نشرت مجلة Australia/Israel Review الصادرة عن مجلس الشؤون الأسترالية/الإسرائيلية واليهودية تقريرًا يكشف عجز العدوان الأمريكي وفشل رهاناته في اليمن وكشفت المجلة، وهي لسان حال اللوبي الصهيوني في أستراليا،، أن العملية العسكرية الأمريكية في اليمن المعروفة باسم "عملية رايدر العنيف" قد انتهت بفشل واضح رغم التصعيد العسكري الهائل الذي استمر لقرابة شهرين، وتخللته أكثر من ألف غارة جوية.
التقرير الذي جاء بعنوان "نهاية قاسية لفيلم رايدر في اليمن"، أقرّ بأن الحملة الأمريكية لم تحقق أهدافها، وأن الجيش الأمريكي لم يتمكن من كسر صلابة أنصار الله أو تقويض قدراتهم العسكرية، مشيرًا إلى أن أنصار الله ما تزال، بحسب وصفه، "متماسكة وقادرة على العمل على جميع المستويات"، وهو اعتراف ضمني بالهزيمة رغم الاستعراض الناري والإعلامي الذي رافق العملية منذ بدايتها في 15 مارس/آذار وحتى إعلان وقف إطلاق النار في السادس من مايو".
وفي الوقت الذي حاولت فيه الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها دونالد ترامب، تصوير وقف العملية على أنه انتصار دبلوماسي بعد "استسلام الحوثيين" كما زعم فإن المجلة اليهودية ذات التوجه الصهيوني أكدت أن المعطيات الميدانية والاستخباراتية تشير إلى العكس تمامًا، وأن القرار الأمريكي بوقف الهجوم جاء بعد عجز القيادة المركزية عن تقديم أي مقياس حقيقي للنجاح باستثناء عدد الذخائر التي تم إنفاقها.
المجلة نقلت أيضًا معلومات تشير إلى أن ترامب قلّص الخطة العسكرية التي اقترحها قائد القيادة المركزية من 8 أشهر إلى 30 يومًا فقط، وأن قرار وقف الهجوم جاء تحت ضغوط لوجستية ومالية، بعد خسائر فادحة تكبدتها القوات الأمريكية، بما في ذلك فقدان طائرات مسيرة ومقاتلات، وارتفاع الإنفاق على الذخائر إلى ما يزيد عن مليار دولار.
وفي جانب آخر من التقرير، سلّطت المجلة الضوء على حالة الارتباك داخل معسكر حلفاء واشنطن، مشيرة إلى أن بريطانيا لم يتم إبلاغها مسبقًا بقرار وقف إطلاق النار، وأن "إسرائيل" تلقت صدمة سياسية وأمنية بعد أن تُركت وحدها في مواجهة عمليات الرد اليمني، خاصة بعد أن واصل أنصار الله إطلاق صواريخهم وطائراتهم المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي من دون أن تحرّك واشنطن ساكنًا.
التقرير انتقد غياب أي بند في الاتفاق الأمريكي–اليمني يشير إلى وقف الهجمات على الكيان الصهيوني، ونقل عن السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" أن واشنطن لن تتدخل ضد الحوثيين إلا إذا أُصيب أمريكيون، وهو ما وصفته المجلة بأنه ضربة قاصمة لصورة التحالف مع واشنطن وثقة "تل أبيب" بالضمانات الأمريكية.
وفي إشارة مهمة، أكدت المجلة أن أنصار الله لم يقدموا أي تنازلات جوهرية، ولم يتراجعوا عن مواقفهم المعلنة، بل إنهم جددوا تأكيدهم على استمرار استهداف السفن الإسرائيلية، والمضي في معركة البحر الأحمر حتى تتحقق الأهداف الكبرى، مما يعكس أن القرار الاستراتيجي بيد أنصار الله لا بيد الوسطاء أو الضغوط.
وفي اعتراف نادر، قالت المجلة إن وقف إطلاق النار الأمريكي لن يعيد حرية الملاحة في البحر الأحمر كما توهمت واشنطن، وأن شركات الشحن ما تزال تتجنب المرور من هناك، إدراكًا منها أن زمام المبادرة بات بيد اليمنيين، وأن أي تصعيد جديد قد ينطلق في أي لحظة.
تقرير Australia/Israel Review، الذي كُتب بأسلوب يفيض بالمرارة السياسية والإحباط العسكري، عكس حجم الهزيمة المعنوية التي مُنيت بها واشنطن وحلفاؤها، بعد أن اصطدمت حساباتهم مع أنصار الله بجدار صلب من الإرادة والسيادة، ووجدوا أنفسهم مضطرين للخروج من اليمن من دون مكاسب، فيما يواصل الشعب اليمني موقفه الثابت: لا مساومة على فلسطين، ولا تراجع عن معادلة البحر الأحمر.