موقع أنصار الله - متابعات – 11 محرم 1447هـ
أصدرت مجموعة "بريكس"، التي انطلقت قمتها الـ17 اليوم الأحد في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، بياناً دانت فيه العدوان على إيران، مؤكدةً أنّ الضربات العسكرية ضدّها "تمثّل انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وأعربت المجموعة عن قلقها "البالغ إزاء التصعيد اللاحق بالوضع الأمني في الشرق الأوسط"، وبشأن الهجمات المتعمّدة على البنية التحتية المدنية والمرافق النووية السلمية.
وإزاء ذلك، أكدت "بريكس" دعمها المبادرات الدبلوماسية، التي "تهدف إلى معالجة التحدّيات الإقليمية"، مطالبةً مجلس الأمن بأن يتولّى هذا الأمر.
بيان "بريكس" أعرب مجدّداً عن القلق بشأن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي بشنّ هجمات على قطاع غزة.
ودانت المجموعة جميع الانتهاكات للقانون الدولي، وخصوصاً القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي، وبما في ذلك استخدام التجويع بوصفه وسيلةً للحرب.
كما حثّت الأطراف على الانخراط بحسن نيّة في مزيد من المفاوضات، بهدف تحقيق وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار.
وأكدت أيضاً دعمها "الثابت" لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا".
ورحبت "بريكس" رحّبت أيضاً بوقف إطلاق النار في لبنان، داعية جميع الأطراف إلى "الالتزام الصارم بشروطه"، ومعربةً عن إدانة الانتهاكات المستمرة لوقف إطلاق النار ولسيادة لبنان وسلامته الإقليمية.
ودعت المجموعة "إسرائيل" إلى "احترام الشروط المتفق عليها مع الحكومة اللبنانية، وسحب قواتها المحتلة من كامل الأراضي اللبنانية".
إلى جانب ذلك، أكدت "بريكس" التزامها سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، داعيةً إلى "عملية سياسية سلمية وشاملة، بقيادة سورية، تستند إلى مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254".
ودانت بشدة الاحتلال الجزئي لأجزاء من سوريا، وحثّت "إسرائيل" على سحب قواتها من دون تأخير. كما دانت التهديد الذي يشكّله وجود المقاتلين الإرهابيين الأجانب في سوريا.
إضافةً إلى ذلك، أعربت المجموعة الاقتصادية عن القلق الشديد إزاء التعريفات الجمركية والرسوم الإضافية التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، محذّرةً من أنّها "تثير توتراً في العالم".
عراقتشي: على "بريكس" مسؤولية في الدفاع عن القانون الدولي
وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، أكد أنّ مجموعة "بريكس" تقع عليها مسؤولية الدفاع عن القانون الدولي والتعددية، ودعم المبادئ الأساسية للأمم المتحدة، من المساواة بين الدول إلى رفض استخدام القوة، وصولاً إلى حل النزاعات سلمياً.
وجاء ما قاله عراقتشي في كلمة ألقاها خلال القمة الـ17 لـ"بريكس"، والتي عُقدت في ريو دي جانيرو، حيث يمثّل العدوان الإسرائيلي على إيران أحد القضايا التي ناقشها المجتمعون.
وفيما يتعلّق بهذا الشأن، شدّد عراقتشي على أنّ العدوان على إيران "لم يكن إلا نتيجةً للحصانة المطلقة التي منحتها الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية للكيان الإسرائيلي، لارتكاب جرائم من دون حساب".
كما أكد وجوب أن يُحاسب كلّ من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة على انتهاكهما القانون الدولي، بما في ذلك حقوق الإنسان والقانون الإنساني.
وأضاف أنّه يقع على عاتق كلّ دولة عضو في الأمم المتحدة أن "تقف في وجه هذا الظلم وتدين بحزم العدوان الإسرائيلي على إيران"، محذراً من أنّ تداعيات هذا العدوان "لن تقتصر على بلاده، بل ستمتدّ إلى كلّ المنطقة، بل وربما أبعد".
في السياق نفسه، أوضح وزير الخارجية الإيراني أنّ "معضلة الأمن في المنطقة لن تُحلّ، ما دامت نزعات إسرائيل الخارجة عن القانون تحظى بالتشجيع من جانب داعميها ومبرّريها".
وإذ أشار إلى أنّ العدوان استهدف مناطق سكنية وقواعد عسكرية، واغتيل فيه قادة عسكريون وجنود وأساتذة جامعات وعلماء، وارتكبت فيه مجازر بحق المدنيين، فإنّه أكد عزم طهران على توثيق جرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية التي ارتكبها الاحتلال.
وأضاف أنّه "يجب ألا نسمح للكيان الإسرائيلي وحلفائه بتزوير الحقائق"، مشدّداً على أنّ إيران "لن تتخلّى عن مطالبتها بالعدالة والتعويض".
وشدّد أيضاً على أنّ بلاده "ستواصل الدفاع عن نفسها بكلّ ما أوتيت من قوة، ضدّ أيّ اعتداء مستقبلي"، لافتاً إلى أنّ الشعب والقوات المسلحة في إيران "صمدا بإرادة وعزم أمام هذا العدوان السافر"، في حين "أُجبر المعتدون على وقف عدوانهم".
بوتين: لترسيخ التعاون بين دول "بريكس"
الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ألقى كلمةً أيضاً خلال القمة، عبر تقنية الفيديو، أكد فيها أنّ العالم يشهد تغييرات جذرية، وأنّ النظام أحادي القطب للعلاقات الدولية "أصبح شيئاً من الماضي".
ودعا بوتين إلى ترسيخ التعاون بين دول "بريكس"، معرباً عن أمله في توسيع استخدام العملات الوطنية بينها.
ولفت بوتين إلى أنّ جميع دول المجموعة "تقف في صف المساواة، حسن الجوار ومبادئ القيم التقليدية"، مؤكداً أنّ تأثير "بريكس" ومكانتها "يزدادان عاماً بعد عام، وهي أصبحت بحقّ من المراكز الرئيسة في النظام العالمي".
في هذا الإطار، قال الرئيس الروسي إنّ المجموعة "تتفوّق بشكل كبير على تكتلات أخرى، مثل مجموعة السبع، من حيث معدلات القوة الشرائية".
وبيّن بوتين، أنّ البرازيل، بصفتها الرئيس الحالي لـ"بريكس"، تبنّت المبادرات التي طرحتها روسيا خلال رئاستها المجموعة في عام 2024، مشيراً إلى أنّ "العمل جارٍ على تنفيذها".
لولا دا سيلفا: لإصلاح مجلس الأمن عبر إضافة أعضاء دائمين من دول الجنوب
أما الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فحذّر من "فقدان المصداقية وشلل الأمم المتحدة"، داعياً إلى إصلاح مجلس الأمن الدولي، عبر "إضافة أعضاء دائمين جدد من دول الجنوب".
وأوضح لولا دا سيلفا، في الكلمة التي ألقاها في مستهلّ القمة، أنّ هذا الأمر "يتجاوز مجرد تحقيق العدالة، بل هو ضمان بقاء الأمم المتحدة".
كذلك، حذّر الرئيس البرازيلي من وقوع كارثة نووية، ودعا قادة العالم إلى عدم تجاهل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أنّ الحلّ "لن يكون ممكناً إلّا بإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية".
وندّد بـ"تخلّي المجتمع الدولي عن هايتي"، وأوصى الأطراف بالاتفاق على وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
المصدر: الميادين