حقائق الأحداث
– ما يحدث الآن من مواجهات في بعض المحافظات اليمنية ومنها محافظة عدن وشبوة ليست حربآ سياسية وليس لها لا خلفيات سياسية ولا أهداف سياسية ولا تستهدف مكونآ سياسيآ معينآ ولا أي جهة معارضة أخرى ، وليست خلافآ بين شمال وجنوب ولا بين قبيلة و قبيلة كما يحاول تصويرها إعلام حلف العدوان السعوأمريكي وبعض المتعاونين معهم من الداخل.
– ما يحدث الآن من مواجهات في اليمن هي حملة أمنية وعسكرية بتعاون من الشعب اليمني ضد عناصر تنظيم القاعدة والمتعاونين معهم في كل أوكارهم وتحصيناتهم ، وليست الأولى من نوعها حتى يتحسسون منها ويعارضونها ، ولكن اليمن تعيش حربآ معلنة ضد عناصر تنظيم القاعدة حتى من قبل نجاح ثورة 21 سبتمبر و توجد في الميزانية العامة للدولة بنود صرف خاصة لمكافحة الإرهاب إعلاميآ وعسكريآ وأمنيآ وثقافيآ ، وشهدت اليمن عدة حملات عسكرية ضد القاعدة في العشر السنوات الماضية بتعاون مباشر من بعض دول العدوان السعوأمريكي الحالي على اليمن.
– كما أن تلك الحملة العسكرية والأمنية لم تبدأ بمحافظة عدن ولا بمحافظة جنوبية أخرى ولم ولن تقتصر على المحافظات الجنوبية فقط حتى يدعي البعض كذبآ أنها موجهة ضد فئة معينة ، ولكنها بدأت في صنعاء وفي البيضاء وفي أرحب وفي الجوف وفي مأرب ولازالت إلى هذه اللحظة مستمرة في عدة مناطق دون التفريق بين كونها في الشمال أو في الجنوب.
– وأيضآ الحملة العسكرية والشعبية الحالية ضد تنظيم القاعدة ليست الأولى من نوعها بل كان آخر قرار رسمي بشن حرب شاملة ضد تنظيم القاعدة قد اتخذه عبدربه منصور هادي بنفسه قبل نجاح ثورة 21 سبتمبر ، وتحركت الألوية العسكرية إلى عدة محافظات شمالية وجنوبية وفي مقدمتها البيضاء وأبين وشبوة بقيادة محمود الصبيحي وحققت نجاحات كبيرة واعترف عبدربه منصور هادي أمام وسائل الإعلام المختلفة ومن ضمنها قناتي الجزيرة والعربية في لقاء له بالقيادات العسكرية بأن تنظيم القاعدة في اليمن مشروع خارجي يدار من الخارج وأن 70 % من عناصره في اليمن من الأجانب وكلامه موجود وموثق ، إلى أن تدخل علي محسن وقادة حزب الإصلاح وضغطوا على عبدربه منصور هادي بأن يوقف الحملة العسكرية ضد القاعدة وأعلنها قادة حزب الإصلاح بصراحة أن تلك الحملة عبثية ويجب أن تتوقف وحصل خلاف عسكري بين القيادات العسكرية بسبب ذلك التدخل ، ثم فتح علي محسن والقشيبي ومليشيات حزب الإصلاح عدوانآ على أبناء محافظة عمران آنذاك للتأثير على تلك الحملة وإيقافها وكل ذلك موثق عبر وسائل الإعلام ، فلماذا اليوم ينكرون وجود القاعدة ويعارضون مواجهتها.
– والعالم بأسره يعلم ويشهد بأن عناصر تنظيم القاعدة كانت قد توغلت في اليمن و سجلت اليمن عالميآ كإحدى أخطر الدول التي يتخذها تنظيم القاعدة منطلقآ لتنفيذ جرائمه في دول العالم باعتراف القاعدة نفسها ، كما حصل مع الصحيفة الفرنسية وأيضآ مع محاولة اغتيال محمد بن نايف في السعودية وغيرها الكثير ، كما أن تنظيم القاعدة كان قد أقام له دول وإمارات وولايات في اليمن مثل إمارة عزان وجعار وزنجبار … إلخ ، ناهيك عن الجرائم التي كانوا ينفذونها بشكل شبه يومي ضد الشعب اليمني في أغلب المحافظات اليمنية دون تفريق بين مواطن وآخر والتي بدأت بالجنوبيين وكانوا هم أكثر من عانى من جرائم القاعدة من عمليات إنتحارية وسيارات مفخخة واغتيالات وكمائن وتصفيات وذبح وصلب ونهب طالت السياسيين والاعلاميين والصحفيين والحقوقيين والمشائخ والمسؤولين والضباط والجنود والرجال والنساء والأطفال ورجال الدين حتى السلفيين منهم مثل العلامة عبدالله باوزير الحضرمي الجنوبي الذي انتقد فكرهم التكفيري ، فكيف ينكرون الآن ذلك كله في لحظة واحدة.
– كما أن بعض دول حلف العدوان الحالي على اليمن مثل أمريكا والسعودية شاركوا بشكل مباشر في الحرب ضد القاعدة في اليمن لقرابة العشر سنوات ولكن الشعب اكتشف بانهم كانوا اكثر من يمهد المحافظات اليمنية لتتوسع القاعدة فيها بشكل أكبر ، وخاصة أن أكثر عناصر القاعدة الأجانب في اليمن كانوا من الجنسية السعودية كخبراء متفجرات و مفخخات وعبوات ناسفة وانتحاريين أيضآ ، فكيف يحق لهم اليوم وهم الأجانب أن يحاربوا القاعدة في اليمن ويمنعون ذلك على اليمنيين وهم الذين يعانون من شر تلك العصابات المجرمة.
– وأيضآ لم يتخذ قرار التعبئة العامة الحالي ضد تنظيم القاعدة عبثآ ولا فجأة ولا بطرآ ولا حبآ في القتال ولكن تلك العناصر التكفيرية كانت قد كثفت جرائمها ضد الشعب اليمني وضد المؤسسة العسكرية وضد البنوك والمصارف حيث ارتكبت جرائم كبيرة وبشعة مثل جريمة التحرير وجريمة جامعي بدر والحشحوش وجريمة جبل راس بالحديدة وجريمة الحوطة بلحج و جرائم المناطق العسكرية بحضرموت وعدن والضالع وذبحوا واغتالوا العشرات من الضباط والجنود في الثلاثة الاشهر الماضية ناهيك عن السطو على عدة بنوك ومصارف ونهبوا ما فيها ومعسكرات أيضآ كما في لحج والضالع وحضرموت ، وقد طالب الشعب عبدربه منصور هادي وخالد بحاح أن يتخذوا اجراءات حازمة ضد تلك العناصر وسيكون الشعب كله معهم والى جانبهم ، ولكنهم كانوا يتعرضون لضغوط خارجية وحزبية داخلية بعدم مواجهة تلك العناصر ، وحينها كان من الطبيعي أن يتحرك الشعب اليمني مع كل القيادات الأمنية والعسكرية الوطنية والشريفة لمواجهة تلك العناصر المجرمة كحق مكفول لحماية أنفسهم ودمائهم وممتلكاتهم التي أعلن التكفيريون حربآ مفتوحة ضدها ، فهل يحق للسعودية وأمريكا أن تشن حربآ استباقية داخل اليمن للحيلولة دون تعرضهم لخطر مفترض فقط من تنظيم القاعدة كما يدعون ، بينما يحرم على اليمنيين مواجهة تلك العناصر والدفاع عن انفسهم من شرها و هي من بدأتهم بالحرب داخل منازلهم ومساجدهم ومعسكراتهم.
– والأهم من ذلك كله أن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في خطاب له بعد إعلان التعبئة العامة ضد القاعدة قد دعا كل المكونات اليمنية التي تحسست من التحرك ضد القاعدة أو عارضته بأن يتولوا هم تلك المهمة بأنفسهم و أن يلاحقوا تنظيم القاعدة هم ويحموا المواطنين والعسكريين من شرورهم ويحدوا من توسعهم ويوقفوا اعتداءاتهم ويمنعوهم من مهاجمة المعسكرات والبنوك ، و ذلك هو الهدف وهو الغاية من قام به من اليمنيين فله خالص الشكر كائنآ من كان ولا هدف ولا غاية ﻷحد أكثر من ذلك ، ولكن أن يتفرجوا فيهم وهم يرتكبون أبشع الجرائم بحق الشعب والبعض منهم يفتح أرضه لهم ويتعاون معهم فلا يواجهونهم هم ولا يمنعون جرائمهم عن المواطن ، ولا يتركون المواطن يدافع عن نفسه من شرورهم فذلك ليس من العدل في شيء.
– وفي الأخير يجب أن يعرف الجميع في كل أنحاء العالم بأن السعودية وأمريكا كانتا ترصدان كل جرائم القاعدة ضد أبناء اليمن ولم نسمع عن تحالف عشري تتزعمانه للدفاع عن اليمنيين وحمايتهم من إمارات ودويلات تنظيم القاعدة آنذاك ، كما يدعون اليوم كذبآ أنهم يشفقون على الشعب اليمني ولم نشهد لهم غارات جوية جدية على مواقع ومعسكرات تنظيم القاعدة الذي يدعون محاربته ، بل وبعض العمليات التي كانتا تنفذانها في اليمن بطائرات بدون طيار بإسم مكافحة الإرهاب لم تقدم لليمن أي فائدة غير تزايد أعداد تنظيم القاعدة وتوسعهم في محافظات أكثر ، ولو أنهم صدقوا في محاربتهم بغض النظر عن شرعية تدخلهم من عدمه لما احتاج الشعب اليمني أصلآ أن يعلن التعبئة العامة لمواجهة أولئك المجرمين.
كما يجب أن يعلم العالم بأن السعودية وأمريكا وحلفائهم لم يغضبوا ولم يشنوا العدوان على اليمن الا بعد أن اتخذ قرار الحرب الشعبية الشاملة ضد عناصر القاعدة وبعد تقهقرهم و تطهير الكثير من المحافظات من شرورهم في دليل واضح على أنهم يريدون لليمن أن تبقى في أيدي تنظيم القاعدة يفعل بها كما فعل بليبيا وسوريا والعراق ، وهاهو العالم كله يشاهد كيف أن طائراتهم اليوم لا تقصف الا المناطق التي يتم تطهيرها من عناصر القاعدة بل ووصل بهم الحد إلى درجة دعم التكفيريين وحلفائهم بالمال والسلاح من البر ومن الجو بالضبط كما فعلوا بالأمس مع تلك العناصر في سوريا وفي ليبيا عندما أسقطوا عليهم من الجو كميات كبيرة من السلاح ليستمروا في إجرامهم.
– وهذه هي حقيقة الأحداث التي تشهدها اليمن اليوم وهذه هي أسباب العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن بالإضافة إلى تحرير القرار اليمني وخروج اليمن من دائرة وصايتهم المباشرة ، مهما حاولوا عبر وسائل إعلامهم تضليل الرأي العام العالمي عنها.