هل أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني علناً في الإمارات !
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء
في الوقت الذي تتعرض فيه القضية الفلسطينية لأخطر مؤامرة عربية دولية و”عربية” لتصفيتها، تتسارع خطوات بعض الحكام “العرب” باتجاه تطبيع العلاقات مع كيان العدو الصهيوني، وفتح أبوابهم وأجوائهم بشكل علني “للسياحة” البينية بين انظمتهم وكيان العدو الصهيوني، ويقدمون لوسائل إعلامهم وجبات من التصريحات السامة الموجهة بشكل مباشر هذه المرة إلى قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية، التي تحولت بنظرهم إلى قوى إرهابية وجب التشهير بها وملاحقتها وتجفيف منابع تمويلها، وشن الحرب عليها… ما يشكل خدمة لكيان العدو وتغطية لحروبه العدوانية ومجازره بحق الشعب الفلسطيني، ولمخططاته الاستيطانية والتهويدية، التي لا تستثني المقدسات المسيحية والاسلامية وفي المقدمة منها المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وبهذا الخصوص شكلت القمم الثلاث التي شهدتها العاصمة السعودية، الرياض، وأدار خيوطها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الضوء الأخضر لإعلان الحرب على دول وقوى المقاومة العربية والاسلامية…
فكان مسلسل التصريحات المعادية لقوى المقاومة من وزراء وصحفيين سعوديين وخليجيين، ومن أبرزهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الامارات، أنور قرقاش، والباحث السعودي عبدالحكيم حميد الذي قطع كل الخطوط الحمر وأطلق تصريحا عبر “السكايب”، متحثا لتلفزيون العدو مباشرة، من جدة في المملكة السعودية إلى تل أبيب في كيان العدو الصهيوني… وقد هاجمت هذه الأصوات “المسؤولة” حركات المقاومة الفلسطينية، ودعت لطرد قادة حركة حماس من قطر.
وليس آخرا، فقد شن وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، هجوماً على قطر متهماً إياها بدعم “الإرهاب”. للوهلة الأولى تظن أن الإرهاب هو العدو الصهيوني الذي يحتل الأراضي الفلسطينية، ويدنس المقدسات الإسلامية، ويعتدي على أعراض المسلمين، لكنك تدرك بعد ذلك أن الإرهاب المقصود من قبل الوزير قرقاش، هو المقاومة الفلسطينية التي تحاول أن تعيد للأمة العربية كرامتها ومقدساتها، فشتان ما بين الإرهاب والإرهاب.
وقال قرقاش: “إن وجود قادة من حركة حماس في قطر يمثل مشكلة للمنطقة”، متجاهلاً الوجود “الإسرائيلي” في أبو ظبي، وغيرها من المدن الإماراتية، التي أصبحت ملاذاً أمناً للسياح “الإسرائيليين” الذين يقصدونها من بين العديد من الدول، ومتناسيا الجريمة التي نفذتها الاجهزة الامنية الصهيونية، بدم بارد، باغتيال القائد القسامي محمود المبحوح في 19 كانون الثاني 2010… وهذا إن دل فإنه يدل على حجم العلاقة التي تربط الإمارات بكيان العدو، حيث أصبح التطبيع في هذا البلد علنياً.
علاقات الإمارات بالكيان متطورة
وتواكب تصريحات المهرولين العرب، نشر صحف “إسرائيلية” تقارير كتبت أن أبو ظبي أبدت استعدادها، ومعها الرياض، للخوض في عمليات تطبيع علني مع “إسرائيل”، بمجرد ظهور إشارات أولية لتحرك سياسي إقليمي لا يعتمد القضية الفلسطينية كمحور أساسي، وإنما في سياق مبادرة لسلام إقليمي شامل، تصاحبه مفاوضات مباشرة بين “إسرائيل” والفلسطينيين.
وأعادت هذه التصريحات والتحليلات “الإسرائيلية” من جديد إلى دائرة الضوء، نسيج العلاقات الخاصة بين أبو ظبي وتل أبيب.
وهو ما تزامن في الوقت ذاته مع إطلاق حملة عدائية ضد قطر. ويبدو العداء المشترك بين أبو ظبي وتل أبيب لـ حركة “حماس”، عامل تقارب كبير وعلني بين الطرفين، حتى أن التصريحات الصادرة عن حكام الدولة الخليجية، والمسؤولين “الإسرائيليين” تجاه المقاومة الفلسطينية تتشابه إلى درجة كبيرة.
مناورة مشتركة بين كيان العدو والإمارات
وقد سبق تصريح قرقاش العديد من الأعمال التطبيعية على صعيد دولة الإمارات، حيث قامت الأخيرة بمناورة عسكرية مشتركة مع كيان العدو الصهيوني في اليونان في شهر آذار من هذه السنة، بمشاركة عشرات الطائرات من الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا.
يشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي يجري فيها سلاح الجو “الإسرائيلي” مناورة مشتركة مع سلاح الجو الإماراتي، حيث شاركت طائرات “إسرائيلية”، العام الماضي، في مناورة ‘Red Flag’ في الولايات المتحدة، وشارك فيها طيارون من باكستان والإمارات وإسبانيا.
ويعني الارتقاء إلى مرحلة المناورات العسكرية (الجوية وغير الجوية) المشتركة بالضرورة أن مستوى التواصل والتنسيق البعيد عن الأضواء بلغ مرحلة متقدمة جداً، تتجاوز ما هو ظاهر حتى الآن، وبمستوى يمكن الاستناد إليه لبلورة قرارات على مستوى التنسيق العسكري، التي تشكل المناورات المشتركة أحد تجلياتها. والسؤال يطرح نفسه هنا: هل أصبح التطبيع مع العدو الصهيوني علناً في أبو ظبي ؟.
تمثيل ديبلوماسي للكيان في أبو ظبي
وكانت “إسرائيل” قد احتفت على نحو بارز في العام 2015، بافتتاح ممثلية لها في أبو ظبي ضمن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، بعد أن كانت قد صوتت في الأمم المتحدة لصالح اختيار العاصمة الإماراتية مقراً للمنظمة المذكورة في العام 2009، بتنسيق مسبق مع حكومتها، بحيث يتم فتح الممثلية الدبلوماسية “الإسرائيلية” تحت غطاء المنظمة الدولية.
وبرزت أبو ظبي في هذا الشأن بخروجها عن الموقف العام في دول الخليج التي قطعت علاقاتها وأغلقت مكاتب المصالح التجارية لـ”إسرائيل” فيها، بعد اندلاع الانتفاضة الثانية ومحاصرة رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات في المقاطعة برام الله خلال عدوان السور الواقي عام 2002. ولم تقم أي من الدول في الخليج بإعادة الدفء للعلاقات مع “إسرائيل”، ما عدا أبو ظبي.
وأشارت الصحف “الإسرائيلية” في هذا السياق، آنذاك، إلى أن فتح الممثلية كان نتاج الجهد الخاص الذي أولاه وزير الخارجية “الإسرائيلية” سابقا، ووزير الأمن اليوم، أفيغدور ليبرمان، لملف العلاقات “الإسرائيلية” مع دول الخليج مع تركيز على الإمارات تحديداً.
كما أبرزت الصحف وجود علاقات أمنية وتعاون أمني بين تل أبيب وأبو ظبي، واستعادة دفء هذا التعاون الذي كان قد تضرر عندما قام “الموساد” بتصفية واغتيال المسؤل البارز في حركة “حماس”، محمود المبحوح في العام 2010.
ووفقاً للصحف “الإسرائيلية”، فإنه منذ ذلك الوقت، عاد الدفء لعلاقات أبو ظبي بتل أبيب، وهو ما ترجم بزيارة وزير البنى التحتية “الإسرائيلي” السابق عوزي لنداو إلى هذه العاصمة الخليجية.
وتشير التقارير “الإسرائيلية” في هذا السياق إلى العلاقات الخاصة التي نسجتها وزيرة الخارجية “الإسرائيلية”، تسيبي ليفني، مع نظيرها الإماراتي في تلك الفترة، الشيخ عبدالله بن زايد، وفقاً لما تم تسريبه في إحدى وثائق “ويكيليكس” على لسان السفير “الإسرائيلي”، يعقوف هيدس، والتي أبلغ فيها دبلوماسيين أميركيين بأن “الشيخ زايد بن خليفة طور علاقات شخصية جيدة مع وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، لكن الإمارات غير مستعدة للقيام علنا بما تقوم به سراً”.
يشار إلى أنه في سنة 2011، نظم عازف البيانو “الإسرائيلي”، دانييل بارينبويم، حفلا موسيقياً في أبو ظبي… والآتي “أعظم”!..