موقع أنصار الله - فلسطين - 22 ذو الحجة 1446هـ

في خطوة غير مسبوقة، كشفت تقارير عبرية مؤخرا عن هروب آلاف المستوطنين عبر "اليخوت" إلى قبرص في أعقاب القصف الإيراني الذي طال المركز، ليشكل ذلك ضربة قوية للجبهة الداخلية في "إسرائيل" التي سارعت لمحاولة منع ما يجري.
صحيفة "هآرتس" العبرية كشفت عن فرار مئات "الإسرائيليين" والأجانب يوميا عبر "يخوت" إلى قبرص، مع استمرار التصعيد بين "إسرائيل" وإيران.
وقالت الصحيفة إنّه بحسب مجموعات على "فيسبوك" مخصصة لمغادرة "إسرائيل" عبر البحر، "هناك مئات الأشخاص يرغبون الآن في المغادرة بهذه الطريقة".
الباحث في الشأن الإيراني، أيمن الحنيطي، قال إن تصاعد الهجمات الصاروخية الإيرانية على "إسرائيل" هي السبب الرئيسي وراء هروب المستوطنين إلى قبرص، مشيرًا إلى أن العديد من الصهاينة الفارين من المناطق المتأثرة أبدوا مخاوفهم من الاستهدافات الإيرانية المستمرة.
وأكد الحنيطي في حديث لوكالة "شهاب" للأنباء، أن الهجمات الصاروخية باتت تشكل ضغطًا نفسيًا هائلًا على المستوطنين، وأن الوضع الحالي يعكس حالة من الذعر والقلق في "إسرائيل".
وأضاف أن هذا التصعيد يعكس تزايد المخاوف الأمنية في المنطقة، ما ينعكس بدوره على ثقة المستوطنين في قدرة حكومة كيان العدو "الإسرائيلي" على حماية أرواحهم.
كما أشار الحنيطي إلى أن هذه الهجمات تأتي في وقت حساس للغاية، حيث أدى إغلاق المجال الجوي "الإسرائيلي" إلى تقليص خيارات السفر للصهاينة، مما دفع البعض للبحث عن بدائل بحرية بالرغم من أن الرحلات البحرية أصبحت الخيار المتاح للبعض، إلا أن تكلفتها المرتفعة والتي تتراوح بين 2500 و6000 شيكل (حوالي 650 إلى 1550 دولارًا) للشخص الواحد، تشير إلى حجم المخاطر التي يواجهها المستوطنين الذين يختارون هذا البديل.
ونوه الحنيطي إلى أن هذه الظروف قد تؤدي إلى تزايد الانقسامات الداخلية في "إسرائيل"، حيث تعكس هذه الظواهر تراجع الثقة في الحكومة "الإسرائيلية" وقدرتها على توفير الحماية والأمان. 
وأضاف الحنيطي أن هذه التطورات قد تؤثر سلبًا على صورة "إسرائيل" الدولية، ما ينعكس على علاقاتها مع الدول الأخرى، مشددًا أن هذه الأوضاع قد تكون بداية لمرحلة جديدة من الهجرة العكسية، حيث يسعى البعض إلى الانتقال إلى دول أكثر استقرارًا في ظل التصعيد الإقليمي المستمر.
من جهته، أكد الباحث في الشأن "الإسرائيلي"، الدكتور علي الأعور، أن هروب المستوطنين "الإسرائيليين" إلى قبرص بسبب الصواريخ الإيرانية قد أحدث تأثيرات عميقة على الجبهة الداخلية في "إسرائيل"، وهو ما يعكس حجم التأثيرات النفسية والاقتصادية التي يواجهها المجتمع "الإسرائيلي".
وأوضح الأعور في تصريح لوكالة "شهاب" للأنباء، أن مغادرة أعداد كبيرة من المستوطنين أدت إلى ترك فراغ في أسواق العمل وبعض القطاعات الاقتصادية، مما أثر بشكل مباشر على الإنتاجية والنمو الاقتصادي في العديد من المناطق "الإسرائيلية".
 وأضاف أن هذا الفراغ الاقتصادي يتطلب وقتًا طويلًا لإعادة استقرار النشاط التجاري والإنتاجي، مشيرًا إلى أن الهروب الجماعي للمستوطنين قد أدى إلى زيادة القلق والخوف بين *طباقي المستوطنين، ما خلق حالة من التوتر النفسي داخل الكيان "الإسرائيلي".
كما أشار الأعور إلى أن هذا الوضع أضاف عبئًا إضافيًا على الكيان الذي اضطر لتوفير اللجوء واللوجستيات للأشخاص الفارين من الصواريخ، مما شكل ضغطًا على القوات الأمنية والجهات الحكومية التي تتحمل مسؤوليات كبيرة في تأمين وإنقاذ المواطنين.
وأوضح الأعور أن هروب المستوطنين قد أثار تساؤلات حول قدرة "إسرائيل" على حماية مواطنيها من التهديدات الخارجية، مما أثر على الروح المعنوية لدى البعض وزعزع الثقة في النظام الدفاعي "الإسرائيلي"، في وقت يتطلب فيه تعزيز الأمن الداخلي والاطمئنان للمواطنين.
وتكشف هذه التطورات عن أبعاد جديدة للوضع الداخلي في "إسرائيل"، حيث تعكس حالة القلق المستمرة والخوف المتزايد من التصعيد العسكري المتواصل، مما يدفع العديد من الصهاينة إلى مغادرة البلاد بحثًا عن الأمان، يشير ذلك إلى هشاشة الجبهة الداخلية وانعدام الاستقرار الذي يهدد الاقتصاد والنظام الأمني.