حذّرت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية من أن "رئيس وزراء" الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو يدفع "إسرائيل" نحو هاوية اقتصادية خطيرة نتيجة قراره غزو قطاع غزة وإعادة احتلاله إلى أجل غير مسمى، محذّرة من أن التهديدات المتصاعدة من اليمن قد تؤدي إلى شلل اقتصادي شامل في "إسرائيل".

ورأت المجلة في تقرير تحليلي بعنوان "بنيامين نتنياهو يخاطر بالانهيار الاقتصادي من أجل غزوه لغزة"، أن استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر، على الرغم من فشلها في تحقيق "هزيمة حاسمة" لحركة حماس، يضع "إسرائيل" في مواجهة مباشرة مع تداعيات استراتيجية إقليمية أوسع، تتمثل أبرز ملامحها في التدخل العسكري اليمني المتصاعد بقيادة الحوثيين".

ووفق التقرير، فقد كان الهجوم اليمني بصاروخ يُعتقد أنه من طراز فلسطين-2 فائق السرعة على مقربة من مطار "بن غوريون" بمثابة رسالة تحذير واضحة لـ"حكومة" نتنياهو. وبحسب المجلة، فإن أنصار الله هدّدوا ايضا بفرض "حصار جوي" في حال مضت "تل أبيب" في غزو غزة.

وتضيف المجلة أن "الاقتصاد الإسرائيلي، المعتمد على السياحة وقطاع الطيران، مهدد فعليًا، إذ إن استمرار هجمات الجيش اليمني على مطار "بن غوريون" وسيؤدي حتمًا إلى عزوف الطيران المدني عن المخاطرة، ما سيؤدي إلى تعطيل الحركة الجوية وتجميد قطاع حيوي من الاقتصاد".

ويحذر التقرير من أن "أنصار الله باتوا يهددون أيضًا ميناء حيفا، أهم موانئ الكيان والذي يتعامل مع أكثر من 36% من إجمالي حركة البضائع الإسرائيلية". وتشير المجلة إلى أن "أنصار الله سبق وأن نجحوا في فرض حصار فعلي على ميناء "إيلات" العام الماضي، مما أدى إلى إعلان إفلاسه نتيجة توقف شبه كلي للحركة التجارية، رغم أن "إيلات" لا يمثل سوى 5% من النشاط التجاري الإسرائيلي مقارنة بحيفا".

 

وترى المجلة أن "ما يخشاه الإسرائيليون ليس القنابل القذرة أو الضربات النووية، بل "خلق حالة من عدم اليقين" في قطاعات الشحن والسياحة والتجارة، مما يؤدي إلى شلل اقتصادي تدريجي قد يُنهك "إسرائيل" ويمنعها من خوض عمليات عسكرية طويلة الأمد، دون إطلاق رصاصة واحدة.

وتؤكد ناشيونال إنترست أن نتنياهو، المحاصر داخليًا والمتشبث بصورته العالمية، تجاهل مؤشرات الردع اليمني وبدأ الغزو. وها هم أنصار الله كما وعدوا، يصعّدون ويهددون منشآت استراتيجية قد تطيح بالعمود الفقري للاقتصاد الإسرائيلي.

يشير التقرير أيضًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبدى استعدادًا لمنح الدبلوماسية فرصة لحل الأزمة، رغم ضراوة المعركة، حتى إنه أقرّ ضمنيًا أن البحرية الأمريكية، بكل قوتها، قد لا تستطيع هزيمة اليمن في غضون شهر. وتسعى إدارة ترامب، بحسب المجلة، لإعادة توجيه هندسة الشرق الأوسط من خلال المسار الدبلوماسي، بما في ذلك التفاوض مع طهران".

تختم المجلة تقريرها بتحذير واضح: "إسرائيل تقف الآن على حافة الهاوية. أي زعيم آخر كان ليتوقف ويعيد النظر. لكن نتنياهو، بتشبثه العسكري ومقاربته قصيرة النظر، يجرّ إسرائيل إلى مصير قاتم. وبدلاً من تعزيز أمن "إسرائيل"، فإن اجتياح غزة وتثبيت قوات الاحتلال هناك سيجعل من الكيان أقل أمنًا، وأقرب إلى الانهيار".