|| صحافة ||
أثار استمرار جبهة الإسناد اليمنية لقطاع غزة في تنفيذ عمليات هجومية ضد إسرائيل إثر توقّف الحرب على إيران، قلقاً أميركياً وإسرائيلياً واضحاً خلال الأيام الماضية. وعلى الرغم من ارتباط تلك العمليات بغزة، إلا أن الحديث "الإسرائيلي" والأميركي الأخير يشير إلى أن استمرارها مرتبط بالتصعيد الأخير بين طهران وتل أبيب، وأن إيقافها يجب أن يكون في صلب أي معادلة سلام قادمة مع إيران.
وحضرت تلك الجبهة على أجندة زيارة وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، وهو مسؤول الملف اليمني في المملكة، إلى واشنطن، أول أمس، والتي التقى خلالها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب. وقالت مصادر سياسية في صنعاء، لـ»الأخبار»، إن جبهة الإسناد اليمنية التي لا تزال في قلب التوترات الإقليمية، لن تكون خارج أي حراك دبلوماسي أو عسكري يجري في المنطقة. وأشارت إلى أن مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، الذي قام أخيراً بزيارة غير معلنة مسبقاً إلى الرياض، ناقش مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الأوضاع في المنطقة، ما قد يشير إلى أن ثمة مساعيَ أميركية لتهدئة شاملة في الإقليم، ومنح إسرائيل استراحة محارب، تمهيداً للعودة لاحقاً إلى ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين في غزة، وتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد.
وأثارت زيارة طحنون اهتماماً واسعاً في الأوساط اليمنية، لكونه صاحب التأثير الأول على الفصائل المسلحة التابعة للإمارات في اليمن. وفي الوقت الذي استبعد فيه مراقبون أن تكون للزيارة علاقة بتصاعد صراع جناحَي الإمارات والسعودية في «المجلس الرئاسي» في عدن، فقد أشاروا إلى أن الخطوة نابعة من رغبة إماراتية في وقف التصعيد اليمني ضد إسرائيل تحت أي ظرف، حتى وإن استدعى ذلك تحريك جبهات داخلية في اليمن لإرباك قوات صنعاء. ولم يستبعد المراقبون أن تكون تحرّكات طحنون جزءاً من خطة إسرائيل لضرب اليمن، والتي كشف عنها وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أواخر الشهر الماضي، خاصة بعد أن فشلت تل أبيب في التأثير على عمليات الإسناد اليمنية، التي استخدمت فيها قوات صنعاء أكثر من 140 صاروخاً باليستياً وطائرة مُسيّرة منذ بدء الجولة الثانية، منتصف آذار الفائت.
وكان مركز «القدس للشؤون الخارجية والأمنية» الإسرائيلي، أكّد في تقرير صادر أمس، انزعاج "تل أبيب" من استمرار العمليات اليمنية في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، واتّهم طهران «باستخدام الحوثيين للانتقام غير المباشر». وأشار إلى أن «التهديد الحوثي القادم من اليمن يُظهر أن عنف المحور الإيراني ضد إسرائيل مستمر في مسارات تتجاوز الاتفاقات»، مضيفاً أن «الهجوم الحوثي الأخير، الذي أُطلق فيه صاروخ باليستي في اتجاه جنوب إسرائيل يؤكد أن الحوثيين الذين لا يرون أنفسهم ملزمين باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، عازمون على الاستمرار في تهديد إسرائيل»، متابعاً أن «مصادر أمنية إسرائيلية ترى صمت إيران إزاء هجمات الحوثيين على أنه تشجيع غير مباشر، بل موافقة ضمنية، على خطوات عدوانية من قبل وكلائها». ولفت إلى أن «الحوثيين يلعبون دوراً محورياً في استراتيجية الردع الإيرانية الجديدة، المتمثّلة في استخدام وكلاء عملياتيين عن بُعد، لا يعانون من القيود السياسية المفروضة على حزب الله أو الميليشيات العراقية، ويعملون في ساحة إقليمية تتمتّع بحرية مناورة واسعة نسبياً».
وزعم المركز أن «تصرفات الحوثيين تتجاوز التضامن، حيث يسعون الآن لترسيخ مكانتهم كلاعب مستقلّ، بل ربما معارض للهيمنة الإيرانية نفسها، مع سعيهم في الوقت نفسه لتمييز أنفسهم عن المحور السنّي». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة تراقب التصعيد الحوثي ضد إسرائيل بقلق، وترى أن الحوثيين يشكّلون تهديداً حتى بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وايران، ما يُشير إلى تقييم استخباراتي أميركي يرى أن تنظيم الحوثي عامل خارج عن السيطرة ومزعزع للاستقرار».
الاخبار اللبنانية: رشيد الحداد