أنتي ميديا: أمريكا تستخدم الكيماوي على “الهنود الحمر” بينما تنتقد المزاعم باستخدام الكيماوي في سوريا
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||الوقت التحليلي
قال موقع “أنتي ميديا” في مقال تحليلي له اليوم إن السياسيين حول العالم يدينون الهجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين، بمن فيهم الأطفال فأصابع الاتهام تتجه نحو الرئيس بشار الأسد بالرغم من افتقار هذه المزاعم والاتهامات إلى أدلة دامغة تدعم اتهاماتهم، وفي الوقت نفسه يتم اتباع سياسة غض النظر عن استخدام الحكومات الغربية والامريكية على الاخص لهذه الاسلحة.
وأضاف الموقع: إن هذه الادعاءات تتجاهل الأدلة السابقة بأن المتمردين السوريين هم المسؤولون عن الهجوم ويمكن القول إن المتمردين قاموا بهذا الهجوم بأمر من الغرب بعد أن مكنهم من ذلك على مر السنين.
وقال الموقع: إن الشرطة الأمريكية استخدمت الغازات السامة لقمع الاحتجاجات على مدى عقود، على الرغم من أن الأغلبية العظمى من المحتجين في مظاهرات داكوتا لوصول خط أنابيب في داكوتا الشمالية، هم من الهنود الحمر وكانت مظاهراتهم سلمية، إلا أن الشرطة الأمريكية ردت باستخدام الأسلحة الكيميائية عليهم، وعلى الرغم من أن الغاز المسيل للدموع هو سلاح كيميائي خفيف نسبيا بالمقارنة مع غاز السارين، إلا أنه يمكن أن يتسبب بآثار صحية ضارة شديدة، فلقد أدان حينها عدد كبير من المحامين في الأمم المتحدة بقوة استخدامه، جنبا إلى جنب مع انتقادات لتكتيكات الشرطة الأمريكية المغلوظة بحق الهنود الحمر.
وتابع الموقع بالقول: إن مؤسسات نشر وإنفاذ القانون الأمريكية نشرت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين السود ضاربة بعرض الحائط الحقوق المدنية في عام 1960، واستمر بعدها الضباط الأمريكيون بالقيام بذلك ضد الاحتجاجات معبرين عن وحشية الشرطة في السنوات الأخيرة، وسط إشارات إلى أن الحكومة البريطانية قد استخدمت الأسلحة الكيميائية بشكل أسوأ بكثير من الغاز المسيل للدموع.
واستطرد الموقع: إن الجيش الأمريكي قد استخدم الأسلحة الكيماوية لتدمير المعارضة في الحرب المشؤومة ضد فيتنام حيث استخدم أيضا على نطاق واسع “النابالم” وهي مادة كيميائية يتم مزجها مع البنزين والقنابل لصنع انفجارات ضخمة ونشر السموم في الهواء، فالطائرات الأمريكية رشت حوالي 13 مليون جالون من المواد السامة في فيتنام بين يناير 1965 وأبريل 1970 لتدمير أوراق الشجر “الفيتكونغ” التي كان يستخدمها السكان كغطاء، وحتى يومنا هذا، يعاني أبناء الشعب الفيتنامي عواقب استخدام الولايات المتحدة للمبيدات الكيميائية، فإن بين 2.1 و 4.5 ملايين فيتنامي يعيشون في المناطق التي رشت بالمبيدات الكيميائية، والتي تظل في بقايا التربة لعشرات السنين.
وقال الموقع: إن واحدا من المكونات السامة النشطة التي استخدمتها امريكا هي “الديوكسين”، وقد تبين أنها مادة عالية السمية حتى في جرعات دقيقة وصغيرة، فيمكن أن يتسبب تعرض البشر لهذه المادة الكيميائية بقضايا صحية خطيرة مثل ضعف العضلات، والالتهاب والعيوب الخلقية، واضطرابات الجهاز العصبي وحتى تطوير مختلف أنواع السرطان، وبالرغم من أن البعض قد يشكك في فكرة تزويد الجيش الأمريكي من قبل شركة مونسانتو، وشركة داو كيميكال، وغيرها من الشركات، بالسلاح الكيميائي، إلا أنه ليس هناك أي شك، بأن كل هذه المبيدات والمواد الكيميائية استخدمتها أمريكا عمدا في الحروب، فهي في نهاية المطاف أسلحة كيميائية، ولعل الفرق الأكبر بين الاثنين هو أن المواد الكيميائية وغاز الأعصاب تقتل الضحايا على الفور تقريبا في حين أن المواد والمبيدات التي تستخدمها أمريكا غالبا ما تؤدي إلى الأمراض التي تودي بحياة الشخص وتعذبه أكثر من مرة، فوفقا لمسؤولين فيتناميين، فقد قتلت وشوهت المبيدات الأمريكية ما يصل إلى 400 ألف شخص.
واستطرت الموقع: وعلاوة على ذلك، وفق دراسة عام 2001 أجريت للتحقيق في آثار المواد التي تستخدمها أمريكا على الجهاز التناسلي للمرأة الفيتنامية حيث استخدام مبيدات الأعشاب السامة باسم “الحرب الكيميائية” التي كان لها آثار وخيمة، والتي تسببت بعدد من الأمراض بما في ذلك الإجهاض، والولادة المبكرة، والتشوهات الخلقية حيث بينت الدراسة ان ثلثي الأطفال في هذه البلاد معرضون للإصابة بها.
وقال الموقع: مما لا يثير الدهشة، أنه وبالرغم من تأكيد منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في عام 1972، إلا أن أمريكا أصرت أن المواد التي تستخدمها لا ينبغي أن تندرج تحت مسمى “الحرب الكيميائية” وفي 1980 كانت أمريكا تعرف أن صدام حسين استخدم أسلحة كيماوية في حربه المدعومة من قبلها ضد إيران، ولكن الحكومة الأمريكية لم تفعل أي شيء لوقف أعمال صدام مع العلم أن صدام كان يستخدم غاز السارين والخردل المحظورين دولياً.
واختتم الموقع: إن أمريكا ليست القوة الغربية الوحيدة التي استخدمت الأسلحة الكيماوية الغادرة في الحروب بل استخدمتها ايضاً فرنسا وألمانيا في الحرب العالمية الأولى في نفس الوقت تقريبا والآن فإن القوى الاستعمارية الغربية تسعى إلى الهيمنة وتقسيم الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا.