نصيحة مجرب
لَكَم يحُزُّ في نفسي ويؤلمني أني لم ألتحق بالمسيرة القرآنية إلا متأخراً وكان ينبغي لمثلي أن لا يكون إلا مسارعاً؛ لأني كنت واحداً ممن حمل في نفسه بذور تلك الثقافة القرآنية وتلقاها على أيدي العلماء الأفاضل وعملت على بث روح الثورة والجهاد وتشهد على ذلك أدبياتي الشعرية ومحاضراتي القرآنية منذ وقت مبكر ولما جاءت
المسيرة وهي تحمل الثقافة القرآنية من خلال ملازم السيد الشهيد القائد.. كنت واحداً ممن أعرض عنها وأنِف عن قبولها رغم أنني قد أخذت ما استنكره البعض بالتفسير والتأويل إلا أني ربما كنت سبباً في عدم التحاق البعض بالمسيرة القرآنية لا لشيء إلا لأني كنت في جهة قد جعلتهم فرسان أحلامي..ولم أفق من غفلتي إلا بعد صراع طويل مع نفسي.. وبالتالي فإني أنصح كل من لا زال يتمترس خلف نفسه ويتقي ربه وأن لا يجعل مركزه الاجتماعي والعلمي حاجزاً عن قبول الحق واتباعه فإني قد أنفت كما أنفوا وأعرضت كما أعرضوا.. ولكن الثقافة القرآنية صدعت بالحق فأذعنت لذلك.. أتوب إلى الله مما فعلتوإذا كنتم قد أنفتم عن قبول الحق من غيركم فاقبلوه من كتاب ربكم ولكن اتركوا كتاب الله ينطق عن نفسه ويتكلم عن ربه واجعلوه قائداً لكم فلا تتقدموه.. وناصحاً لكم فلا تتهموه حينئذ ستكتشفون كم كنتم بعيدين عن الصواب بعد المشرقين..