« إسرائيل » وعناصر مواجهتها في لبنان

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية ||شارل أبي نادر / العهد الاخباري

لا يمكن لأي مراقب أو متابع أن يمر مرور الكرام على الحملة الواسعة التي تقوم بها “اسرائيل” هذه الأيام حول عناصر ومعطيات مواجهتها المفتوحة مع لبنان، وهي في حملتها هذه وصلت الى درجة غير مسبوقة في التوتير والضغط عبر الاعلام والسياسة والدبلوماسية، في التصويب على الدولة اللبنانية، وعلى قدرات حزب الله وامكانياته العسكرية التي تجدها تتطور بشكل لافت في غير اتجاه، وفي تفعيل ضغوطها الدولية على ايران لعدة اسباب وأهمها دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية لمحور المقاومة في المحيط وخاصة لحزب الله.
طبعاً، هذه الحملة المسعورة التي تشنها “اسرائيل” على لبنان اليوم تستند فيها على الكثير من المعطيات والعناصر التي تعتبر انها تستهدفها وأهمها:

قدرات حزب الله

– حاولت “اسرائيل” وتحاول دائما الحد من قدرات حزب الله العسكرية بشكل عام والصاروخية بشكل خاص، وهي مستنفرة دائما في الجو والبحر وعلى المناطق الحدودية مع لبنان وسوريا لمراقبة شحنات الاسلحة التي تصل الى حزب الله، وهي تنفّذ دائماً رمايات جوية على عدة شاحنات تشتبه بانها تنقل أسلحة وصواريخ للمقاومة، وذلك في عدة امكنة وطرق ومعابر، استنادا إلى معلومات اكيدة أو شبه أكيدة، وحتى في أغلب الأوقات بطريقة افتراضية وعشوائية، وكل ذلك لمحاولة كسر معادلة التوازن الاستراتيجي التي أوجدها حزب الله في إمتلاكه لتلك القدرات الصاروخية، واستطاع فرضها من خلال مناورة التهديد بتدميرالكثير من الاهداف الاستراتيجية داخل “اسرائيل”، أخطرها وأكثرها حساسية مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب، ومخازن وسفن نقل غاز الامونيا في حيفا.
– يسود اليوم داخل “اسرائيل” مخاوف جدية من مناورات مرتقبة يخطط لها حزب الله وتقوم على تسلل مقاتليه الى داخل الجليل المحتل في عملية اجتياز سريعة للحدود، فوق الارض او تحتها عبر انفاق محتملة، وحسب خبراء ومستشارين عسكريين اسرائيليين، فان هذه الانفاق قد تكون نفذت بمساعدة تقنية وفنية قدمتها دولة كوريا الشمالية للمقاومة في لبنان، وحيث من المعروف عالمياً ان قدرات تلك الدولة في مجال الانفاق ناجحة، مضافة الى خبرات وقدرات عناصر حزب الله في الاختراق والعمليات الخاصة، فإن هذه المناورة المرتقبة لوحدات الرضوان في المقاومة داخل العمق الاسرائيلي أصبحت الشغل الشاغل لمسؤولي وقادة وخبراء العدو.

التماسك الداخلي اللبناني

قد يكون ما تشهده الساحة الداخلية اللبنانية من تماسك لم يألفه لبنان و”اسرائيل” من قبل، من النقاط السلبية بالنسبة للعدو، والتي يعتبرها نقاط حساسة وخطرة في مواجهته، فهي (اسرائيل) من جهة أولى لم تتعود على ان يكون في لبنان توافق شعبي وسياسي شبه كامل حول الاعتراف بدور المقاومة في حماية لبنان كداعم أساس للجيش اللبناني، ومن جهة ثانية، ان يكون رئيس الجمهورية اللبنانية مقاوما في الرؤيا والتوجه والعزم على الدفاع عن لبنان، وحاملا لواء استراتيجية دفاعية، تحضن الجيش والشعب والمقاومة، فهذا بالنسبة للعدو الاسرائيلي يعتبر من المحرمات ولا تقبل به وتعتبر مواجهته وخربطته في كافة الوسائل حقا مشروعا لها.

أيضا، أن يُعبّر مصدر عسكري اسرائيلي عن استغرابه وتحذيره من قدرات الجيش اللبناني المتصاعدة، وقرار الاخير الواضح بالالتزام بالقتال ومواجهة الوحدات العدوة الاسرائيلية جنبا الى جنب مع عناصر المقاومة في اية مواجهة ضده، هذا بالنسبة للعدو تطور مهم لم يكن ينتظره من الجيش اللبناني، وهو تعود على طريقة اخرى من المواجهة معه، مواجهة كان يلفّها بعض التردد خوفاً من التفاوت الكبير في القدرات العسكرية، أو كان يلزمها قرارًا واضحًا وجريئًا من السلطة الرسمية اللبنانية لم يكن متوافرا سابقا، وهو الان متوافر بامتياز وبقوة .
وعليه… فمن الطبيعي ان ترى “اسرائيل” في هذه العناصر والمعطيات التي تواجهها في لبنان خطرا وتحديا وتهديدا، ومن الطبيعي ان يلفها الحذر والخشية من تصاعد قدرات الجيش اللبناني وحزب الله، المعطوفة على وحدة داخلية لبنانية في ظل حكومة وسلطة مقتنعة ومتفهمة لمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، يرعاها ويوجهها رئيس جمهورية ثابت في مواقفه وصاحب رؤية استراتيجية ثاقبة، ومن الطبيعي ايضا ان تعمل “اسرائيل” وبكافة الوسائل الممكنة لديها على خربطة وضرب ومواجهة هذه العناصر التي تعتبرها في مكان ما خطرا وجوديا لن يكون سهلا عليها التخلص منه.

قد يعجبك ايضا