نشرت مجلة Euro-SD الاوروبية المتخصصة في الدراسات الدفاعية الأوروبية تحليليًا مطولًا أعدّه الدكتور "سكوت سافيتز"، كبير المهندسين في مؤسسة راند الأمريكية، تناول فيه مستقبل الأسطول البحري الأمريكي في ظل ما وصفه بالتحديات المعقدة والمتشابكة التي تواجه الولايات المتحدة في منتصف القرن الحادي والعشرين. وأشار التقرير إلى أن هذه التحديات لا تخص واشنطن وحدها، بل تطال كذلك عددًا من الديمقراطيات الكبرى في أوروبا وشرق آسيا.

ويرى التقرير أن قدرة البحرية الأمريكية على توسيع أسطولها تتعرض لضغوط شديدة بسبب التكلفة الباهظة لبناء السفن الحربية، إلى جانب محدودية الطاقة الإنتاجية للقاعدة الصناعية العسكرية الأمريكية، التي يمنعها القانون من شراء سفن حربية من حلفاء خارجيين. ومع افتراض تجاوز هذه العقبة، فإن القدرة البشرية على تشغيل هذه السفن تواجه هي الأخرى تراجعًا مستمرًا نتيجة انخفاض عدد الشباب الراغبين أو القادرين على الالتحاق بالخدمة. وهذا ما يجعل كل قطعة بحرية أمريكية بمثابة أصل استراتيجي فريد، يصعب تعويضه".

وأشار التقرير كذلك إلى أن الصين، التي تجاوز حجم أسطولها نظيره الأمريكي، قد ترى في هذه المعطيات فرصة لردع الولايات المتحدة عن خوض مواجهة مباشرة عبر التلويح بقدرتها على إيقاع خسائر غير مقبولة. كما أن قوى إقليمية أخرى قد تستنتج أن البحرية الأمريكية ستكون عاجزة عن الرد دون الدخول في مغامرة سياسية أو عسكرية غير مقبولة، بغض النظر عن نوايا الإدارة الأمريكية.

واختتم سافيتز بالإشارة إلى أن تنفيذ البدائل المطروحة، مثل الأنظمة غير المأهولة، سيستغرق عقودًا، إذ أن معظم سفن أسطول عام 2045 موجودة بالفعل في الخدمة حاليًا، ما يفرض واقعًا زمنيًا معقّدًا لأي تحول جذري في بنية القوة البحرية الأمريكية.