موقع المونيتور : حان الوقت لمراجعة السياسة الاميركية حيال اليمن
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||أكد باحث أميركي معروف أن القيادة السعودية لم تحقق أهدافها المعلنة من الحرب على اليمن، وذلك على الرغم من أن هذه الحرب تدخل عامها الثالث هذا الشهر.
وقال الباحث إن الحرب أدت الى تقوية تنظيم “القاعدة” في اليمن، وانها لا تسير وفق المصالح السعودية، وعليه أكد على ضرورة قيام واشنطن بإيجاد مخرج للرياض من هذه الحرب.
وكتب “Bruce Riedel” مقالة نشرها موقع المونيتور “Al-Monitor” أشار فيها الى أن الحرب على اليمن سيصبح عمرها عامين هذا الشهر، لافتًا الى أن أي أفق لنهاية هذه الحرب يبدو بعيداً. كما شدد على أن الشعب اليمني هو الاكثر فقرًا بالعالم ويدفع ثمنًا مروعًا نتيجة هذه الحرب.
وقال الكاتب إنه “سرعان ما اتضح” بأن وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان (وهو ايضاً ولي ولي العهد) لم تكن لديه أي خطة لجهة كيفية تحقيق النصر أو إنهاء الحرب على اليمن”. كما لفت الى أن “المناطق الحدودية السعودية تعرّضت للقصف من قبل قوات “انصار الله” اليمنية.
مضيفا بأنه وبينما يتكلم متحدثون باسم عبد ربه منصور هادي عن قرب الانتصار وعن استعادة وشيكة للعاصمة صنعاء، إلا ان ذلك يبدو غير مرجح.وأضاف الكاتب:” حتى و لو استعاد السعوديون صنعاء، فإن الرياض ستواجه معركة طويلة قد تكون مفتوحة ضد “الحوثيين”.
وشدد على أن تنظيم “القاعدة” هو “من المستفيدين” من الحرب، ما يفسر قيام الادارة الاميركية الجديدة بشن ضربات جوية ضد أهداف تابعة لـ”القاعدة” باليمن بشكل عنيف، حيث أن عدد هذه الغارات منذ شهر كانون الثاني/يناير مطلع العالم يفوق عدد الغارات التي شنتها إدارة اوباما طوال الـ2016 الماضي. ونبّه الى أن تنظيم “القاعدة” سيجد مساحة “للنمو” وسيجد الكثير من المجندين طالما استمرت الحرب.
وفيما يخص خطوات مجلس الامن لأنهاء الحرب على اليمن، اعتبر الكاتب أن “هذه الخطوات جاءت منحازة بشكل كبير للموقف السعودي”، وأضاف بأن أيًّا من أطراف النزاع في اليمن لم يبدِ استعداداً للمرونة وبأن السعوديين غير مستعدين “لإجبار هادي على التنحي”. بالتالي خلص الى أن “العملية الدبلوماسية حول اليمن “مشلولة كما الحرب”.
الكاتب تابع بأن اميركا وبريطانيا قدمتا الطائرات الحربية والسلاح للقوات الجوية السعودية كي تقوم الأخيرة “بقصف البنى التحتية اليمنية على مدار عامين”. وبينما أشار الى أن “بعض الاصوات بالكونغرس حاولت منع بيع السلاح الى السعودية، استبعد أن تنجح هذه المساعي، غير أنه شدد بالوقت نفسه على تزايد الانتقادات العالمية للحرب التي تشنها السعودية”.
كذلك أكد الكاتب على أن الحرب على اليمن مكلفة للسعودية، خاصة وأن أسعار النفط منخفضة، وتطرق الى المأساة الانسانية نتيجة هذه الحرب، حيث أشار الى أن أرقام منظمة “اليونيسف” تفيد بأن طفلًا يمنيًّا يموت كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية و مشاكل أخرى متعلقة بالحرب والحصار الذي تفرضه السعودية على شمال اليمن، ووصف التكاليف الانسانية للحرب بأنها “مدهشة” وأن اثرها السياسي سيبقى لفترة طويلة.
الكاتب اشار الى ان عددًا من الشخصيات في الادارة الاميركية الجديدة لديهم خبرة بالتعاطي مع اليمن، بمنهم وزيرا الخارجية والحرب. وعليه قال إن الوقت قد حان لمراجعة السياسة الاميركية حيال اليمن، منبهاً الى الاهمية الاستراتيجية لهذا البلد كونه يقع على مضيق باب المندب حيث تمر غالب واردات النفط الى الغرب. وأضاف بأن المصلحة الاميركية الاساسية تتمثل بمساعدة السعودية على ايجاد مخرج “من نزاع لا يسير وفقاً لمصالحها”. كما شدد على أن “من المصالح الملحة الاخرى بالنسبة لواشنطن وقف “المذابح” التي ترتكب بحق الشعب اليمني”-وفق تعبيره-، وقال إن”الحل هو دبلوماسي و”بقيادة اميركية”، مشددًا على أن هذه “القيادة الاميركية يجب ان تترافق مع “قناعة وعواقب”، على حد تعبيره.