نشرت صحيفة "معاريف" العبرية تقريرا أوضحت فيها "أن شركة الطيران الأوروبية "رايان إير" قررت رسميًا تعليق جميع رحلاتها إلى "إسرائيل" حتى نهاية يوليو/تموز، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها تمثل ضربة قاسية للمستهلك الإسرائيلي وسوق الطيران الداخلي". القرار جاء بعد تصريحات مباشرة من الرئيس التنفيذي للشركة مايكل أوليري، قال فيها إن "الصبر بدأ ينفد مع إسرائيل"، في تعبير واضح عن تدهور الثقة الدولية في الأوضاع داخل الكيان، خاصة في ظل استمرار الحرب وتراجع الاستقرار الأمني.

ووفقًا للصحيفة، فإن "الشركة التي كانت من أكثر شركات الطيران شعبية في أوساط الإسرائيليين بفضل أسعارها الاقتصادية، دخلت منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر في سلسلة من الإلغاءات والخسائر، وصلت حتى اليوم إلى 3.8 مليون يورو، ما دفعها إلى إعادة تقييم استراتيجيتها بالكامل تجاه السوق الإسرائيلية". و"بينما اقتصر القرار الحالي على تعليق الرحلات حتى نهاية يوليو، إلا أن نبرة تصريحات الإدارة تشير إلى احتمالية تمديد التعليق حتى نهاية العام على أقل تقدير".

وأفادت الصحيفة أن هذا "الانسحاب المفاجئ سيؤثر بشكل مباشر على آلاف المسافرين، وسيدفع بأسعار الرحلات إلى أوروبا نحو مستويات قياسية، في ظل محدودية البدائل واستمرار انكماش خيارات الطيران. كما انعكس القرار فورًا في السوق، حيث بدأت شركات الطيران الأخرى بإعادة تقييم خطوطها، وبعضها بالفعل قلّص عدد رحلاته إلى مطار بن غوريون".

زعيم المعارضة في الكيان يائير لابيد لم يتأخر في تحميل "الحكومة" الإسرائيلية المسؤولية، واتهمها بالتقصير في دعم شركات الطيران الأجنبية وتقديم ضمانات التأمين كما حدث في السابق. وقال لابيد: "إسرائيل الآن تحت حظر جوي، وزير النقل خارج البلاد، ورئيس الوزراء غائب عن الحدث"، في إشارة إلى الفوضى الإدارية التي تعيشها حكومة الاحتلال".

يأتي هذا التطور في سياق أوسع من الانهيارات المتسارعة التي يشهدها الكيان على مختلف المستويات، مع تزايد حالة العزلة الجوية والاقتصادية، وتراجع موقعه كمركز إقليمي آمن للطيران والاستثمار. وإذا استمرت الشركات العالمية في الانسحاب، فإن ذلك قد يشكل بداية مرحلة جديدة من الانكشاف الجوي والعزلة الاستراتيجية لكيان العدو، وسط مشهد إقليمي ودولي لم يعد يقبل تجاوزاته، ولا يسكت على عدوانه.