زيارات التطبيع “العربية” متواصلة

موقع أنصار الله  || أخبار عربية ودولية ||  بالرغم من الموقف الفلسطيني الواضح برفض الزيارات التطبيعية التي تقوم بها بعض الوفود العربية: الرسمية، إلى كيان العدو والأراضي المحتلة، والذي تعبر عنه الكثير من الدعوات الصادرة عن رجال الدين المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين، والاتحادات والنقابات المهنية، وهيئات المجتمع المدني والقوى والمجموعات المناهضة للتطبيع والتطويع وجماعات المقاطعة (بي دي أس)، ناهيك عن فصائل وحركات المقاومة والقوى السياسية، التي تشترك في رفض الزيارات: الرسمية، وتلك التي تتخذ طابعاً “شعبياً”، وترى في مثل هذه الزيارات مساهمة كبرى في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، ولا علاقة لها بدعم الشعب الفلسطيني، كما يدعي هؤلاء “السواح” الذين تمنحهم سلطات العدو تصاريح الدخول، وتسهيلات المرور على مئات الحواجز العسكرية التي تقطع أوصال الضفة المحتلة، وصولا لزيارة المسجد الأقصى، والصلاة في باحاته…

 

بالرغم من موقف الرفض هذا، تتواصل زيارات بعض الوفود العربية الى كيان العدو والأراضي المحتلة عام 67، وآخرهم وفد “وزارة التربية والتعليم العالي” الكويتي، المؤلف من 9 أفراد، والذي وصل إلى رام الله أمس الجمعة 21 نيسان، بهدف وضع خطة عمل لإجراء كافة الترتيبات لبدء عملية فرز طلبات المتقدمين للتدريس في دولة الكويت، واستكمال الإجراءات اللازمة لها.

 

نعم، إن هذه الزيارات تطبيعية بامتياز، وإن غلفها البعض بفذلكات متنوعة، كالقول أن زيارة السجين لا تعني اعترافا بالسجان؛ وأن هذه الزيارات هي شكل من أشكال الدعم للشعب الفلسطيني المحاصر؛ وأنها بدعوة من السلطة الفلسطينية، التي يحتاج رجالاتها، كبيرهم وصغيرهم لتصريح خروج ودخول من سلطات العدو الصهيوني؛ وأنها لزيارة القدس والصلاة في الأقصى المبارك ودعم صمود المقدسيين… فكيف يرتضي هؤلاء “الزوار الكرام” الصلاة بالمسجد الأقصى بحماية الأمن الصهيوني، في حين يمنع على المواطن الفلسطيني، وكبار مشايخ القدس وفلسطين من الوصول الى المدينة ومسجدها المبارك؟..

 

إن وسائل دعم الشعب الفلسطيني كثيرة وواضحة، ويجب وبالضرورة أن لا تمر من بوابة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، الذي يتخذ من مثل هذه الزيارات والوفود “السائحة” وسيلة إعلامية ترويجية، لادعاءاته ومزاعمه عن ديمقراطية الكيان والحريات المتوفرة فيه، والأمان والاستقرار الذي ينعم به… ومدخلا للعبور من خلالها الى الدول العربية والاسلامية، وخاصة الخليجية منها، التي باتت تستقبل الوفود الصهيونية، بالعلن!..

 

فهل بمثل هذا المسار التطبيعي يتم دعم الشعب الفلسطيني؟.. أم أن الدعم يجب أن ينطلق من أهمية وضرورة مواجهة المحتل الغاصب، وتضييق الخناق عليه ومحاصرته ومقاطعته، ومقاومته بالداخل والخارج وبكافة الاشكال والسبل، وبالتالي توفير الدعم الحقيقي للصامدين في أرضهم، المدافعين عن مقدسات المسلمين والمسيحيين؛ للأسرى الذين يكتوون بنار العنصرية الصهيونية والفاشية المتجددة، وبالصمت الدولي والعربي، وهم يخوضون اليوم إضربا عن الطعام، وللقوى والحركات المقاومة التي تواصل مواجهة الاحتلال ومخططات الاستيطان والتهويد والصهينة التي تطال المقدسات، والحصار الظالم المفروض على مليوني فلسطيني في قطاع غزة، ودعم صمود أبناء الداخل الفلسطيني المحتل (48) الذين تلاحقهم فاشية وعنصرية العدو ودعوات القتل والترانسفير…

 

إن الشعب الفلسطيني الصامد في أرضه، المقاوم للعدوان الصهيوني الاستعماري المتواصل منذ نحو قرن من الزمن، المدافع عن مقدسات الأمة، يحتاج للدعم الحقيقي وليس للزيارات “السياحية” التطبيعية التي تقدم للعدو سكيناً “عربيا” لطعن الشعب الفلسطيني وقضيته.

 

فإن كنتم جادون بدعم الشعب الفلسطيني “وقضيتكم المركزية”، أوقفوا هذه الزيارات التطبيعية… فطرق الدعم واضحة ولا تحتاج لتصريح صهيوني، ولا عبور عبر حواجزه المذلة.

المصدر : وكالة القدس للأنباء

قد يعجبك ايضا