الجدار الصهيوني على حدود غزة.. خطوةٌ أمنية بأبعاد سياسية
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || العهد الاخباري
على مدار الساعة، يواصل جيش الاحتلال العمل في بناء جدار أمني عازل “ذكي” على امتداد الحدود الشمالية والشرقية لقطاع غزة، بذريعة محاربة أنفاق المقاومة الفلسطينية.
وخصصت وزارة الحرب الصهيونية مؤخراً قرابة مليار و130 مليون دولار أميركي لصالح إقامة هذا الجدار الإسمنتي لفصل القطاع عن الداخل السليب عام ثمانية وأربعين.
وبهذا الصدد، ترجح أوساط صهيونية أن يتم تسريع وتيرة العمل في الجدار -الذي يمتد عدة أمتار تحت الأرض- خلال الأشهر القليلة القادمة، تحسباً من إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة مع غزة، مشيرة إلى أنه سيتم الاستعانة بعمالة أجنبية لتحقيق هذه الغاية.
ويُعد الجدار البالغ طوله 65 كيلومترًا، وارتفاعه ثمانية أمتار من المشاريع الكبرى التي يجري تنفيذها حالياً من قِبل الكيان الغاصب، وذلك في ضوء “استخلاص العبر” من عدوان العام 2014.
جدار أمني أم حدود سياسية؟
بدوره، رأى المختص في الشؤون الصهيونية إسماعيل مهرة أن استئناف العمل في هذا الجدار الذي بدأ العمل فيه عام 2002 جاء لعدة أسباب، أهمها: تفادي الإخفاقات التي وقعت إبان حرب “الجرف الصلب” على القطاع، لا سيما وأن الأنفاق كانت في صدارة التحديات.
وأضاف مهرة في حديث لموقع “العهد” الإخباري “”إسرائيل” تعمل على تحييد السلاح الاستراتيجي لدى المقاومة في حالات الاشتباكات، أو اندلاع مواجهة واسعة بين الطرفين”.
ونبّه إلى أن الترويج الكبير في وسائل الإعلام الصهيونية لهذا الجدار الضخم، مرتبط بأبعاد نفسية وسيكولوجية بغية الحد من حالات الخوف، والقلق التي تصيب المستوطنين القاطنين عند تخوم القطاع.
ولفت المختص في الشأن الصهيوني إلى أنّ المصادقة على بناء الجدار المذكور قد جاءت استجابة مباشرة لمطالبات رؤساء مستعمرات “غلاف غزة” لحكومة العدو بتزويد الحدود مع القطاع بوسائل تقنيّة قادرة على مواجهة خطر الأنفاق، بما في ذلك التصدي لإمكانية تسلّل مقاومين فلسطينيين إلى تلك المستعمرات.
عواقب الجدار
ويواصل كيان العدو العمل في بناء الجدار العازل رغم تنديد هيئات دولية وحقوقية لما لذلك من آثار سلبية على غير صعيد، لا سيما قطاع الزراعة، وفق ما يؤكد الناشط الشبابي صابر الزعانين.
وقال الزعانين-الذي لا يبعد منزله عن الجدار سوى بضعة أمتار-، “إن الاحتلال أجرى تعديلاً على مسار البناء، الأمر الذي أدى إلى التهام مساحات واسعة من أراضي غزة الزراعية”، مضيفاً “لقد بدأت معالم الجدار العنصري تتضح بشكل كبير، وهو يؤسس لمرحلة خطيرة تقوم على فصل حدود غزة عن بقية المدن والقرى في الشطر الثاني من الوطن السليب”.
ويتزامن الإعلان عن تسريع عمليات إقامة الجدار، مع تشديد الحصار الصهيوني المفروض على القطاع برّاً، وبحراً، وجوّاً.
من جهته، حذّر المحلل السياسي حسام الدجني من مغبة الانسياق وراء الترويج لحلول إقليمية، وفرض حدود جديدة للقطاع، مؤكداً أن ذلك لا يمكن تمريره فلسطينياً.
وتابع الدجني بالقول “الغزيون عيونهم ترنو للقدس وللمسجد الأقصى المبارك وتحريرهما من دنس الاحتلال، ويرفضون ترسيم حدود القطاع لإيمانهم بأن هذه الحدود زائلة طال الزمن أم قصر”.
تجدر الإشارة إلى أن الجدار الإسمنتي العازل سيزود بأجهزة الكترونية حديثة، ووسائل متخصصة برصد عمليات الحفر في باطن الأرض.