نشر موقع IAS العبري أن لجنة الاقتصاد في الكنيست عقدت صباح الأربعاء جلسة طارئة لمناقشة ما وصفته بأزمة الطيران التي تضرب "إسرائيل" منذ أسابيع، في ظل تزايد إلغاء الرحلات الجوية وارتفاع غير مسبوق في أسعار التذاكر، على خلفية تدهور الوضع الأمني وهروب شركات الطيران الأجنبية.
وبحسب الموقع فان الجلسة، التي ترأسها عضو الكنيست دافيد بيتان، شهدت توتراً واضحاً بين أعضاء اللجنة، وسط غياب "وزيرة النقل" التي كانت في زيارة رسمية إلى المجر، ما أثار استياء الحضور وطرح تساؤلات حول غياب القيادة عن التعامل مع أحد أخطر الملفات التي تهدد صورة "إسرائيل" في المجال الدولي".
النقاش تركز على "فشل الحكومة في تأمين بيئة طيران مستقرة، لا سيما بعد سقوط صاروخ في الرابع من مايو على مطار "بن غوريون"، وهو ما أدى إلى انسحاب 14 شركة طيران أجنبية، ليبقى العدد حالياً عند 27 فقط من أصل 41 شركة كانت تعمل سابقاً، حسب ما أفاد به شموليك زكاي، مدير سلطة الطيران المدني في الكيان. وأكد زكاي أن "إسرائيل" اضطرت إلى إرسال نتائج تحقيق سلاح الجو إلى شركات الطيران الأجنبية في خطوة وصفها بأنها "غير مسبوقة"، كمحاولة لطمأنتها على الوضع الأمني، إلا أن ذلك لم يثمر عن عودة جماعية حتى الآن.
وقال الموقع ان عضو "الكنيست" "أورير فورر" انتقد "ضعف استجابة الحكومة، وقال إن عدم إعلان حالة الطوارئ فور سقوط الصاروخ اليمني في "بن غوريون" أرسل رسالة خاطئة للعالم، وتسبب في خسارة ثقة شركات كبرى مثل الخطوط البريطانية، التي كانت أول من انسحب وآخر من فكر في العودة".
ممثلة الشركة المحامية "شيرلي كاتزير" شددت على أن المشكلة ليست شخصية، ولكن غياب الإجراءات الواضحة والأمان الحقيقي هو ما يدفع الشركات للابتعاد، وأضافت أن الحكومة لم تفعل ما يكفي لتوفير حوافز حقيقية تعيد الطيران الأجنبي إلى السوق الإسرائيلية" بحسب الموقع.
من جهته، كرر" رئيس اللجنة" دافيد بيتان موقفه بأن الحكومة "ليست جهاز صراف آلي"، رافضاً فكرة تعويض الشركات أو تقديم تسهيلات مالية، ومؤكداً أن دعم الطيران إلى أوروبا ليس أولوية. النائبة تال ميرون طالبت اللجنة بعدم تجاهل "الواقع القاسي" الذي تعيشه "إسرائيل" بعد 600 يوم من الحرب ووجود عشرات الأسرى، وقالت إن اختفاء شركات مثل رايان إير يعني تقلص العرض وارتفاع الأسعار، ما يُفاقم الأزمة على المستهلكين الإسرائيليين".
التقرير يعكس تخبطًا واضحًا في أوساط العدو الإسرائيلي أمام الانهيار التدريجي في قطاع الطيران، وسط غياب الرؤية ورفض التمويل، في وقت تنهار فيه ثقة الخارج والداخل معاً. ومع استمرار سقوط الصواريخ واقتراب الصيف، تبدو الأجواء متجهة نحو مزيد من الإغلاق والعزلة، في ظل عجز صهيوني عن إيجاد حلول أو حتى الاعتراف بحجم الكارثة.