رئيس ملتقى التصوف اليمني "الجنيد": الشعب اليمني بخروجه المليوني في الساحات يعبر عن هويته الإيمانية، وقيمه العربية الأصيلة.
نائب رئيس المجلس الشافعي الإسلامي "المحيا": المسيرات الشعبية تحبط المخططات الصهيونية الرامية لعزل القضية الفلسطينية.
الناشط الثقافي والاجتماعي "المعافا": المسيرات الشعبية المتواصلة تمنح القوات المسلحة اليمنية الشرعية في التصعيد أكثر وأكثر في مواجهة كيان العدو الإسرائيلي.


تتصدر الساحات اليمنية الداعمة لغزة المشهد العالمي بفضل الزخم الجماهيري المتزايد من أسبوع إلى آخر، منذ انطلاق "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، وحتى اللحظة الراهنة. 
يخرج الملايين من أبناء الشعب اليمني إلى الساحات بصورة أسبوعية، مؤكدين على موقفهم الثابت في دعم غزة، ومستنكراً لاستمرار كيان العدو الإسرائيلي في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية أمام أنظار العالم بأسره. 
وتكتسب هذه المسيرات المناصرة لغزة أهمية كبيرة، حيث تحمل في طياتها رسائل ودلالات جديدة ومتنوعة، تتماشى مع الأحداث المتلاحقة في قطاع غزة. 
في المسيرات التي خرجت يوم الجمعة الفائت وحملت شعار "لا أمن للكيان وغزة والأقصى تحت العدوان"، هبَّ ملايين اليمنيين إلى (1150) ساحة في مختلف المحافظات والمناطق اليمنية المحررة، في مشهد يعكس الاستجابة المثلى لتوجيهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وتجديد الالتزام بقضية فلسطين حتى تحقيق النصر الإلهي، المتمثل في زوال الكيان وتحرير الأقصى الشريف.
تتجلى أهمية هذا الحشد الجماهيري الرائع في المسيرات، إذ تزامن مع تدنيس الصهاينة للأقصى الشريف وإساءاتهم للرسول الأكرم محمد – صلوات الله عليه وعلى آله وسلم – ما يؤكد التمسك الراسخ بالمقدسات الإسلامية والانتصار للرسول الأعظم.

وفي السياق ذاته يؤكد عضو رابطة علماء اليمن ورئيس ملتقى التصوف الإسلامي، العلامة عدنان الجنيد، أن الجماهير الغفيرة في الساحات تجسد فيها الموقف الصحيح للأمة الإسلامية، وعبّرت بشكل عملي عن الاستجابة للأوامر الإلهية كما ورد في قوله تعالى: "مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ، إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ" صدق الله العظيم.
وفي حديث خاص لموقع أنصار الله يوضح أن الشعب اليمني، من خلال خروجه المليوني إلى الساحات، يعبر عن هويته الإيمانية وقيمه العربية الأصيلة. كما أن الله قد مَنَّ عليه بقيادة مؤمنة وصادقة تسعى لتعزيز كلمة الله ودعم المستضعفين.
تعتبر المسيرات الجماهيرية الداعمة لغزة دافعاً قوياً لتحفيز أحرار العالم للخروج في الساحات نصرةً للقطاع، حيث تُقام مظاهرات شعبية في العديد من الدول الأوروبية والغربية للمطالبة بإنهاء العدوان الصهيوني على غزة، ورفع الحصار.
ويرى الجنيد أنه لو سكتت كافة الشعوب العربية والإسلامية، لما شهد أي بلد آخر مظاهرات. مشيراً إلى أن جميع دول العالم ستستخدم تلك الدول التي لم تتظاهر لنصرة غزة كحُجة، خاصة وأن القضية الفلسطينية تهم الدول العربية والإسلامية بشكل أكبر من غيرها.


الساحات الشعبية تكشف زيف الصهاينة

في الوقت الذي تدعو فيه حركة المقاومة الإسلامية حماس جميع دول العالم إلى المشاركة في مظاهرات جماهيرية متكررة للضغط على الكيان الإسرائيلي لوقف جرائمه الوحشية في قطاع غزة، تستمر أبواق التطبيع والخيانة في ترويج فكرة عدم جدوى هذه المظاهرات، مدعية أن الخروج في المسيرات لا يساهم شيئًا في دعم المقاومة، ما يكشف تواطؤها مع كيان العدو الإسرائيلي. في هذا السياق، يدعو العلامة الجنيد أحرار العالمَين العربي والإسلامي إلى مواجهة هذه الأبواق، وكشف زيفها عبر مختلف المجالات السياسية والثقافية والإعلامية. 
بدروه يؤكد رضوان المحيا، عضو رابطة علماء اليمن ونائب رئيس المجلس الشافعي الإسلامي، أن المسيرات الشعبية المستمرة تساهم بشكل كبير في إفشال الخطط الصهيونية التي تسعى لعزل القضية الفلسطينية عن الأمة العربية والإسلامية.
وفي حديث خاص لموقع أنصار الله، يصف المحيا الذين يحبطون المعنويات ويثيرون الشكوك بأنهم شركاء للصهاينة في الجرائم والقتل، مشيرًا إلى أن سلوكياتهم تخرجهم عن صفوف المؤمنين، وتدخلهم في دائرة النفاق.
ويؤكد أن التواجد في الساحات لدعم غزة يؤدي إلى إحباط المؤامرات الصهيونية وإفشال مخططاتهم الرامية إلى القضاء الكامل على القضية الفلسطينية، كما أنه يعكس للعالم أن الشعوب العربية والإسلامية لا تزال حاضرة وفاعلة في الميدان.
يُعتبر التجمع في الساحات والهتافات بشعارات الاستنكار والإدانة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي أمرًا بالغ الأهمية، إذ يكشف عن الوجه الإجرامي للعدو الإسرائيلي، ويعرّيه على الساحة الدولية، وهو ما يثير قلق العدو. 
تعكس المسيرات الشعبية تأثيرها من خلال القلق الذي ينتاب الاحتلال الإسرائيلي، ما يدفعه لإصدار تعليمات لحلفائه من الأنظمة المطبعة والقائمة على الخيانة لقمع هذه المظاهرات بحجة محاربة “العداء للسامية”، كما حدث وما زال يحدث في عدة دول أوروبية وغربية، وكذلك في بعض الدول العربية والإسلامية التي تقمع أنظمتُها شعوبَها بذريعة الحفاظ على النظام العام وعدم إثارة الفوضى.
كما أن أهمية التظاهرات الشعبية تتجاوز الأمور السابقة، فهي تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز الوعي الفكري بأهمية المقاومة، وترسيخ ثقافة المقاومة في نفوس الجيل الجديد. 
ووفقًا لما ذكره العلامة المحيا، فإن المسيرات الجماهيرية تساهم في بناء جيل واعٍ ومقاوم يسعى لتحرير الأقصى الشريف، وتمثل عنصر ضغط موجه ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي، ما قد يقود إلى زواله عن الوجود. 
كما تُظهر المظاهرات تأثيرها في تقويض مخطط التطبيع الصهيوني الذي يستهدف الدول العربية والإسلامية، بالإضافة إلى دورها الفعال في فضح أنظمة الخيانة والتطبيع أمام شعوبها.


تفويض شعبي للقوات اليمنية

تُعبر الحشود المتجمعة في الساحات عن تفويض شعبي يُمنح للقوات المسلحة اليمنية للقيام بخطوات تصعيدية تهدف إلى إضعاف كيان الاحتلال، وإجباره على وقف إطلاق النار. 
ويشير الناشط الثقافي والاجتماعي صادق المعافا إلى أن فعاليات التظاهر تمثل منصة جماهيرية تعكس دعم اليمنيين لإخوانهم في غزة، مع التأكيد على استعدادهم الكامل لمواجهة العدو الإسرائيلي في سبيل نصرة غزة. 
وفي تصريح خاص لموقع أنصار الله، أوضح أن المسيرات المستمرة تُعزز من حق القوات المسلحة في تنفيذ تصعيدات متزايدة ضد كيان العدو الإسرائيلي. 
كما يلفت المعافا إلى أن الجماهير اليمنية لا تقدم الشرعية فقط للقوات المسلحة في عملياتها الحربية، بل تطالبها بالانتقال إلى مراحل جديدة من المواجهة، بما يسهم في خنق الكيان وإضعافه اقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، مشيرًا إلى أن الحشد الجماهيري في الساحات يجعل العدو الإسرائيلي أكثر إحباطًا ويأسًا في مواجهته مع اليمنيين.
وفي نهاية المطاف، فإن الزخم الجماهيري الكبير الذي تشهده الساحات اليمنية يُعَد علامة على الإيمان والحكمة اليمانية في موقفها التاريخي الذي يدعم غزة، وهو ما يبعث برسالة للعالم تُظهر أن اليمنيين يفضلون دعم أشقائهم حتى في أصعب الظروف، ليكونوا هم الأكثر أهلية لنيل الشرف الإلهي المشار إليه في قوله تعالى: (فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم). صدق الله العظيم.