هل تستعد ’إسرائيل’ للحرب على غزة؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||جهاد حيدر/ العهد الاخباري
بموازاة تدريباته على مواجهة مقاتلي حزب الله، أجرى جيش العدو تدريبات كبيرة في الأسابيع الماضية تحاكي احتلال قطاع غزة. وبحسب القناة العاشرة، جرت هذه التدريبات في مدينة عسقلان القريبة من القطاع، وشارك فيها الى جانب قوات المظليين، قوات من المدرعات والمدفعية ووحدة الهندسة ووحدة طائرات الاستطلاع.
بالمقارنة بين لبنان وقطاع غزة، يحدد جيش العدو أن الجبهة اللبنانية هي الأخطر على “اسرائيل”، انطلاقا من أن “حزب الله هو التهديد المركزي لدولة “اسرائيل””، كما عبر ايزنكوت (معهد ابحاث الامن القومي كانون الثاني 2016). في المقابل يتعامل جيش العدو مع قطاع غزة على أنه الجبهة الاكثر قابلية للاشتعال، الأمر الذي يفرض أن يكون على رأس اولويات الجيش. نتيجة ذلك، يجد نفسه مضطرا للاستعداد على مسارين، الاول لمواجهة التهديد الاخطر على “اسرائيل”، والثاني لمواجهة التهديد الاكثر أرجحية للانفجار.
ضمن هذا الإطار، يكثر الحديث في تل ابيب عن احتمالات شن “اسرائيل” حرب على قطاع غزة خلال الصيف المقبل. ومع أن المحللين في “اسرائيل” يؤكدون أن الطرفين لا يرغبان بهذه الحرب، لكنهم يستندون في تقديرهم الى أن حركة حماس باتت محشورة في أعقاب التطورات الاخيرة. ويوردون في هذا السياق، ما يرون أنه الوضع الاصعب على الحركة منذ سنوات، نتيجة استمرار تدهور الوضع في القطاع، وتوقف السلطة الفلسطينية عن تمويل القطاع، وازمة الكهرباء والمياه من سيء الى أسوأ. ويضيف هذه عوامل إضافية استجدت في الايام الاخيرة، تمثلت بالمقاطعة التي تتعرض لها قطر، والتي تحاول الحفاظ على مكانتها.. والسعي للتخفف من عبء الاقتراب من حماس. الامر الذي يعني بالنسبة للعديد من المحللين الاسرائيليين أن حركة حماس لن يكون أمامها مفر سواء تفجير الوضع مع “اسرائيل”.
قد يكون مفهوما استخلاص هذه النتيجة في تل ابيب من المقدمات التي أوردوها. خاصة في ضوء السياقات التي أدت الى الاعتداءات الاسرائيلية على القطاع خلال السنوات الماضية، وثانيا نتيجة ضيق الخيارات التي تواجهها حركة حماس، على الاقل، كما هي حاضرة في الوعي والحسابات الاسرائيلية.
لكن تبقى مسألة أساسية لم يتناولها المحللون الاسرائيليون، أن نشوب مواجهة عسكرية كبرى وفق المنطق التقليدي للمواجهة العسكرية المباشرة، ليس مطلب حركة حماس أو أي فصيل آخر للمقاومة. حتى لو أدى فعل ما بادرت اليه احدى هذه الفصائل الى التدحرج نحو هذه المواجهة. والعامل الاهم الذي لم يتناوله هؤلاء، ما الذي تريد حركة حماس تحقيقه من وراء هذا التفجير. وبماذا سيفيدها ويفيد سكان القطاع.
في المقابل، ما ينبغي قوله أن احتمالات شن عدوان واسع على القطاع قائمة في كل وقت، لكن ما يمكن أن يساهم في تعزيز هذا الدافع هو التقارب العلني بين انظمة “الاعتدال العربي” واسرائيل. خاصة وأن السعودية تحتاج أكثر من أي وقت مضى الى اخماد أي صوت مقاوم اولا لاخفاء خيانتها، ومنع بروز أصوات تعترض على هذا المسار. ولتوفير الارضية التي تسمح بامكانية فرض صيغة تسوية على الشعب الفلسطيني.. مع ذلك، يصح الاستناد الى هذا المسار لتقدير أن إمكانية شن “اسرائيل” حربًا واسعة ضد القطاع هي سيناريو يستند الى معطيات فعلية، ولكن ذلك لا يجعل تحققها أمراً محسوماً.
تبقى مسألة اساسية تتصل بالخيار العملاني الذي تستعد له “اسرائيل”. هل هو اعادة احتلال القطاع.. أم تكرار المواجهات السابقة، مع ارتفاع وتيرة التدمير والمجازر… أو الذهاب الى خيار عسكري واسع يتم خلاله اقتحام القطاع، من دون البقاء فيه. حول ذلك، أكد وزير الحرب الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، أنه “اذا اضطررنا الى خوض الحرب، يمنع إبقاء أية بنية عسكرية في القطاع” وفي الوقت نفسه، أكد أن “لا مصلحة لإسرائيل في إعادة احتلال غزّة”.
لكن ما لم يتناوله ليبرمان، ماذا لو أدت الخسائر البشرية خلال اقتحام القطاع الى ضغط جماهيري اسرائيلي للتراجع.. وماذا لو لم تنجح اسرائيل في انهاء الوجود العسكري لفصائل المقاومة في القطاع.. أو كانت كلفتها أكثر مما هو مقدر.. هل ستبقى أم ستعود ادراجها. وما النتائج التي ستترتب على كل هذه المسارات؟