لهذه الاسباب ألقت اميركا ’أم القنابل’ على أفغانستان

موقع أنصار الله  || صحافة عربية ودولية || نضال حمادة / العهد الاخباري  القرار الاميركي بقصف أفغانستان بقنبلة تزن اكثر من عشرة اطنان يطلق عليها الاميركي أم القنابل يوم الخميس 13 نيسان الحالي، بحجة استهداف معسكر لداعش في محافظة ناغارها شرقي افغانستان، حمل في طياته أهدافاً عديدة تعمل واشنطن عليها، في هذا الوقت بالتحديد.

فالقصف الاميركي تزامن مع اجتماع إقليمي حول افغانستان عقد في موسكو. وقد رفضت واشنطن حضور المؤتمر، لذلك يشير هذا القصف وبسلاح لم يستعمل من قبل في أفغانستان والحملة الدعائية التي واكبته أن الاميركي أراد أن يُعلم الروس وكل دول المنطقة أن واشنطن ليس لديها النية في إنهاء الحرب في أفغانستان، وبالتالي ليست بوارد إنهاء احتلالها لهذا البلد.

 

الهدف الاميركي الثاني من إلقاء أم القنابل على أفغانستان، كان لدعم الرئيس الاميركي دونالد ترامب في القرار الذي أعلن عنه يوم الأربعاء 11 الشهر الحالي، أي قبل يوم واحد من عملية القصف المذكورة وهذا القرار يقضي بدراسة أوضاع القوات الاميركية بأفغانستان، حيث ينوي ترامب تعزيز التواجد العسكري للولايات المتحدة في بلاد الأفغان.

مصادر فرنسية أشارت في حديث لموقع العهد الاخباري الى قرار أمريكي يقضي بإرسال آلاف الجنود الأميركيين الى أفغانستان، ويأتي هذا وفق خطة وضعها قائد القوات الاميركية في كابول الجنرال جون نيكولسون للخروج من المأزق الاميركي في الحرب مع حركة طالبان، وبالتالي فإن قرار ترامب بالقاء أم القنابل في افغانستان وإرسال آلاف الجنود الى هذا البلد المسلم جاء صدى لرغبات البنتاغون.

وتشرح المصادر الفرنسية أن “استخدام القنابل المدمرة ليس له أي معنى في مواجهة تمرد مسلح يستخدم أسلوب حرب العصابات كما يحصل في أفغانستان، خصوصاً أن طبيعة البلد الجبلية القاسية والصعبة لا تجعل هذه القنابل فعالة وحاسمة في الحرب، فهذا النوع من القنابل القاتلة سبق واستخدمته الولايات المتحدة في فيتنام بشكل كبير، ولم يستطع أن يغير من النتيجة النهائية للحرب هناك. وعلى غرار فيتنام سوف يؤدي الاستخدام الكثيف للقوة من قبل أمريكا الى تزايد كبير في عدد الضحايا من المدنيين، وبالتالي سوف يعزز موقع طالبان، ويعيد اليها الدعم الشعبي المحلي”.

والمفارقة هنا تأتي مع الكلام الأميركي السابق الذي نفى أن يكون لتنظيم داعش تواجد يهدد التوازن في أفغانستان، وكان ذلك ردا على الكلام الروسي الذي تحدث وقتها عن أن تنظيم داعش يعزز نفوذه في المحافظات الشرقية من أفغانستان وبالتالي هذا يشكل تهديدا لمنطقة آسيا الوسطى.

صحيفة التايمز البريطانية في عددها الصادر يوم 14 نيسان الحالي تحدثت عن مقاربة أمريكية لتواجد داعش في أفغانستان تشبه اللغز، وهذا اثار حفيظة دول المنطقة التي ترى أن الولايات المتحدة تستخدم داعش ذريعة للوصول الى أهداف إستراتيجية على غرار ما حصل في العراق وفي سوريا، لذلك فإن الكثير من المحللين يرون أن استخدام أم القنابل جاء تعزيزا للغموض الاستراتيجي الامريكي.

واذا كان لا يوجد تفسير يتعدى حدود التحليلات للقرار الأميركي باستخدام أم القنابل فإن المراقبين يجزمون أن حجم القنبلة لن يغير شيئا من مواقف الافرقاء الأفغان والإقليميين، خاصة بعد تقرير وكالة سبوتنيك الروسية الذي تحدثت فيه أن موسكو تمتلك قنبلة يمكن تسميتها أبو القنابل وهي تفوق قوة القنبلة الاميركية تدميرا في حجم المساحة وفي قوة العصف الناتجة عن انفجارها.

في النهاية يظهر من التصعيد الأميركي العلني والقرار الروسي بمواجهته دون الدخول في بازارات أعلامية أن المنطقة ذاهبة الى أعوام ساخنة قادمة، فالجميع يعرف أن الحروب الاميركية خلال العقود الثلاث الماضية بدأت كلها من افغانستان.

قد يعجبك ايضا