النّظام البحريني يستهدف عوائل المعارضين في أعمال انتقامية جديدة
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || براين دولي – صحيفة “الهافينغتون بوست”
ترجمة: موقع مرآة البحرين
قد يكون حلفاء واشنطن في النّظام البحريني قد تعلموا فن الانتقام من أسيادهم المستعمرين السّابقين. استخدم البريطانيون العقاب الجماعي لمهاجمة المعارضين في إيرلندا، كينيا وأي مكان آخر. الآن، يُهَدد أفراد عوائل أولئك الذين ينتقدون الحكومة البحرينية، حيث يتم استهدافهم واستدعائهم وتخويفهم.
يوم الاثنين، ولدى عودتها إلى البحرين بعد إدلائها بمداخلة في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف، قالت لي النّاشطة ابتسام الصّائغ إنّها احتُجِزت في مطار البحرين لسبعة ساعات، وسُئِلت عن عملها، كما تمّ تهديد عائلتها. وقالت إنّ “أغلبية الأسئلة تمحورت حول الجلسة في جنيف. أحد عناصر الأمن هددني بتلفيق قضية ضد ابني”.
ابتسام الصّائغ وأنا تحدثنا الأسبوع الماضي في مجلس حقوق الإنسان في جنيف على وجه التّحديد عن نوع التّرهيب الذي يستهدف عوائل المدافعين عن حقوق الإنسان. في الأسبوع السّابق، استُدعِيت أختها باسمة للتّحقيق قي مركز شرطة المحرق. تم التّحقيق مع باسمة بشكل خاص بشأن أختها ابتسام، وما كانت تفعله في الخارج. وأخبرتني باسمة أنّ الشّرطة قالت إن ابتسام كانت “تنخرط في نشاطات غير مشروعة”.
قالت ابتسام لي أيضًا إنها كانت أكيدة أنّ أختها استُدعِيت على خلفية نشاطها. وأضافت أنّهم “حاولوا تهديد بعضنا لإبقائنا صامتين. وعندما لا ينفع ذلك، فإنّهم يلاحقون عوائلنا”.
وقد علمت هيومن “رايتس فيرست” أنّ أفراد عوائل معارضين آخرين استُهدِفوا لكنهم خائفون من الحديث عن ذلك علنًا. تهديد عائلة ابتسام الصّائغ ليس حادثًا معزولًا، بل هو جزء من سلوك مقلق.
النّاشط سيد أحمد الوداعي غادر البحرين بعد تعذيبه وسجنه من قبل النّظام القمعي هناك. وهو يقيم الآن في لندن، حيث يمارس عمله كمدير تنفيذي لمعهد البحرين للحقوق والدّيمقراطية.
منذ بضعة أسابيع، وحين كان يشارك [سيد أحمد الوداعي] أيضًا في مجلس حقوق الإنسان في جنيف، ويثير قضايا السجل السّيء لحقوق الإنسان في البحرين، تم اعتقال أخا زوجته ووالدتها، والتّحقيق معهم بشأن نشاطاته، وهم تحدثوا عن انتهاك حقوقهم أثناء الاعتقال.
هاجر منصور الحسن، وهي والدة زوجة سيد أحمد الوداعي، نُقِلت إلى المستشفى خلال الاستجواب في مديرية التّحقيقات الجنائية السّيئة الصّيت. وتقول إنّ أغلبية التّحقيق كانت تتعلق بسيد أحمد، وإنّه على الرّغم من كونها بريئة من أي جرم، انتهى بها الأمر بالاعتراف تحت تأثير الإكراه والتّهديدات. وقد ظلّت معتقلة لـ 30 يومًا تحت الإكراه.
فيتشرين الأول/ أكتوبر 2016، استُهدِفت دعاء، زوجة الوداعي، واعتُقِلت لليلة في مطار البحرين، مع طفلها الرّضيع. وأكّدت السّلطات البحرينية آنذاك أنّ “مملكة البحرين لا تتغاضى عن أي أعمال انتقامية أو تدعمها”، لكنّها وثّقت على نحو مُعَبّر بيانها بالقول إنّه [اعتقال دعاء] “يجب أن يُؤخَذ في سياق التّاريخ الإجرامي لزوجها”.
في نيسان/ أبريل الماضي، زار سيد أحمد الوداعي واشنطن لإطلاع وزارة الخارجية الأمريكية وأعضاء في الكونغرس على الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في البحرين. لم يكن لديه أي شك بأنّ دفاعه الدّولي، بما في ذلك التزامه مع صانعي السّياسة الأمريكيين، هو السّبب وراء عمليات الانتقام من عائلته. وقد قال لي إنّ “النّظام يريد تكميم أفواهنا، لمنع النّشطاء مثلي من كشف الحقيقة للمسؤولين في الحكومة الأمريكية وحكومات أخرى”.
في العام 1971، وقعت البحرين على اتفاقية جنيف الرابعة المُعتَمَدة في العام 1949، التي تنص بموجب المادة 33 على أنّه “تحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو الإرهاب”. وكما هو الحال في سجل البحرين في مجال حقوق الإنسان، فهي موجودة على الورق فقط.
ويعترف مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة بالمسألة باعتبارها قضية هامة، ويشمل تعريفها للانتقام السّلوكيات ضد أولئك الذين “يسعون إلى التّعاون مع الأمم المتحدة، أو تعاونوا معها”، وأولئك الذين هم “أقارب ضحايا لانتهاكات حقوق الإنسان أو أولئك الذين قدّموا المساعدة القانونية أو غيرها من أنواع المساعدة للضّحايا” .
لدعم أولئك المستهدفين، ولتخبر حلفاءها في العائلة الحاكمة في البحرين بأن الأعمال الانتقامية غير مقبولة، ولحماية مصادر معلوماتها، على الحكومة الأمريكية أن تنظر في إصدار إعلان مماثل لإعلان الأمم المتحدة.