لقاء واسع في صنعاء للنخب السياسية والقبائل
موقع أنصار الله || مقالات ||بقلم / طالب الحسني
عاشت صنعاء العاشر من رمضان مهرجانا واسعا للنخب السياسية والقبائل اليمنية ورموز وحكماء المجتمع اليمني القبلي الذي كانت تريدهم السعودية في صفها ، في مؤتمر دعاء إليه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي زعم انصار الله ، هذا المؤتمر الذي حضره زعماء القبائل الثلاث حاشد وبكيل ومذحج وهي القبائل التي لم يخرج الحكم والسلطة في اليمن مطلقا عن حضورها ، وحضرته القوى السياسية في مقدمتهم ابرز تحالفين انصار الله والمؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس الاسبق علي عبد الله صالح بالإضافة أمناء عموم عدد من الاحزاب السياسية ، نتساءل ماذا بقي اذا لدى السعودية في اليمن ؟ّ! هذه اقوى الاوراق التي كات السعودية تسعى لاستمالتهم ووضعت امامهم مليارات الدولارات لأنها وهي التي تعاملت منذ اكثر من نصف قرن مع اليمن تدرك تماما حجم التأثير والحضور لزعماء القبائل وابنائها على الحياة السياسية وعلى تثبت أو خلع القيادة التي تحكم اليمن .
لن نتطرق إلى البيان الختامي الذي أكد على ترتيب البيت الداخلي وحمايته من أي محاولات اختراق والتأكيد على مواجهة العدوان ، فهذا أمر بات واقعا على الارض منذ أكثر من عامين ، بل عن مأزق السعودية في هذا البلد الذي تجاهلت بنيته ومكوناته وتفكير زعمائه وأعرافه ونزعته نحو الاستقلال وتجربته التاريخية في التعامل مع الغزو الخارجي بدءا بالاستعمار العثماني التركي مرورا بالبريطاني وصولا إلى المصري في ستينات القرن الماضي ، وتجاهلت السعودية التي عزفت على الوتر الطائفي وحاولت تصوير اليمن كما لو أنه سقط فعلا من الخارطة العربية والاسلامية أن ما حصل غير ذلك تماما وأن الشعب اليمني بطبيعته تحكمه علاقات قبلية مترابطة ولم يتعامل مطلقا على أساس طائفي او مذهبي ومن يعرف اليمن سيدرك ان مساجدها واحدة فليس هناك مسجدا للشيعة وآخر للسنة وثالث للصوفية ، أبدا ومطلقا ، ونؤكد مجددا أن جرائم السعودية وقتلها لليمنيين بغارات طيرانها دون اعتبار لتبعات هذه التوغل والاستهدافات التي كانت تطال المنازل السكنية والمؤسسات المدنية كانت قاسية ومؤلمة ومست الكرامة اليمنية ودفعت الالاف من الناس والعشرات من مشائخ القبائل للوقوف ضدها ودفع أبنائهم لجبهات القتال ، ونؤكد مجددا أن الاداء الاعلامي لوسائل اعلام السعودية والامارات والتعاطي مع اليمن كما لو انه جب أن يكون تابع للسعودية كان أيضا يمس نخوة الجميع فالفقر ليس عيبا ولا يعني أيضا أن يكون هؤلاء توابع ، يجب أن نقول الحقيقة للسعودية بمرارة لقد أخطأتم في التقييم واخطأتم في تصور ردود الفعل تجاه طيرانكم والعنجهية والغرور الذي تعاملتم به مع هذا البلد الفقير ولكن شعبه لديه نزعة قوية نحو الكرامة ومن الصعب أن يتسامح مع الغارات التي استهدفت حتى مقابر الموتى وحدث هذا في اكثر من محافظة بذريعة أن فيها مخازن للأسلحة
كتب الكثيرون ومن بينهم رئيس تحرير هذه الصحيفة رأي اليوم الاستاذ عبد الباري عطوان منذ الوهلة الاولى للعدوان أن خطأ فادحا ترتكبه السعودية وأن انتصارها بيعد المنال ، ونحن اليوم في الربع الاول من العام الثالث دون أن يتحقق للسعودية أبسط اهدافها من الحملة العسكرية وما سمتها عاصفة الحزم
هناك تفاصيل كثيرة لمأزق السعودية في اليمن كتب عنها عشرات المقالات المطولة والتقارير والتحيلات وتكرارها بات مملا وبقي أن نؤكد أن هذه المؤتمر الذي عقد في صنعاء يمكن أن يدفع السعودية لمراجعة سياسيتها وليس في ذلك عيبا ، ومن المفارقة أن هذا الاجتماع يأتي بالتزامن مع إعلان ما يسمى التحالف العربي إنهاء دور قطر من هذا التحالف وتطور النزاع القطري السعودي الاماراتي البحريني إلى القطيعة التامة