أصوات أمريكية تؤكد براءة الجيش السوري من مجزرة “خان شيخون”
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي
كثيرة هي التقارير التي اتهمت الجيش السوري بارتكاب الهجوم الكيماوي في محافظة إدلب والذي أدّى إلى مقتل أكثر من 60 شخصا وفقا لمصادر مختلفة.
الصحافة الغربية والعربية طفرت بالتقارير التي اتهمت من خلالها الرئيس الأسد بهذا الحادث فورا، ومن دون أي مراجعة، في حين أن الرواية السوريّة بدت واقعيّة، ومنطقيّة وعلميّة لدى الكثيرين.
لسنا هنا في وارد الدخول في بازار الأخذ والردّ القائم، لاسيّما بعد الضربة الأمريكية للقاعدة الجويّة في مطار الشعيرات في حمص وسط البلاد، وتقدّم المندوب الروسي في مجلس الأمن بمشروع قرار الى مجلس الامن يطالب بإجراء تحقيق اممي محايد، بل نسأل هل حقيقة الجيش السوري هو من أقدم على ذلك؟
رواية مريم.. انقلاب السحر على الساحر
يكشف مبدأ “ابحث عن المستفيد”، وفق موقع “inforeactor”، أن اتهام الجيش السوري أمر سخيف فإن هذا سيسبب له فقط المشاكل، وإن كان الأسد بالفعل طاغية ودموي، فما الذي منعه من تدمير كل القرية بعدة قنابل عادية؟ لا شيء. أما “المعارضة المعتدلة” فلديها دافع قوي جدا، ففي حماة تعرضت لهزيمة ساحقة، وأما الجيش السوري فيعيد السيطرة على مدينة تلو الأخرى. ومن أجل إيقافه، استعانت “المعارضة المعتدلة” بفضيحة دولية أخرى.
ولكن دعونا لا نكون مثل “الخبراء” الأوروبيين ونعتبر أن هذا كله مجرد صدفة حتى نهاية التحقيق. هناك أدلة أكثر إقناعا ببراءة الجيش السوري، التي كشفت عنها الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز” بمحض الصدفة.
استخدم الصحفيون طريقة مجربة في محاولة لتخويف القراء أكثر من الأسد، لقد أجروا مقابلة مع فتاة صغيرة كانت شاهد عيان.
كانت الطفلة مريم أبو خليل البالغة من العمر 14 سنة، في صباح يوم 4 أبريل/نيسان، ذاهبة لتقديم امتحان بالقرآن الكريم، عندما رأت في السماء طائرة تقذف بقنبلة. ووفقا لها، وقعت القنبلة على مبنى منفصل واخترقت السقف، وبدلا من اشتعال النار في المبنى تشكل فطر عيش الغراب من ضباب أصفر وعلى الفور شعرت مريم بحرقة في العينين.
رسميا، هذه القصة تؤكد قيام سلاح الجو السوري بالهجوم الكيماوي. ولكن فقط إذا كان القارئ لا يهتم بالأسلحة الكيميائية، وهي الغالبية العظمى، ولكن في الواقع، قصة مريم تؤكد تصريحات دمشق. والحقيقة هي أن القنابل الكيماوية لا تخترق السقف، فمختلف القنابل الكيماوية تنفجر في الجو، على حسب هدف وحجم القنبلة، فإنها تنفجر على ارتفاع من 50 إلى 200 متر، وتنشر مواد سامة على الهدف وتتحول إلى ضباب فوق المنطقة التي تم ضربها.
فلذلك إن كان الغرب و”المعتدلون” على حق، كان يجب أن ترى الفتاة أولا وهجا فوق قريتها، وبعد ذلك كان سيغطي القرية ضباب سام. لكن مريم قالت إنها رأت انفجار القنبلة في المبنى، وبعد ذلك انتشر غاز غريب. فمن غير المرجح أن الخبراء من وزارة الدفاع الأمريكية لم يستطيعوا تفسير شهادة الشاهد بشكل صحيح. أما الصحفيون في نيويورك تايمز فقد سردوا القصة في مقالتهم عن وحشية الجيش السوري، وحتى لم يعلموا أن قصة مريم حطمت كل أعمالهم.
سيناتور أمريكي: لا أعتقد تورط الأسد
في السياق، شكّك السيناتور الأمريكي توماس ميسي في مقابلة مع محطة “سي ان ان” في تورط الرئيس السوري في الهجوم الكيميائي، وقال “من الصعب ان تعرف ما يحصل في سوريا حاليا، وأريد ان اعرف بالضبط كيفية اطلاق المادة الكيميائية”.
وأضاف “بصراحة لا اعتقد ان الأسد اقدم على ذلك لان هذا الامر لا يصب في مصلحته، بل قد يجره اعمق الى اتون الحرب الاهلية”، واعرب عن اعتقاده بصحة الرواية الرسمية حول قصف مخزن للأسلحة الكيميائية.
نائب أمريكي: ننتظر نتائج التحقيقات
على صعيد متّصل، قال عضو الحكومة الفيدرالية والنائب بالحزب الديموقراطي الأمريكي وعضو منظمة العفو الدولية “ناجي موتوش”، أنه “متى ما أثبتت التحقيقات استخدام الجماعات الإرهابية المدنيين كدروع بشرية وتخزين أسلحة كيميائية وسط المدنيين، فإن الموقف الأمريكي حيال سوريا سيتغير من السلب إلى الإيجاب بطبيعة الحال”.
وعن تصريحات “ترامب” بأنه قد غيّر وجهة نظره تجاه الأسد، قال “موتوش”، “إن هذا لا يعني استباقا لنتائج التحقيقات وإنما هو إيقاف مؤقت لأي دعم أمريكي لموقف الرئيس السوري “بشار الأسد”، كانت “واشنطن” قد أعلنت عنه في الفترة السابقة”.