موقع أنصار الله - متابعات – 21 ربيع الأول 1447هـ
ارتكب "جيش" العدو الصهيوني دمارًا واسعًا في مدينة غزة منذ بدء عدوانه البري على المدينة في 11 آب/ أغسطس الماضي، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع، اليوم السبت، مشيرًا إلى تدمير 1,600 بناية سكنية و13,000 خيمة للنازحين، وتهجير أكثر من 350,000 مواطن من الأحياء الشرقية إلى وسط المدينة وغربها.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي، في بيان، إن "جيش" العدو يواصل استهداف مدينة غزة وأحيائها المدنية بشكل "وحشي"، ضمن ما وصفه بسياسات التدمير الممنهج والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري التي ينفذها منذ بداية عملياته البرية.
وأشار إلى أن تصريحات وزير الأمن الصهيوني مجرم الحرب، يسرائيل كاتس، حين قال إن "أبواب الجحيم في غزة قد فُتحت على المقاومة"، تعكس رواية معاكسة للواقع، مؤكّدًا أن "الحقيقة أن الاحتلال يفتح النار بشكل ممنهج على المدنيين العزل، ويدمر المنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والخيام، وليس ضد أي شيء آخر".
وأضاف أن هذا الاستهداف يشكّل "خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، وتبريرًا مستمرًا للإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري" بحق سكان المدينة المكتظة بمئات آلاف الأطفال والنساء والمسنين.
وشدد البيا على ن أن العدو الصهيوني دمّر أكثر من 1,600 برج وبناية سكنية مدنية متعددة الطوابق تدميرًا كاملًا، وأكثر من 2,000 برج وبناية أخرى تدميرًا بليغًا، إلى جانب تدميره أكثر من 13,000 خيمة تؤوي النازحين.
وأوضح أنه منذ مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري، نسف العدو الصهيوني 70 برجًا وبناية سكنية بشكل كامل، ودمر 120 برجًا وبناية تدميرًا بليغًا، إضافة إلى أكثر من 3,500 خيمة، ما عمّق مأساة النازحين في القطاع.
ولفت المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن هذه الأبراج والعمارات السكنية كانت تضم أكثر من 10,000 وحدة سكنية يقطنها ما يزيد على 50,000 نسمة، فيما كانت الخيام التي استهدفها العدوان الإسرائيلي تؤوي أكثر من 52,000 نازح.
وبذلك، يكون العدو الصهيوني قد دمّر مساكن وخيامًا كانت تحتضن أكثر من 100,000 نسمة، ما أدى إلى نزوح قسري يتجاوز 350,000 مواطن من الأحياء الشرقية لمدينة غزة نحو وسطها وغربها، في مشهد وصفه المكتب بأنه "يعكس بوضوح ارتكاب جرائم حرب من خلال سياسة التطهير العرقي والإبادة الجماعية الممنهجة".
وأشار البيان إلى أن مدينة غزة تضم إداريًا عددًا من الأحياء والمخيمات الرئيسية، أبرزها: الشجاعية، الزيتون، التفاح، الدرج، الرمال الشمالي، الرمال الجنوبي، تل الهوى، الشيخ رضوان، الصبرة، النصر، مخيم الشاطئ، والشيخ عجلين، إلى جانب تقسيمات فرعية مثل الحرازين، التركمان والمنطار في حي الشجاعية.
وختم المكتب الإعلامي الحكومي بالتأكيد على أن "الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين ومنازلهم وأماكن نزوحهم، ويرتكب إبادة جماعية وتطهيرًا عرقيًا وتهجيرًا قسريًا بشكل واضح وممنهج"، داعيًا المجتمع الدولي إلى "التحرك العاجل لوقف هذه الجرائم وتوفير الحماية للمدنيين العزل".
وقال "جيش" العدو الصهيوني، اليوم السبت، إن أكثر من 250 ألف شخص نزحوا من مدينة غزة إلى مناطق أخرى من القطاع خلال الأسابيع القليلة الماضية، منذ تصعيد هجومه على المدينة، بعدما كان عدد سكانها ممن بقوا فيها أو نزحوا إليها يقدر بنحو مليون شخص.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، كان أكثر من مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها قبل تكثيف الجيش هجماته للسيطرة على غزة وبدء تدميره للأبراج العالية قبل نحو أسبوع.
والسبت، ألقت الطائرات الصهيونية منشورات تحثّ سكان الأحياء الغربية في كبرى مدن القطاع، على مغادرتها بينما أفاد الدفاع المدني عن استمرار الغارات الجوية.
وجاء في المنشور أنّ الجيش "مصمّم على حسم (المعركة مع) حماس في كل مكان وسيعمل ضدها أيضا في مدينة غزة بقوة كبيرة".
وأضاف "في هذه المرحلة شارع الرشيد مفتوح ويمكن الإخلاء عبره إلى المنطقة الإنسانية في المواصي (جنوب)... من أجل سلامتكم أخلوا فورا".
غير أنّ منطقة المواصي تتعرّض لقصف مدفعي كثيف بشكل متكرّر. ويقول الفلسطينيون إن لا مكان فيها لنصب خيام إضافية.
واضطرت الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح أكثر من مرة خلال الحرب.
وكانت القوات الصهيونية قد دمّرت عدّة أبراج سكنية في مدينة غزة في الأيام الأخيرة، حيث قال الجيش إنّه ينوي "تكثيف وتيرة ضرباته محددة الأهداف... لإلحاق ضرر بالبنية التحتية الإرهابية لحماس... وتقليل التهديد الذي تشكله قواتها".
وحذّرت الأمم المتحدة مرارا من "كارثة" في حال المضي قدما في خطة السيطرة على مدينة غزة التي أقرّتها حكومة الكيان الصهيوني الغاصب في آب/أغسطس. فيما تندّد المنظمات الإنسانية بمشروع تهجير سكان شمال القطاع مجددا إلى جنوبه.