السعودية تبحث عن مخرج … والعاصفة لم تحقق أهدافها ؟؟
الرياض في مازق ..! وإستمرار الغارات الجوية على اليمن لا يعني أن عاصفة الحزم تسير بالإتجاة الصحيح ، بقدر ما تكون مكابرة او تمني عل إطالة العدوان قد يخلق نصر مفأجى ، إلا ان كل المعطيات على أرض الواقع تؤكد أن المملكة السعودية حائرة جدا وتبحث عن مخرج يحفظ لها ماتبقى من ماء الوجة .
دعونا نفند هنا كافة المعطيات والإدلة والحقائق التي تثبت أن العاصفة تدور في حلقة مفرغة مذ اليوم الثالث لبداية العدوان ، ونجيب على السؤال التالي ، ماهي أخر التطورات والاحداث ، وما الذي جرى ، والى أين تذهب اليمن ..؟
في البداية الحرب غير قانونية ، ولم تحصل الرياض على موافقة مجلس الأمن الدولي بشن الغارات على اليمن وتأييد الجامعة العربية كذلك لم ياتي إلا صباح اليوم اليوم الثاني من بدء العدوان، بمعنى أن الرياض عرضة للمسألة القانونية أمام المحاكم والموأثيق الدولية ، والأمم المتحدة في أي وقت ، رغم محاولتها شرعنة العدوان من خلال ضم عشر دول للمشاركة فيما يسمى بـ” التحالف العربي ” ، وبناء على طلب الرئيس هادي بالتدخل العسكري لحماية الشرعية ،غير ان هذه المبررات ضعيفة، فعملية القصف اليومية للمدن اليمنية تُشير الى أن هناك أهداف ذات بُعد تاريخي وأستراتيجي عميق وأخر عسكري بحسب تصريح السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الأمريكية ، في مؤتمر صحفي حيث أشار الى أن أبرز أهداف عاصفة الحزم هو “تدمير الأسلحة التي قد تشكل خطراً على المملكة السعودية ، سواء أكانت أسلحة جوية أو صورايخ بالستية أو أسلحة ثقلية “. ناهيك عن عدم تطرق السفير لشرعية الرئيس هادي ، خلال هذا المؤتمر الصحفي ، ليكون سيادة السفير عادل الجبير ، قد وضع النقاط على الحروف، باعتبار ما قالة في المؤتمر الصحفي ، إعتراف وأضح، وشهادة صريحة ، على أن الحرب إنتقامية وظالمة ،ولا وجود لأي شرعية للعاصفة. اذن الرياض في مازق كبير للغاية ..!
ليس بسبب تصريح السفير ، بل لإسباب اكبر بكثير من ذلك ،.!
وهذه الأسباب تتمثل بعدم مرافقة هذه العاصفة لأي حل سياسي سريع بالإضافة مكونات وعوامل واطراف هذه الحرب ، التي لا تسير في صالح الرياض بما فيها المعطيات على أرض الواقع والتطورات الاخيره. دعونا نتناول تفاصيل العناوين المذكورة أعلاه ، من خلال قراءة الأحداث ،وتحليل المشهد العام.
بشكل منطقي ودقيق لقد ركزت الرياض في خطة الحرب المرسومة مسبقاً،على الربط بين مكونات العاصفة من خلال توزيع مهام التنفيذ على الدول المشاركة في التحالف حيث تولت دول مجلس التعاون الخليجي المرحلة الاولى من الحرب والمتمثلة بالغارات الجوية ، وبمشاركة أمريكية إسرائيلية ، وكانت الرياض تعلم جيداً وكما معروف عسكرياً، أن الحرب الجوية يجب أن تحقق أهدافها خلال 48 ساعة فقط ليبدأ بعدها مباشرة دخول بري ، اما اذا استمرت الغارات اكثر من ذلك فهذا يعني انك خسرت المعركة ، لا يعني هذا أن الرياض لم تخطط لحرب برية ، بل وضعت خطة حرب متكاملة ، إلا انها لم تضع أي إحتمال لتراجع الدول التي ستتولى المرحلة الثانية وهي مرحلة الدخول البري وهذه هي الحرب الحقيقة والحاسمة، غير ان الرياض وجدت نفسها مرمية على الارض الصفعة كانت قوية، لم تصدق أن النظامين المصري والباكستاني المعنيان بالإقتحام البري جادين بعدم المشاركة في أي دخول بري، والقوة التي كان من المفترض ان يرسلها البلدين بالموعد المحدد، وصلت عبر الفاكس برساله مفادها ” من الممكن أن نضحي بملايين الدولارات رغم حاجة شعوبنا لها ، لكن من المستحيل أن نخسر أحترام وثقة شعوبنا، ونشارك في حرب خاسرة وعبثية ” هذا التراجع الباكستاني المصري ، أفقد الرياض التوازن خصوصاً في ظل عدم وجود البديل، وعدم إمتلاك السعودية نفسها للجندي المقاتل في الميدان، كون العنصر البشري في الحرب هو المحور الرئيسي لتحقيق النصر، أما سلاح الجو فهو عبارة عن عامل مساعد فمهمته محدوده ولا يمكن أن يصنع أي انتصار، السعوديه تعي ذلك جيداً، وتعرف أن العدوان مذ اليوم الثالث عبثي وأن القصف عشوائي ويستهدف المدنيين والمؤسسات الخدمية والخاصة ، لكن من الصعب أن توقف هذا العدوان ، كل المعطيات ليست في صالحها الجيش واللجان الشعبية كذلك يواصلان التقدم ويحققان انتصارات متواصلة رغم الضربات الجوية. الاصوات الرافضة لهذا العدوان تتعالى والوقفات الاحتجاجية لم تتوقف في كثير من البلدان الغربية والعربية بما فيها بعض الدول المشاركة في التحالف، تحاول الرياض التعتيم على هذا السخط والغضب الشعبي الواسع بالتضليل الاعلامي وتزييف الحقائق عبر قناتي العربية والجريرة الا أن المسألة ليست بهذه البساطة، نحن نتحدث بلغة الحرب والدماء، وضحايا هذا العدوان الهمجي بالالاف والاخطر من ذلك انهم من المدنيين وبينهم مئات الاطفال والنساء ناهيك عن الدمار الكبير في البنية التحتية والمنشأت وعلى الجميع ان يعلم بإن المملكة السعودية لم تضع نفسها في قفص الاتهام الذي لم يسبقها اليه احد سوى الكيان الصهيوني.
من أجل إعادة الشرعية وعلى سواد عيون هادي وكما اخبرتكم في البداية اهداف العاصفة لها أبعاد طويلة وعميقة جداً، وإيقاف هذه العاصفة يعني أن الرياض خسرت الحرب، لهذا هي مستمره ولا يمكن أن تخسر الرياض في اول حرب لها أمام بلد فقير ومضطرب مثل اليمن فالهزيمة لها تبعات وردود فعل قد تؤثر في مستقبل وبنية نظام الحكم السعودي وردود الفعل هذه قد تأتي من قبل بعض دول الاقليم مثل إيران وتركيا وغيرها وكذلك بعض دول الاتحاد الاروبي ودول دائمه العضويه بمجلس الامن كروسيا والصين بالاضافة الى دول أخرى غير راضية عن سياسية الرياض الداخلية والخارجية.
لم يكن يتوقع أمراء المملكة أن اليمن ستسبب لهم هذا الورطة، والموقف المحرج ،فضلا عن النتائج المكلفة والباهظة التي ستكلفهم للخروج منها وكان الاحرى بالرياض قبل الإقدام على هذه الحرب ، أن تتبنى حل سياسي ومخرج أمن ، ومُرضي لجميع المكونات اليمنية ، بدلاً من قتل اليمنيين وتدمير وطنهم .