كان من المفترض بأمتنا أن تلفت ذكرى احتلال القدس نظرها إلى مسؤوليتها من جديد.
الآلاف من الأطفال مهددون بالموت جوعا، وهناك وفيات يومية في قطاع غزة بسبب التجويع وسوء التغذية.
من الخلل في سلامة الفطرة أن يرغب الإنسان بالعلاقة مع الصهاينة.
مستوى الصمود من قبل الإخوة المجاهدين في غزة عظيم في مقابل 5 فرق عسكرية تتحرك بغطاء ناري جوي وبري وبحري.

 

ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم الخميس، كلمة عن آخر التطورات جراء العدوان الصهيوني على غزة، أكد فيه أن اليهود الصهاينة يجسدون حالة الشر في أفكارهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم وهذا واضح فيما يفعلونه بقطاع غزة فقد ظهر اليهود الصهاينة أمام العالم أجمع كجهة شر ظلامية فاسدة حاقدة لا تقبل بأي شيء من القيم المتعارف عليها؛ فكل الشعوب في العالم تهتف بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لكن اليهود الصهاينة يتجاهلون ذلك.

وأوضح السيد القائد أن ما يرتكبه العدو الصهيوني من إبادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وهو مستمر على مدى 20 شهرا ، 600 يوم في حرب الإبادة بقطاع غزة وحينما ننظر إلى مأساة الشعب الفلسطيني يجب أن نستوعب أنها طويلة جدا على مدى 77 عاما، لافتا إلى أنه لا ينبغي أن تكون النظرة مقصورة إلى معاناة الشعب الفلسطيني فيما يتعلق بأسبوع واحد فقط.

ولفت السيد إلى أن أبشع المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي هذا الأسبوع في غزة هو استهداف أطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة وهي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وجريمة استهداف النازحين وإحراق النازحين في مناطق النزوح فالعدو يتعمد استهداف النازحين في الساعات الأخيرة من الليل، كما يتعمد استهداف الأطفال انطلاقا من عقيدتهم، فالعقلية اليهودية الصهيونية لها مشكلة مع الشعب الفلسطيني في وجوده على أرضه وهي تسعى للتخلص منه.

وقال السيد: " الآلاف من الأطفال مهددون بالموت جوعا، وهناك وفيات يومية في قطاع غزة بسبب التجويع وسوء التغذية"، لافتا إلى أن خطة توزيع المساعدات الصهيونية أسلوب مخادع ومهزلة الهدف منها هندسة التجويع في قطاع غزة. وأضاف: "العدو يسعى لإدخال مئات الآلاف من الفلسطينيين في مناطق ضيقة لانتظار كمية قليلة جداً من الطعام وفق آلية توزيع إجرامية، وأسلوب العدو في توزيع المساعدات يأتي في الوقت الذي يمنع دخول آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية التي تتعفن".

وأكد أن آلية توزيع المساعدات مهزلة غير مقبولة دوليا، ولا يمكن القبول بها من أحد وأي طرف دولي يقبل بآلية التوزيع سواء الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات فهو يقبل بانتهاك كل المواثيق الدولية وكل حقوق الإنسان، مضيفا أن ما يسعى له العدو الإسرائيلي من إدارة وهندسة الجوع والتحكم في عملية التوزيع للغذاء هي جريمة بحق الإنسانية.

وأضاف أن العدو يواصل استهداف القطاع الصحي في قطاع غزة إلى جانب القتل والتجويع ضمن هدف التهجير للشعب الفلسطيني والاحتلال التام للقطاع

وفي الضفة الغربية أوضح السيد أن العدو مستمر في اعتداءاته في الضفة الغربية، والعدو أعلن إنشاء العديد من المغتصبات وهدفه المعلن أن يعزز من قبضته وسيطرته على الضفة الغربية ، كما يواصل السطو والقتل والاختطاف ومداهمة محلات الصرافة وبيع الذهب التابعة للفلسطينيين. ومن ضمن هجمت المغتصبين اشعال النار في بيوت الفلسطينيين ويحرقون الأشجار والمحاصيل الزراعية، ومع ذلك الهدم للمنازل والتجريف للأحياء.

ذكرى احتلال القدس

وأكد السيد أن ذكرى احتلال اليهود الصهاينة للقدس من أسوأ ذكريات أمتنا الإسلامية وكان من المفترض بأمتنا أن تلفت ذكرى احتلال القدس نظرها إلى مسؤوليتها من جديد وأن تدرك خطورة التفريط بمقدساتها. وأضاف: "ينبغي على الأمة أن تقيم وضعيتها والمخاطر المتزايدة على المسجد الأقصى مع استمرار العدو الإسرائيلي في خطواته العدائية الرامية إلى تدميره في نهاية المطاف"

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي لا يخفي هدف تدمير المسجد الأقصى وهو هدف معلن والخطوات لتحقيقه مكشوفة وواضحة وما يقوم به العدو الإسرائيلي من اقتحامات شبه يومية بشكل متصاعد هو محاولة لأن يطبع وضع المسجد الأقصى بالطابع اليهودي ، اقتحامات العدو شبه اليومية تهدف لطمس هوية المسجد الأقصى الإسلامية.

وأوضح أن الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه تتم بشكل مدروس يهدف في نهاية المطاف إلى هدم المسجد الأقصى، فقد بلغت الأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي محيطه إلى 27 نفقا وحفرية يسعى العدو من خلالها إلى الوصول بالمسجد الأقصى إلى حالة الانهيار، كما أن السور الجنوبي للمسجد الأقصى، أصبح معلقاً دون أساسات داعمة وحامية" . مؤكدا أن العمل الذي يقوم به العدو الإسرائيلي في الأنفاق والحفريات تحت المسجد الأقصى وفي محيطه هو عمل منذ سنوات طويلة وليس شيئاً جديداً.

وقال السيد: " العمل في الأنفاق مستمر وبدأ التخطيط له في العام 2005 وافتتحه العدو الإسرائيلي قبل 6 سنوات بمشاركة السفير الأمريكي آنذاك،و ما يجري من استهداف للمسجد الأقصى لا يتعلق برد فعل تجاه طوفان الأقصى بل يأتي ضمن مسار طويل من الاستهداف فالعدو يعمل على تهويد مدينة القدس بأشكال وأعمال كثيرة.

وأضاف: "المسلمون كانوا في حالة صمت تام بدلا عن التحرك إزاء استهداف المسجد الأقصى والقدس وفي مقابل صمت المسلمين نفذ اليهود الصهاينة أكبر الاقتحامات بالآلاف للمسجد الأقصى وباحاته.

وأكد أنه كان واضحاً من حجم الاقتحامات الصهيونية والطقوس في المسجد الأقصى أنهم يعملون على تهويده وطمس الهوية الإسلامية.

وأوضح أن المحبة والميل إلى اليهود الصهاينة والولاء لهم من قبل العرب حالة مرضية وإفلاس في الأخلاق وفي سلامة الفطرة فمن الخلل في سلامة الفطرة أن يرغب الإنسان بالعلاقة مع الصهاينة بما هم عليه من سوء وإجرام وطغيان وحقد ومكر. مضيفا أن اليهود الصهاينة كشفوا ويكشفون على الدوام عداءهم لكل العرب والمسلمين.

اليهود أعداء لكل المسلمين

وأكد السيد أن المسألة ليست مجرد مشكلة بين اليهود الصهاينة مع الجمهورية الإسلامية في إيران، بل هم أعداء لكل المسلمين فاليهود هتفوا بـ"الموت للعرب" في باحات المسجد الأقصى وهم يهتفون به منذ 77 عاما للتعبير عن عدائهم لكل العرب و أبواق الصهيونية في المجتمع العربي وبعض وسائل إعلامهم يصورون للناس ألا مشكلة بين العرب و"إسرائيل"، وإنما المشكلة إيرانية إسرائيلية.

وأوضح أن كل شيء في فلسطين يكشف كذب دعاية أبواق الصهيونية ويفند المقولة الباطلة بألا مشكلة بين العرب و"إسرائيل" وإنما إيرانية إسرائيلية .

وأشار إلى أن اليهود الصهاينة يهتفون بالموت للعرب والأسوأ من كل ذلك هتافاتهم بعبارات يسيئون فيها إلى رسول الله وخاتم أنبيائه، مؤكدا أن هتافات اليهود إساءة لكل الأنبياء وإلى خاتم النبيين وإلى مقام النبوة والرسالة العظيم والمقدس.

وشدد على أنه لا يجوز لكل مسلم أن يتجاهل الإساءات اليهودية للمقدسات أو أن تمر على مسامعه بشكل عادي وكأنها مسألة عادية .

وبيّن أن اليهود الصهاينة منذ بداية احتلالهم لفلسطين وإلى اليوم وما قبل ذلك من معتقداتهم وثقافتهم ومقولاتهم التحرك العدائي ضد الأمة فاليهود الصهاينة هم في سياق تحرك عدائي ضد المسلمين في هذه الأمة وفي مقدمتها العرب. وأضاف: "اليهود منذ بداية احتلالهم لفلسطين وإلى اليوم يعلنون الإساءة بالعبارات السيئة تجاه رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم والإساءة إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أصبح جزءاً من هتافات اليهود في مختلف مناسباتهم العدائية".

وقال السيد: موقف اليهود من القرآن الكريم فيما يفعلونه من إحراق للمصاحف ونشر الفيديوهات يهدف للإساءة إلى المقدسات، اليهود يستهدفون المساجد بقدسيتها الإسلامية بالتدمير والحرق والكتابة على جدرانها بعبارات مسيئة إلى الإسلام والمسلمين وغير غريب من اليهود ما هم عليه من كفر وشر وسوء لكن الغريب هو ما عليه العرب والمسلمون جميعا من تخاذل وسكوت".

 العار على المسلمين حينما يفقدون الغيرة

وأكد أن ما يقوم به اليهود في إطار عدائي حركي ضد الأمة يفترض أن يستفز المسلمين وأن يكون كافيا في أن يكون لهم موقف بأرقى مستوى، فالعدو الإسرائيلي يحقد على أمتنا أشد الحقد ولا يحترموا فينا ولا معنا ولا لنا أي شيء إطلاقاً، كما يحقد العدو الإسرائيلي كل الحقد للعرب جميعا وللمسلمين بشكل عام ولا يعترف لهم حتى بأنهم بشر واليهود في نظرتهم لمن يسمونهم بالأغيار -يعني بغير اليهود من المجتمعات البشرية- بأنهم مجرد حيوانات بل ودون مستوى بقية الحيوانات.

وأوضح أنه يفترض بالمسلمين إزاء الحقد الكبير ضدهم أن يكون دافعا لأن يكون لهم موقف من اليهود كعدو فالإسلام يجسد قيم الخير والعدل والأخلاق الكريمة والقيم الفطرية الإنسانية، واليهود الصهاينة هم أعداء لكل ذلك.

وأكد أن اليهود الصهاينة يجسدون حالة الشر في أفكارهم وسلوكياتهم وتصرفاتهم وهذا واضح فيما يفعلونه بقطاع غزة فقد ظهر اليهود الصهاينة أمام العالم أجمع كجهة شر ظلامية فاسدة حاقدة لا تقبل بأي شيء من القيم المتعارف عليها فكل الشعوب في العالم تهتف بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لكن اليهود الصهاينة يتجاهلون ذلك.

وقال السيد:  العار على المسلمين حينما يفقدون الغيرة حتى على دينهم ومقدساتهم ولا يبقى لهم اهتمام بأي شيء"، مؤكدا أن اليهود الصهاينة خطرا على أمننا كأمة مسلمة وعلى ثرواتنا وأوطاننا ومخططاتهم واضحة. مضيفا أن الحالة التي وصل إليها المسلمون بحيث لا يهتمون بدينهم ودنياهم هي حالة متدنية جدا ومؤسفة ومطمعة للأعداء وحالة المسلمين هي خطيرة عليهم فيما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، وهي حالة لم يصل إليها غيرهم من الشعوب والأمم وحتى المشركين لم يكونوا بمستوى واقع المسلمين اليوم من الاستهتار واللامبالاة تجاه ما يعتقدونه ويقدسونه ويتشبثون به.

وأضاف: كيف يصل حال الأمة الإسلامية إلى أن تفقد أي تفاعل ولا تتحرك مثقال ذرة من السخط تجاه الإساءة إلى رسول الله وإلى القرآن الكريم؟". لافتا إلى أن الحرب الناعمة المفسدة المضلة تستهدف الأمة في فكرها وثقافتها وفي روحها المعنوية وفي قيمها وأخلاقها لتتحول إلى أمة مدجنة للأعداء، كما أن الحرب الناعمة تصل بالأمة إلى أن يسهل على الأعداء الإبادة لها والسيطرة التامة عليها والتغلب الكامل عليها.

وتابع قائلا: في واقع أمتنا نلحظ حينما تكون المسألة إثارة فتن بداخلها كيف يتحرك البعض بكل شدة وقسوة واهتمام على كافة المستويات وتحت كل العناوين، من يدفع بالناس إلى الفتن ويظهر التفاعل والغضب والانفعال لا يتحرك بمثقال ذرة من السخط عندما يقوم الصهاينة اليهود بالسب والإساءة إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم".

وأشار إلى أن  المعاول التي يحفر بها العدو الإسرائيلي الحفريات والأنفاق تحت المسجد الأقصى وفي القدس هي تهدف إلى هدم تاريخ المسلمين وحاضرهم ومستقبلهم. مؤكدا أنه لا ينبغي أبداً لأي مسلم أن ينظر إلى ما يجري في فلسطين وكأنه لا يعنيه أبداً. وأضاف: "العدو الإسرائيلي حاضر لأن يفعل بأطفالك نفس ما فعله بأطفال فلسطين من إجرام".

وبيّن أن مخططات العدو الإسرائيلي ومؤامراته تطال المسلمين وكل مقدساتهم ، مضيفا أن مخطط العدو الإسرائيلي تجاه مكة والبيت الحرام وشعائر الحج والمدينة المنورة وتجاه مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هي نفس المخططات التي تستهدف المقدسات.

صمود الشعب الفلسطيني

وأوضح السيد أن  آثار وامتدادات ما يحدث اليوم تصل إلى المسلمين والتجاهل لا ينفع.

وأكد أن الصمود الفلسطيني له الدور الأول في أن العدو الإسرائيلي لم ينتقل إلى استكمال بقية مخططاته بشكل كبير فالصمود الفلسطيني لا يزال عائقا كبيرا بوجه العدو الإسرائيلي

وقال السيد: "كتائب القسام نفذت 9 عمليات مهمة لقطاع غزة في التصدي للعدو الإسرائيلي وتوغلاته البرية وهناك عمليات أخرى أيضا لسرايا القدس والفصائل في تصديها للعدو، وأطلقت سرايا القدس عددا من الصواريخ لقصف المغتصبات والتحشدات العسكرية الصهيونية".

ولفت إلى أن العدو الإسرائيلي بالرغم من حشده 5 فرق عسكرية بهدف السيطرة التامة على القطاع لكن موقفه ضعيف عسكرياً ويواجه صمودا عظيماً وبطولياً فالعدو الإسرائيلي يحاول أن يعوض هزائمه بالجرائم الكبيرة، بالإبادة الجماعية، بالتجويع الشديد، بالاستهداف للمستشفيات والنازحين

وقال السيد:" مستوى الصمود من قبل الإخوة المجاهدين في غزة عظيم في مقابل 5 فرق عسكرية تتحرك بغطاء ناري جوي وبري وبحري". مؤكدا أن نجاح نموذج المجاهدين في غزة جديرا بالدعم والمساندة من الأمة فلو توفر للمجاهدين في غزة الدعم الكافي لكان الوضع مختلفاً تماماً.

وتطرق السيد إلى الدور الأمريكي في دعم العدو الصهيوني، موضحا أن الدور الأمريكي شريك في كل الإجرام الصهيوني اليهودي فالأمريكي يقدم دعما كاملا بمختلف الأسلحة والأموال النقدية من تريليونات العرب والدعم الإعلامي والسياسي وحتى التحريض.

وقال السيد: تكررت دعوة أعضاء في الكونغرس الأمريكي بالإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالقنابل النووية".

كما لفت السيد إلى عيد المقاومة والتحرير في لبنان والذي يعتبر ذكرى عظيمة ومهمة مثلت محطة فارقة في الصراع مع العدو الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بسوريا فأوضح السيد أن استمرار الغارات الإسرائيلية على سوريا والتوغلات والاختطافات والسرقة والنهب هي درس لكل الناس وما يجري في سوريا يؤكد ألّا أحد بمأمن من العدو الإسرائيلي.

وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن المفترض أن تكون هناك مظاهرات وأنشطة في كل الدول العربية والإسلامية لمساندة الشعب الفلسطيني.