خطة واشنطن: مؤتمر سلام خلال شهر وتطبيع عربي مع الكيان
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء
في يوم الخميس الماضي، كان من المقرر ان تجري، من تحت الرادار الاعلامي، جولة سرية، حساسة جدا من ناحية سياسية. فقد طلب جيسون غرينبلات، مبعوث الرئيس الامريكي دونالد ترامب، الى الشرق الاوسط، اجراء جولة في منطقة شمال (الضفة الغربية)، التي اخلتها اسرائيل خلال الانفصال في العام 2005. لقد سبق وحددت ادارة ترامب منطقة شمال (الضفة)، كمنطقة يمكن “لإسرائيل” ان تقوم بخطوة فيها، تبث الى العالم العربي التزام اسرائيل بالاعتراف بالدولتين. والحديث عن تسليم مناطق خاضعة للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، الى سيادة فلسطينية جزئية، مدنية فقط. وبلسان معروفة بشكل اكبر: نقل مناطق من المنطقة C الى المنطقة B. ويبدو ان هذه الخطوة ظهرت للأمريكيين وكأنها مهمة يمكن للحكومة الاسرائيلية الموافقة عليها ضمن الصفقة الكبرى مع العالم العربي,
لقد طلب غرينبلات بأن يرافقه في الجولة منسق اعمال الحكومة في المناطق، الجنرال يوآب مردخاي. لكن مردخاي ما كان سيفكر بالانضمام الى الجولة، دون الحصول على موافقة من نتنياهو وليبرمان، اللذان كان يعرفان بالضبط ما الذي يفحصه غرينبلات. وبالتالي فان نفي ديوان رئيس الوزراء للأنباء التي قالت بأن الامريكيين عرضوا امام “إسرائيل” إمكانية نقل ملكية الأراضي من C إلى B – بعيد عن الحقيقة.
مساء الأربعاء، تسرب الى القناة 10 النبأ حول قيام الادارة الامريكية بطرح فكرة نقل مناطق للمسؤولية المدنية الفلسطينية، فتم إلغاء جولة غرينبلات في (الضفة). وفي اليوم التالي التقى غرينبلات ونتنياهو، ومن المرجح أنه تم خلال اللقاء طرح أفكار حول دور إسرائيل في الصفقة المحاكة في الشرق الأوسط.
لقد سبق وأسمع غرينبلات ورجاله للسعوديين، والإماراتيين والفلسطينيين ما يظهر في أوراق عملهم كـ”اعادة تعريف لمناطق في الضفة الغربية”. انهم لا يتحدثون عن تغيير التعريف في مناطق واسعة، وانما في مناطق صغيرة. شيء رمزي في العالم العربي يوضح بأن “إسرائيل” مستعدة للتقدم في حل الدولتين ليس فقط بالكلمات ولا تنوي ضم المناطق.
الى جانب فكرة نقل المناطق في (الضفة) الى منطقة B، طرح الامريكيون فكرة اخرى سبق وطرحت في الجهاز الامني، مع دخول ليبرمان الى منصبه وزيرا للأمن، كسياسة “عصا وجزرة” املاها ليبرمان. والمقصود “تشريع” البناء الفلسطيني غير القانوني، الذي انتقل من المناطق B الى المناطق C، من اجل منع الانفجار على الأرض. والمقصود حوالي 20 الف بناية تنتشر في مئات النقاط. وقد صدرت اوامر هدم ضد 13 الف بناية منها، وتم تنفيذ 3500 منها. الفكرة التي باعها الجيش لليبرمان تبناها الامريكيون، ومضوا خطوة اخرى: امنحوا الشرعية للمباني واعلنوا بأن المقصود نقل مناطق من C الى B. والمقصود مئات النقاط الصغيرة، منطقة غير كبيرة، وفي هذه الاثناء سيكفي.
لقد تم عرض “تبييض المباني” امام المجلس الوزاري المصغر عشية زيارة ترامب الى (الكيان)، كلفتة “اسرائيلية” ازاء الرئيس غير المتوقع. لكن وزراء المجلس الوزاري خصوا النية الامريكية،. صحيح انهم وافقوا – لأسباب انسانية، على وقف هدم البيوت، لكنه يمنع التذكير بنقل مناطق من المنطقة C الى المنطقةB . يبدو ان رئيس الحكومة، في الائتلاف الحالي، سيجد صعوبة في الالتزام بمتوسط ما التزمت به الولايات المتحدة للعرب.
كما تطلب الولايات المتحدة من الفلسطينيين ما يبدو حاليا بأنه شبه مستحيل، مثل اخراج التعاون الامني مع “اسرائيل” من السرية الى النور، وقف توزيع الاموال (للأسرى) في السجون وما اشبه. وطلبوا من السعوديين، حسب “وول ستريت جورنال”، القيام بخطوات تطبيع اولية مع “اسرائيل”، كفتح خطوط الهاتف للاتصال المباشر بين البلدين، منح “الاسرائيليين” امكانية القيام بصفقات تجارية في السعودية، والسماح للطائرات “الاسرائيلية” بالتحليق في الاجواء السعودية، في طريقها الى الشرق الاقصى.
الان سيكون على كل طرف احضار حصته الى الطاولة. غرينبلات بقي في المنطقة لكي يتأكد من عدم تهرب أي طرف. في المرحلة القادمة تخطط الولايات المتحدة لعقد قمة في واشنطن، وبعدها مفاوضات فورية بين “اسرائيل” و”دول سنية”، على رأسها السعودية، ومع الفلسطينيين. البيئة المحيطة بترامب تضغط عليه من اجل عقد القمة في واشنطن خلال شهر من اجل عرض انجاز على الحلبة الدولية. اذا صودق على هذا التوجه، يمكن “لإسرائيل” ان تجد نفسها تحت طائلة كماشة ضغط سيقوم بتفعيلها بالذات اكبر صديق لنتنياهو في البيت الابيض.