كلمة اللجنة الثورية العليا في عيد الوحدة 22مايو ( اليوبيل الفضي)
الحمد لله رب العالمين القائل (إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً)صدق الله العظيم
والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين وعلى اله القائل( الإيمان يمان والحكمة يمانيه)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم أيها اليمنيون
السلام عليكم يا آهل الإيمان
السلام عليكم يا حملة الحكمة
السلام عليك أيها الشعب الشجاع الشعب العظيم الشعب الأبي الشعب الصامد الشعب الكريم
السلام عليك أيها الوطن الغالي السلام على جبالك الشامخة وعلى ترابك وسهولك وهضابك ووديانك وسمائك وأرضك
نهنئ شعبنا اليمني العظيم بمناسبة حلول ذكرى العيد الفضي للوحدة اليمنية في 22 مايو المجيد
22 مايو1990 تاريخاً محفوراً بعقل كل يمني صغيراً وكبيراً رجالاً ونساء منقوشاً بقلب كل يمني كذلك سارياً بصلب كل يمني ، كذلك هو تاريخ الوحدة الذي لن تستطيع أي قوة أن تمسحه من ذاكرة التاريخ المُشرف والمشرق. وحدة اليمن واليمنيين ذلك الأمل الذي راود أبناء الشعب اليمني في الشمال والجنوب آنذاك.
عمل على تحقيق هذا الحلم الخيرون من أبناء هذا الوطن شماله وجنوبه, وعقدت لذلك القمم واللقاءات المتعددة في الخارج والداخل القاهرة وطرابلس والكويت تعز وعدن وصنعاء منذ بداية السبعينات وحتى بداية التسعينات من القرن الماضي حتى توًج أبناء الشعب اليمني تلك المساعي والجهود بإعلان وتحقيق الحلم المنتظر قيام الجمهورية اليمنية على أنقاض الدولتين الشطريتين ، الجمهورية العربية اليمنية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية في الجنوب وحينها شاهد اليمنيون حلمهم الذي طال انتظاره وزاد شوقهم له تنفس اليمنيون بتحقيق الوحدة الصعداء وفتحت أمام اليمنيين كل مجالات الحرية السياسية الرأي الاعتقاد بعد أن أصبح حق اليمنيين في الوحدة واقعاً معاشاً.
رغم أن سعي أبناء الشعب اليمني نحو تحقيق وحدتهم المشروعة قد واجه معارضة شديدة من بعض دول الإقليم وعلى رأسها السعودية والتي أعلنت وبشكل سافر معارضتها لهذه الوحدة وبذلت في سبيل الحيلولة دون تحقيقها أموالاً طائلة من خلال أدواتها وأبواقها في الداخل وقد وصل بها الأمر إلى تحريم الوحدة بين شطري الوطن الواحد تحت ذريعة الماركسية .
وقد عملت هذه القوى الرخيصة من داخل الأراضي السعودية على تحريض اليمنيين على رفض الوحدة غير أن تيار الوطن كان جارفاً فلم تستطع السعودية ولا أدواتها وقف الزخم الوحدوي الشعبي وحينها لم يكن أمام أطراف السلطة في شطري الوطن سوى الذهاب باتجاه الوحدة باعتبار الذهاب بأي اتجاه آخر سيكون بعكس التيار الشعبي الجارف, ولم يكن بمقدور القوى السياسية العمل أو السير بعكس هذا التيار , وقد رأت السعودية آنذاك في وحدة اليمن خطراً يهدد وجودها فضاعفت جهودها من خلال استمرار تغذية القوى العميلة لتبني دور المعارض للوحدة بكل قوة, وقد انتقلت هذه المعارضة إلى تحريض المواطنين اليمنيين على رفض الاستفتاء على دستور الجمهورية اليمنية الذي طرح للاستفتاء بعد قيامها بأكثر من عام .
ومن جديد مُنيت هذه القوى العميلة بالفشل الذريع وهو مازاد من خيبة أمل السعودية تجاه صمود وإصرار اليمنيين على السير في خط الوحدة.
فقد أصبح اليمن قوياً بوحدته السياسية ووحدته الاقتصادية ووحدته العسكرية , وهو ما اعتبرته السعودية مزعزعاً لوجودها , ويمكن استخلاص هذه النتيجة من إصرار السعودية على عداء الوحدة اليمنية في مراحلها ومحطاتها المختلفة وما إن تفشل في إحباط مرحلة أو محطة حتى تنتقل إلى الأخرى, فبعد نجاح الاستفتاء على الدستور عملت على جلب أدواتها التكفيرية القذرة لتنفيذ عمليات الاغتيال لقيادات بارزة من أبناء الجنوب في صنعاء بهدف زرع بذور الشقاق والاختلاف بين اليمنيين ,ولم تتوقف السعودية عند هذا الحد من تآمرها القذر على اليمن ووحدته بل وصل حقدها وتآمرها على اليمن واليمنيين إلى إشعال حرب 1994م التي لم يكن اليمنيين المتحاربين فيها سوى أدوات لتحقيق أهداف السعودية التي بدت واضحة جلية بعد أن وضعت الحرب أوزارها حين وقعت في سنة 1995م في الرياض مع السلطة في اليمن مذكرة التفاهم حول الحدود وبعد اطمئنانها بتدمير الجيش والاقتصاد اليمني وشق الصف اليمني بدأت من ذلك الحين تنسج خيوط جريمتها تجاه الشعب اليمني لمنع لملمة جراحه وإعادة لحمته وسعت جُهدها لتسيير الحروب الداخلية واستمرار إشعالها وكانت حروب صعدة الست العبثية خير دليل على إجرام جارة السوء فلقد أيقنت بعجز أدواتها في الحرب السادسة على تحقيق أهدافها فدخلت الحرب بشكل مباشر لكنها حظيت بخيبة أمل ولحقها الخزي والعار عندما وجه لها المجاهدون من أبناء الشعب اليمني ضربات موجعة فهرولت هاربة تجر أذيال الخيبة والندامة ، غير أن حقدها على هذا الشعب قد أشتد وازداد إستعاراً وحينما أدركت أنها لم تحطم إرادة اليمنيين حين أشعلت حرب 1994م وحروب صعدة التي شاركت في اخرها بشكل مباشر.
وعندما ثأر الشعب اليمني على الظلم والطغيان عام 2011م في شهر نوفمبر سارعت ومن خلال أدواتها المرتهنة إلى احتواء ثورة الشعب وركوب موجتها والسيطرة عليها .ومن ثم إعادة القوى التكفيرية العملية إلى الواجهة مرة أخرى غير أن جذوة الثورة لم تنطفئ في كل أرجاء اليمن فكانت ثورة 21 سبتمبر 2014م هي الحاسمة التي أزاحت مراكز النفوذ العسكرية والقبلية والدينية التي كانت تعمل على تدمير الوحدة الوطنية لحساب أهداف السعودية, ورغم تسامح الثورة مع تلك القوى ودعوتها لبناء الوطن على أسس الشراكة في السلطة والثروة والمسؤولية رغم الجرائم الإرهابية وجرائم الاغتيالات التي كانت تلك القوى بشكل أو بأخر طرفاً و شريكاً فيها ولحساب السعودية ومع ذلك لم تتخلص تلك القوى من ارتباطاتها وارتهانها المخزي للخارج وظلت تماطل وتراوغ في حواراتها مع القوى الثورية لحين استكمال قوى العدوان وعلى رأسها السعودية ترتيباتها التدميرية ضد الشعب اليمني ومقوماته.
وحين قرر الشعب اليمني مواجهة خطر الإرهاب الموجه والممول من الخارج ضد أبناء هذا الشعب وحين تأكدت قوى الإجرام الخارجية وعلى رأسها السعودية أن أدواتها تلفظ أنفاسها الأخيرة وأن الشعب اليمني أوشك على التخلص منها وإلى الأبد بادرت القوى الإجرامية الخارجية السعوصهيوأمريكية على التدخل بشكل مباشر وشن عدوان همجي وسافر على الشعب اليمني ومقوماته , وقد ظهر الحقد والأجرام جلياً من خلال الاستهداف الممنهج للبشر والشجر والحجر ودون مبرر وفي إنتهاك سافر لكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية وفي تنصل مخزٍ من كل القيم الإنسانية , ومن ضمن أهداف هذا العدوان توفير الدعم لأدواته القذرة في الداخل وبكافة والوسائل ومنها تزويدها بالسلاح والمال والعتاد بواسطة الإنزال في شبوة وأبين وعدن وتعز وغيرها من المناطق التي تواجدت فيها تلك الأدوات .
ورغم سقوط رهانها على تلك الأدوات وتبعثرها وانهيارها هاهي السعودية تعيد الكرة مرة أخرى من خلال جمع تلك الأدوات في ما سمي بمؤتمر الرياض وإعلانها عن تأسيس جيش الشرعية .
يا أبناء الشعب اليمني العظيم إنكم المستهدفون من العدوان جميعاً ما لم تكونوا عملائها وتابعين أذلاء خانعين , و هيهات أن يكون أبناء الشعب اليمني كذلك , ومع إتضاح الصورة لم يعد أمام الشعب اليمني إلا الصمود.. والصمود.. والصمود ..ولم يعد أمام أبناء الشعب اليمني من خيار إلا الإنتصار أو الإنتصار, وهذا هو الخيار ولا بديل .
ولن يتأتى تحقيق هذا الهدف إلا من خلال التلاحم ورص الصفوف حفاظاَ على وحدة اليمن الغالي والحبيب واستقلاله. وأمنه وإستقراره.
عاش اليمن حرا مستقلا عزيز وكريم وشجاعا وآبيا وشامخا بكم انتم أيها اليمنيون بكم انتم يا أهل الإيمان والحكمة بكم انتم أيها الشرفاء.
الرحمة والخلود للشهداء …الشفاء للجرحى … والنصر للشعب اليمني
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته