريكي بأن العمليات في اليمن قدمت فرصة لاستخلاص دروس مهمة جدا.
وتعمّقت مجلة “جيكوبين” الأمريكية في تحليل الجولة الأخيرة من المواجهات مع الأمريكيين، مؤكدّةً أن العمليات اليمنية لم تكن بمثابة نجاح تكتيكي فحسب، إذ ترقى لكونها دروسًا في القرن الحادي والعشرين، حيث باتت القوة العسكرية وحدها لا تضمن السيطرة وحسم المعارك. وأقرت المجلة بفشل الولايات المتحدة وتحالفها الدولي في وقف العمليات اليمنية المناصرة لغزة.
المجلة رأت أن كيان العدو بمثابة جزيرة اقتصادية تعتمد على البحر لنقل 99.6% من تجارتها. ومع توقف ميناء أم الرشراش منتصف العام الماضي، انخفضت صادرات الغاز وخسرت "تل أبيب" حلمها بكونها مركزًا إقليميًا للغاز المسال، بسبب ارتفاع تكاليف النقل والتأمين.
وكانت مجلة “ذي ناشونال إنترست” الأمريكية لفتت إلى أن العمليات اليمنية وجهت ضربة قاضية لما وصفته الإمبراطورية الأمريكية. وقالت: إن ما نشهده اليوم في المنطقة ليس إلا آثاراً من الإمبراطورية الأمريكية التي تتلاشى في المنطقة، إذ إن هزيمتها في المنطقة باتت تامة.
وأضافت أن هزيمة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد لحقت بها، فبعد الاتفاق الجديد الذي أبرمه الرئيس دونالد ترامب خلال جولته الشرق أوسطية، قرر اليمنيون إذلال الأمريكيين بضربة أخيرة.
ونقلت الصحيفة أنه “بينما كان الرئيس ترامب يزور العائلة المالكة السعودية وسط احتفالات صاخبة، أطلق اليمنيون صاروخًا بعيد المدى، وشوهد الصاروخ الذي صوّره مواطنون في السعودية، ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحلق فوق البلاد في طريقه إلى “إسرائيل” البعيدة.
وأضافت الصحيفة أن “إسرائيل” دخلت في حالة تأهب، حيث كان الجميع ينتظرون وجهة الصاروخ الحوثي”.
ووفق التقرير، اعترفت إدارة ترامب مؤخرًا بأن من أسمتهم "الحوثيين" -المعروفين رسميًا باسم “أنصار الله”- هزموا البحرية الأمريكية بشكل فعال في صراع استمر سنوات للسيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية في البحر الأحمر وباب المندب.
وأشارت الصحيفة إلى أن “حاملات الطائرات الأمريكية كادت تتعرض لأضرار بالغة خلال العام الماضي ضمن مدى صواريخ اليمنيين، بل كاد اليمنيون يُصيبون حاملة طائرات أمريكية“ حسب الصحيفة.
ونقل التقرير أنه "في الشهر الماضي، كادت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان أن تُصاب مرتين، ما أجبرها على المناورة بعيدًا عن مسار الصواريخ، وفقدان طائرتين من طراز F/A-18E/F سوبر هورنت"، كما ذكر أن “طائرة F-35 لايتنينج 2 المتطورة اضطرت للإفلات بسرعة من صواريخ الحوثيين لتنجو من أن تكون أول طائرة F-35 تُسقط”.
وحسب الصحيفة، "ضحّت إدارة ترامب بكل ما لديها في وجه الحوثيين، لكنها اضطرت للتراجع، بينما يحتفل اليمنيون بوقف إطلاق النار كنصرٍ رمزي، حتى أثناء زيارة ترامب للسعودية”.
وفيما رأت أن عمليات اليمن الأخيرة على عمق كيان العدو، كانت بمثابة ضربة الوداع بالتزامن مع زيارة ترامب وجولته الاستعراضية في المنطقة، اعتبرت أن إدارة ترامب جربت كل الوسائل تقريًبا لإخضاع اليمنيين، لكنهم صمدوا، ما دفع ترامب للتسليم بالهزيمة.