شرفُ دعم المقاومة والجِمال الجرباء
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || فيصل الأشمر / العهد الاخباري
“هل هناك حاجة لبقاء المقاومة؟ إذا كان هناك حاجة للمقاومة فهناك حاجة لهيئة دعم المقاومة، في البعد المعنوي وفي البعد المادي”
السيد حسن نصر الله
لم يعد يخفى على أحد، منذ سنوات بعيدة، وبعد كلام الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله في مناسبات عدة، أن دعم حزب الله المالي والعسكري مصدره الأساس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبالتالي لم يعد الأمر مثار تساؤل أو تشكيك.
في موازاة هذا الدعم المالي الإيراني الأساس، دأب حزب الله، منذ سنوات نشأته الأولى، على جمع التبرعات من المحبين، الذين رأوا أن من واجبهم، أو من المستحب لهم، دعم المقاومة ببعض مالهم، مساهمةً في الجهاد ضد العدو الإسرائيلي، أو طلباً لأجر المشاركة في الجهاد، ولو بالمال، تنفيذاً لطلب الله تعالى في كتابه الكريم: {انفروا خفافاً وثقالاً وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل اللّه}.
وهناك قصص كثيرة تروى حصلت طيلة الأعوام الماضية تؤكد مدى تعلق محبي المقاومة بها، ومدى رغبتهم بدعمها، ومن ذلك قصة تلك السيدة التي لا تنتمي إلى الطائفة التي ينتمي إليها المقاومون، والتي سألت بعض الشباب، الذي كانوا يجمعون التبرعات للمقاومة في أحد الشوارع، عن ثمن صاروخ الكاتيوشا، فأخبروها بثمنه، فقدمت لهم من المال مبلغاً يشتري صاروخاً، متمنية إطلاقه على العدو في أقرب فرصة.
وتنظيماً لأمور التبرعات جرى تأسيس “هيئة دعم المقاومة الإسلامية” في العام 1990، ومنذ ذلك العام تطور عمل هذه المؤسسة وتوسعت نشاطاتها، وزاد عدد المتبرعين للمقاومة عبرها، إلى يومنا هذا.
وقد تعدى موضوع التبرع لمجاهدي الإسلامية كونه عملاً مالياً خيرياً، ليصبح ثقافة دينية اجتماعية ثقافية، يعبّر عن بعض منها سماحة السيد نصر الله في حديثه عن موضوع القجة المنزلية، فيقول: “أؤكد على موضوع القجة في البيوت لأن أبعادها التربوية والثقافية أهم من أبعادها المالية. هؤلاء الأولاد الصغار صباحاً أو كل عدة أيام يضعون بعض المال في صندوق المقاومة، ويستيقظ المنزل على القجة التي هي بشكل بيت المقدس، فالقدس وبيت المقدس يدخلان إلى كل منزل… والبعد الثقافي والتربوي مهم جداً”.
كانت هذه مقدمة لا بد منها للوصول إلى ما يثار من كلام سخيف معروفة مصادره مفاده أن حزب الله بعد أن ألم به ما ألم من “كارثة مالية” وصلت به الأمور إلى حد نشر الإعلانات المتلفزة وعبر الانترنت الداعية إلى المساهمة في تجهيز المجاهدين، مع أن هذه الإعلانات نشاط قديم كانت تقوم به هيئة دعم المقاومة في مناسبات مختلفة طيلة السنوات الماضية، ولكن يبدو أنها المرة الأولى التي يلتفت هؤلاء إليها.
يعلم هؤلاء المتقوّلون كذب كلامهم، ويعلم أسيادهم كذبهم، ويعلم هؤلاء وهؤلاء أن ما ينثرونه من غبار قذر في طريق المقاومة وأهلها ستذرّيه الرياح، وأن ذلك الطفل الذي يضع نصف مصروفه اليومي في قجة هيئة الدعم سيضحك عليهم لو وصلت إلى مسامعه أكاذيبهم، وأن سيدات القرى اللواتي يطبخن ويجهزن الطعام في شهر رمضان للمجاهدين في سوريا سيهززن رؤوسهن سخريةً من أفكار قبيحة تحولت إلى حروف بغيضة لقاء مبالغ زادت أو نقصت سيظل أصحابها منبوذين مطرودين كالجمال الجرباء التي كانت تترك في الصحراء كي لا تنتقل عدواها إلى سواها.