موقع أنصار الله - متابعات – 20 ربيع الآخر 1447هـ

تتواصل رحلة عودة آلاف النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم في مدينة غزة وشمال القطاع، رغم الدمار الهائل وغياب المقومات الأساسية للحياة.

وأظهرت مشاهد ميدانية انتشار عناصر الشرطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية في شارع صلاح الدين للمساهمة في تنظيم حركة العودة، في حين أعلن الدفاع المدني أن أكثر من نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مناطقهم منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار.

وعلى امتداد شارعي الرشيد وصلاح الدين، شوهدت العائلات العائدة تسير على الأقدام حاملة أطفالها وأمتعتها القليلة، في مشهد مؤلم يعكس معاناتها المستمرة.

 كثير من هؤلاء لم يجدوا منازل يعودون إليها، بعدما سُوّيت بالأرض جراء القصف الصهيوني، فيما قطع بعضهم مسافات طويلة تجاوزت 15 كيلومترًا من خان يونس إلى مدينة غزة في رحلة مرهقة تحت أشعة الشمس.

 داخل المدينة، واجه العائدون صدمة كبيرة عند مشاهدتهم ركام بيوتهم ومبانيهم المدمرة، بينما تعمل طواقم بلدية غزة على فتح الطرق وإزالة الأنقاض لتسهيل دخول السكان إلى أحيائهم.

ووفق مكتب الإعلام الحكومي، فإن الدمار طال أكثر من 90% من البنية التحتية المدنية، وتضررت نحو 300 ألف وحدة سكنية، في حين أكد رئيس "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية" أمجد الشوا أن نحو 1.5 مليون فلسطيني فقدوا منازلهم بالكامل.

 وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، تتعالى الأصوات المطالبة باستجابة عاجلة لإدخال الإمدادات الطبية والإنسانية. فقد شددت وزارة الصحة على أن آلاف المرضى والجرحى بحاجة فورية إلى رعاية متخصصة في مرافق مؤهلة، محذّرة من تفاقم الأزمة مع توقف الخدمات التشخيصية والتخصصية.

 وأكدت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أكثر من 170 ألف جريح في غزة يحتاجون إلى علاج عاجل، بينما ينتظر السكان وصول قوافل المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناتهم بعد حصار طويل. من جانب آخر، انتشرت عناصر الشرطة الفلسطينية والأمن في المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال لإعادة النظام وحماية الممتلكات.

ويأتي ذلك تزامنًا مع دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وكيان العدو الصهيوني حيز التنفيذ، بناءً على الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تنص على وقف الحرب، وانسحاب تدريجي لقوات الاحتلال، وإجراء عملية تبادل للأسرى.

وقد خلّف العدوان الصهيوني، المدعوم أمريكياً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أكثر من 67 ألف شهيد و170 ألف جريح في قطاع غزة.