يوميات من الحرب السادسة
الشئ الملفت أن بعض وسائل الإعلام المستأجرة هذه الأيام تركز بشكل أساسي على ما تمر به بلدنا من أزمة اقتصادية ناتجه عن العدوان السعودي والأمريكي الذي أستهدف البنية التحتية والمنشآت والمصانع والمؤسسات العامة والخاصة متعمدة التهويل من شأن هذه الأزمة وبطريقة أو بأخرى تحاول أن تحمل الشعب اليمني مسئولية ما لحق باليمن من خسائر فادحة نتيجة هذا العدوان السافر وعن طريق الغمز والتلميح تصور للرأي العام بأن مواجهة الغطرسة الأمريكية والسعودية نوع من الإنتحار والذهاب باليمن نحو المجهول ناسية الله وبأنه سبحانه وتعالى وعد أوليائه الذين يتحركون في سبيله للدفاع عن عزتهم وكرامتهم وأعراضهم وأموالهم بالنصر والغلبة والتمكين وبأنه يفتح عليهم بركات السموات والأرض.
ولنا أن نتذكر هنا الحرب الإقتصادية إبان الحرب السادسة وما سبقها من حروب ظالمة وكيف كانت رعاية الله بأوليائه بعد أن عمدت سلطة صنعاء إلى إقفال جميع المنافذ المؤدية إلى محافظة صعدة ومنعت وصول المواد الغذائية والدواء والمشتقات النفطية إلا أنها لم تستطع إقفال الأبواب أمام وصول معاشات الناس وأرزاقهم بل على العكس من ذلك تدفقت على أسواقهم عن طريق التهريب من اليمن وخارج اليمن كل ما كانوا بحاجته من السلع والاحتياجات الضرورية وبعد ثلاثة أشهر ونصف تقريبا من الحرب دخلت السعودية خط المواجهات بعد أن فقدت الأمل في تمكن سلطة صنعاء من إحراز أي نصر أو تحقيق أي هدف من الأهداف التي شنت من أجلها الحرب تماما مثلما دخلتها اليوم بعد أن فقدت الأمل في تمكن القاعدة وداعش من تحقيق مشروع تقسيم اليمن.
وهنا أنتاب الناس نوع من الخوف لا من دخولهم في حرب مع السعودية وإنما بفعل تهويل الإعلام والمرجفين في الأرض من قرب حصول أزمة إقتصادية خانقة ولكن ولأن الله وعد ووعده الصادق عندما قال “وإن خفتم عيله فسيغنيكم الله من فضله” فقد تجلت مصداقية هذه الآية الكريمة عندما أنعم الله على المناطق المستهدفة بالحرب الظالمة بأمطار غزيرة في غير موسمها عم خيرها كل الناس حتى أولئك الذين بلغت قلوبهم الحناجر خوفا من الموت جوعا جاءتهم أرزاقهم من حيث لم يحتسبوا بعد أن ارتفعت أسعار منتجاتهم الزراعية وبدؤوا يصدرونها في ذلك العام بأسعار خيالية حتى إننا لا نبالغ إذا قلنا بأن الحرب توقفت والناس يمتلكون من الأموال أضعاف ما كانوا يمتلكونه قبل نشوب الحرب وكل ذلك بفضل من لا تنفذ خزائنه ملك السموات والأرض من أمره إذا أراد شيئا إنما يقول له كن فيكونيو