وقفات مع كلمة السيد عبد الملك الحوثي في أربعينية الشهيد احمد شرف الدين
كسرت كلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي التي القاها في أربعين الدكتور احمد شرف الدين رحمه الله حالة الرتابة والخيبة والجمود التي القت بضلالها السلبية على الوجدان اليمني عقب قرار مجلس الا من الدولي بوضع البلاد تحت الفصل السابع الذي ارداه البعض سيفا مصلتا بوجه المطالبات الشعبية بتحقيق اهداف الثورة السلمية واسقاط النافذين والفاسدين لاسيما وان قرار مجلس الامن صدر بالتزامن مع الحراك الشعبي المطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية وبعد أيام وجيزة من سقوط معاقل التكفيريين في محافظات صعدة وعمران وحجة وغيرها …
الشهيد والشهادة :
————-
وبما ان المناسبة مرتبطة بالشهيد الدكتور احمد شرف الدين فقد تناول السيد بعمق كبير حقيقة الأهداف والابعاد لهذه الجريمة التي تستهدف الوطن ومستقبل اجياله من خلال تغييب الكفاءات الوطنية وازاحتها من طريق قوى الفساد والظلام المتحكمة والحاكمة لافتا الى ان منفذي الجريمة عشية نهاية مؤتمر الحوار كانوا على دراية كاملة بأهمية الدور الذي قام به ومن المتوقع ان يقوم به الشهيد ..
وبما ان السيد عبد الملك ليس زعيما سياسيا على غرار بقية الزعامات والقيادات التي عرفها ويعرفها المواطن العربي فقد توقف عند منزلة الشهادة لافتا الى منزلة الشهداء العظيمة عند الله معتبرا أنها من التكريم الإلهي العظيم لأن مصير الشهداء ليس الزوال والانتهاء وانما الارتقاء في درجات الكرامة والنعيم العظيم ، وفيما حاول اعداؤهم احالتهم الى الفناء والموت لكن الله أراد لهم ان يكونوا احياء بجواره وفي ضيافته في مقام لايساويه مقام ولا يصل الى مثله صاحب أي رتبة مؤكدا ان هذه هي الحياة الحقيقة حياة مؤكدة رزقهم وافر ونعيمهم عظيم وهم في رحاب الشهادة لا يعيشون واقع الندم والأسى على ما قدموا وبذلوا ، انهم راضون عما بذلوه فرحين بما آتاهم الله من فضله مما لا قدرة لأي بشر على تخيله وتصوره كما أنهم مستبشرين بالذين لم يلحقوا بهم من إخوانهم الحاملين لذات اللواء وذات القضية ..
ابعاد واهداف اغتيال الدكتور احمد شرف الدين:
————-
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي اكد ان استشهاد الدكتور احمد شرف الدين وكل الشرفاء والمخلصين تسهم في كشف سوء أعداء الحق والإنسانية ممن وصفهم بالأشرار السفاكين للدماء والمزهقين للأرواح بغير حق من اجل بقاء واقع الحياة مطبوعا بسواد الاجرام بعد استبعاد الكفاءات الوطنية ممن لا قدرة لهم على شرائها بالمال والوظائف او ترهيبها بالتهديد والوعيد ، الامر الذي يجعل من استهداف الدكتور احمد شرف الدين استهدافا للكفاءة والمصداقية ومنهج الحق والتوجه الصادق لمصلحة الشعب لصالح القوى الانتهازية في الداخل ورعاتها المتآمرون في الخارج
..
وتطرق السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الى زمان ومكان وملابسات الجريمة مشيرا من خلال ذلك الى حالة التواطؤ من قبل الحكومة التي كان بإمكانها الحيلولة دون وقوع الجريمة لو كانت جادة في ذلك لاسيما ان اغتيال الشهيد شرف الدين تم في وضح النار بالقرب من نقطة امنية الأمر الذي يكشف التواطؤ الملحوظ من قبل الحكومة والتعاطي السلبي الذي يهيئ للجريمة ان تحدث ثم للمجرمين ان يغادر فعلتهم ببساطة واكد السيد ان انصار الله لم يلمسوا أي تعاط جاد من قبل الحكومة والأجهزة المعنية وما هو حاصل هو التساهل وإجراءات شكلية هدفها بقاء قضايا الاغتيالات غامضة
ومستمرة ..
فشل الحكومة:
————-
وفيما يخص العملية السياسية حرص السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على تقييم أداء ما يسمى بحكومة الوفاق في ظل الظروف الحساسة والخطيرة التي يعيشها اليمنيون حيث اكد على فشل حكومة الوفاق التي عجزت عن تامين أبناء الشعب وتقديم الخدمات اللازمة للمواطنين بأبسط مستوياتها ، مجددا التأكيد على ضرورة تغييرها بعد فشلها في تأدية وظائفها بما يخدم العشب مشيرا الى ان المواطنين باتوا يلمسون ذلك الفشل في مختلف المحافظات والمدن والقرى بل حتى الأحزاب المتقاسمة للسلطة تتبادل الاتهامات حول سبب الفشل الحاصل لهذه الحكومة ، مستغربا من إصرار البعض على التمسك بالحكومة الحالية ورفض معاناة الشعب وانين المواطنين و نداءاتهم المطالبة بالتغيير .. وأضح السيد عبد الملك ان التغيير يجب ان يكون في اتجاه الشراكة الوطنية الحقيقية التي يجب أن توقف الصفقات المشبوهة التي تجريها اطراف السلطة الحاكمة مع الخارج من اجل تعزيز تواجدها وحصتها في السلطة الامر الذي يلحق اضرار بليغة بما اسماها المنعة الداخلية ويهيئ البلد للهيمنة الخارجية ..
دعوة للقوى السياسية :
واستمرارا لسياسة اليد الممدودة جدد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي دعوته كافة الأحزاب والتيارات في الداخل الا تبقى أسيرة لمشاريعها الضيقة داعيا الى تغليب المصلحة العامة للشعب اليمني وتجاوز الأطر الضيقة في التوجهات والمشاريع بما يحقق الفائدة لجميع الأطراف مذكرا بعض الأطراف التي تبرم الصفقات مع الخارج ان الخطر سيطالها في نهاية المطاف وان الخارج سيتخلى عن تلك الأطراف بعد ان يحقق مصالحه. وأشار السيد الى التدخلات الامريكية الواسعة في الشأن اليمني ومطامع واشنطن في ثروات اليمن وموقعه الاستراتيجي واكد انها المستفيدة الوحيدة من حالة التباينات الحاصلة في الداخل ، وأشار السيد الى فساد المبررات التي يطرحها البعض ممن يبررون للتدخلات الخارجية وقال ان من يعتبر ان التدخل الأجنبي يمثل مصلحة للشعب اليمني فإنما يغش نفسه وشعبه ، مؤكدا ان المشاريع الخارجية مضرة باليمن ومستقبل ابناءه .
الأقاليم :
——–
وفيما يخص قرار تقسيم البلاد الى ستة أقاليم قال السيد عبد الملك الحوثي ان عملية التقسيم تمت بطريقة سلبية جدا على مستوى الطريقة والتوقيت وبأسلوب الكلفتة الذي يكشف الانتهازية التي تقف خلق سرعة اتخاذ القرار في هذا الشأن ، لافتا الى ان قضية الأقاليم من القضايا المصيرية والمهمة التي لا يجب ان تتخذ القرارات بشانها بطريقة مختلفة لما جرى حيث يفترض ان تمنح الوقت الكافي لقراءتها بتأني وفق رؤى علمية واقتصادية صحيحة تكفل الخروج بقرارات سليمة ، غير ان ما جرى بحسب السيد يؤكد النوايا السيئة فقد تم تجاوز عملية التوافق واللوائح المنظمة للحوار الوطني ولجنة الأقاليم وكل ذلك كما اكد السيد عبد الملك يصب في مصلحة الخارج ويؤسس لصراعات مستقبلية ، وأوضح أن قرار كتقسيم اليمن الى ستة أقاليم يجب ان يقرر فيه الشعب اليمني ويقول كلمته عبر استفتاء عام وشامل ولا يحق لعدد من الأشخاص ان يقرروا مصير البلاد بأسلوب الصفقات والانتهازية بحسب تعبيره .
القرار السعودي حول انصار الله :
__________
على المستوى الإقليمي ترقب الكثير من المراقبين والمحللين الموقف الذي سيتخذه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إزاء القرار السعودي بادراج انصار الله في قائمة الجماعات المحظورة " سعوديا" وعلى عكس رهانات البعض فقد بدا السيد واضحا ودقيقا وايجايبا ليس من منطلق رد الفعل او التأثر السلبي بالخطوة السعودية ولكن بدافع الحرص الصادق على حسن الجوار مع الاشقاء في السعودية حيث أشار الى ان القرار السعودي لا يعتمد على معطيات واقعية نافيا حدوث أي موقف او تصرف من قبل انصار الله ما يؤثر على الموقف السعودي لافتا الى ان القرار الذي اتخذته الرياض لا يستهدف انصار الله ولكنه يسيئ الى شريحة كبيرة من أبناء الشعب اليمني ، موضحا ان مثل تلك المواقف يجب ان تتوجه الى العدو الصهيوني الذي يمثل الخطر الحقيقي على الشعوب والحكومات في البلدان العربية ، وترجمة لأخلاق انصار الله ومبادئهم في الاخاء ومد يد التعاون وحسن الجوار دعا السيد عبدالملك الحكومة السعودية الى إعادة النظر في قرارها .. كما حذر من محاولات البعض توظيف الخطوة السعودية في الكيد السياسي على صعيد الداخل مقلل من شان القرار السعودي الذي قال انه لايجب ان يعطى اكبر من حجمه وتوجه بكلمات لا تحتمل اللبس الى من يفكر او سحاول توظيف المواقف السعودية في معارك الداخل مؤكدا ان تلك الخطوات ستفشل حتما ..
الحوار الوطني :
_______
وفيما يخص الحوار الوطني ومخرجاته قال السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي: كان المفترض بعد الفراغ من مؤتمر الحوار ان يتم الذهاب نحو تشكيل الهيئة الوطنية للإشراف على تنفيذ مخرجاته ، كما كان المفترض الذهاب نحو تشكيل حكومة وطنية، وعزا مماطلة الأطراف الحاكمة في انجاز الخطوات السابقة الى محاولات جارية لإبرام صفقات وتمرير مخططات بمعزل عن الحوار ومقرراته .
وفيما جدد دعوته للعمل على تشكيل الهيئة الوطنية اكد على أهمية الشروع في المصالحة الوطنية وابعاد المكايدات السياسية جانبا حتى لا تؤثر على تطبيق ما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار، محذرا من سياسات بعض الأطراف التي تسعى الى تحقيق وتطبيق ما تراه مفيدا ومغنما لها، فيما تعمل على عرقلة ما يتعلق بمصالح الشعب والبلد .
ولفت السيد الى تسريبات بعض المطابخ السياسية حول مسألة السلاح وقال ان مثل تلك الاطروحات تعتبر تجاهل لمقررات الحوار محذرا من الصفقات وما وصفها بالكولسة ومحاولة تمرير بعض الأمور، مطالبا بشفافية في تنفيذ مقررات الحوار والنقاط العشرين التي تم الاتفاق عليها بتوافق الجميع.
وختم السيد حديثه عن مؤتمر الحوار بالإشارة الى حالة المماطلة والتضييع المتعمد للكثير من القضايا بمقابل السرعة في تنفيذ سياسات واستحقاقات أخرى بطريقة وصفها بالعرجاء القائمة على التمييز السياسي والمناطقي ، واستغرب استمرار مكافئة الأطراف النافذة ومنحها الكثير من المكاسب والمزايا خارج الاستحقاقات الوطنية، فيما كان المطلوب والمؤمل تقليص استحقاقات تلك القوى والأطراف بما ينسجم مع المصلحة الوطنية ..
المصالحة الوطنية :
_______
اكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على أهمية التهيئة للمصالحة الوطنية مشيرا الى ان انصار الله يواصلون جهودهم في التواصل مع جميع القوى والمكونات من الأحزاب والجماعات برغم ان بعض الأطراف ما تزال تصب زيت الشحن المذهبي والطائفي على نار الخلافات الداخلية وتضخيم المشاكل واختلاق الأكاذيب والزيف من اجل إبقاء الأجواء المحلية مشحونة ومشدودة نحو الفتن والصراعات ..
واكد السيد عبد الملك ان المصالحة الوطنية هي المقدمة الحقيقية للولوج في مرحلة جديدة ..
ومن واقع الشعور بالمسؤولية والحرص على مصالح الشعب خلص السيد الى استمرار أنصار الله في السعي للحفاظ على اللحمة الوطنية على قاعدة الاحترام المتبادل بين أبناء البلد الواحد . لافتا الى ان يد انصار الله ستظل ممدودة بإخلاص الى كل أبناء الشعب اليمني..
وفي إشارة الى بعض الأطراف التي استمرأت اشعال الحروب واستهداف انصار الله اكد ان أسنان من يعض على يد السلام والاخاء ستتألم ان لم تتكسر.. مجددا موقف انصار الله في الوقوف بحزم في مواجهة المعتدين وقطاع الطرق، وقال ان البعض لا يرده عن العدوان الا شعوره بالعجز.. وانصار الله لن يظلوا مهدوري الدم ..
وختم هذا المحور بتأكيده ان انصار الله سيكونون اكثر وفاء لكل الأطراف الوطنية المتعاونة بما يؤدي الى حلول السلام والأمن للشعب اليمني .
قرار مجلس الأمن :
___________
اكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي استمرار انصار الله وكل الشرفاء في التحرك المشروع لمواجهة مخططات الهيمنة الأجنبية على اليمن والبلدان العربية والإسلامية. مؤكدا ان صوت الدعوة الى الاستقلال سيظل عاليا…
وفي إشارة الى قرار مجلس الامن الدولي تحت البند السابع أوضح السيد عبد الملك أن أي قرارات أو ضجيج اعلامي لن يرهب أبناء الشعب اليمني ولن يسكت الأصوات الشريفة التي تنادي باستقلال البلاد ، مجددا التأكيد على موقف انصار الله المبدأي في معارضة الهيمنة الخارجية على البلاد والتنديد المستمر بالاعتداءات على الامريكية على المواطنين اليمنيين .
الثورة الشعبية :
شدد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على أهمية استمرار المسار الثوري في ظل المماطلة والتهرب من قبل أطراف السلطة فيما يخص تنفيذ مخرجات الحوار واستدعائها للتدخلات الخارجية.
محذرا في ذات الوقت من استهداف الساحات الثورية مبديا استغرابه من سياسات السلطة التي تفتح البلد للقواعد العسكرية الأجنبية وانتهاك سيادة البلاد فيما يضيقون ذرعا من تواجد اليمنيين في ساحات النضال السلمي بطريقة مشروعة وسلمية .. وحرص على تجديد تحذيراته من أي حماقات ترتكبها السلطة بحق شباب الثورة في ساحات الحرية والتغيير .أو بحق اليمنيين الطالبين بمصلحة شعبهم، مشيرا الى ان واجب السلطة هو حماية الشعب ، وأي مساس بالساحات الثورية يعتبر بمثابة العدوان غير المبرر ..
السلطة تتواطئ مع ما يسمى القاعدة والتكفيريين:
—————–
وفي نهاية كلمته لفت السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الى مسالة خطيرة ومهمة بدأت في الظهور بشكل غير مسبوق ، انها قضية التوسع للعناصر التكفيرية وما يسمى القاعدة ، والهجمات التي تنفذها تلك العناصر ضد افراد الجيش والامن في محافظات مختلفة بما فيها العاصمة صنعاء، كاشفا لأول مرة أن السلطة الحاكمة وفيما تضيق بساحات الثورة فإنها وبالتنسيق مع الخارج تقدم تسهيلات كثيرة لانتشار عناصر ما يسمى القاعدة وهي الجماعات التي تستفيد منها الولايات المتحدة الامريكية كذريعة لمزيد من التوغل والسيطرة على البلاد وختم السيد عبد الملك كلمته بالإشارة الى الخطورة التي تشكلها العناصر التكفيرية المسماة تنظيم القاعدة على الشعب اليمني داعيا الى رفع الصوت عاليا ومواجهة ذلك الخطر بصوت مسموع من اجل البلد والشعب ..