التفريط في هدى الله يوصل إلى الأعمال التي تسود الوجوه
موقع أنصار الله || من هدي القرآن ||
يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} (آل عمران: 106) بعد التبيين الكامل، بعد هذا الهدى الكامل، لم يبق إلا ماذا؟ بياض وجوه وسواد وجوه، أعمال تسوّد الوجه أو أعمال تبيّض الوجه، مواقف تبيض الوجه أو مواقف تسود الوجه، المختلفون المتفرقون لا يطلع من عندهم إلا مواقف تسود الوجه، كيف مواقف الناس الآن العرب بشكل عام، كيف هي في معظمها؟. مواقف تسود الوجه.
تلاحظ أن هدى الله سبحانه وتعالى لا يقدم كقضية، وعلى كيفك وإلا فلا يوجد تبعات بعدها، يحصل لها آثار سيئة أو آثار إيجابية في الدنيا والآخرة بعد ما يوجه الناس كيف يكونون معتصمين به معتصمين بحبله متقين له ويكونون أمة على هذا النحو، يكونون مبتعدين تماماً عن التفرق والإختلاف يقول بعدها {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ} (آل عمران: من الآية106) يعني هذا هدى يجب أن تسيروا عليه، بعده عقوبات رهيبة بعد التفريط فيه ونتيجة التفريط فيه عقوبات شديدة.
{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (آل عمران: من الآية106) لاحظ معناها ماذا؟ من د اخل من؟ من داخل من قد أطلق عليهم اسم إيمان، وانتسبوا إلى مسمّى إيمان وإسلام.
{أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (آل عمران: من الآية106) ماذا يقال للمختلفين الذين يؤصلون التفرق والإختلاف يؤصلونه ويسوغونه بعد ما قال أن هناك بينات وبعد ما نهى عنه؟ أليس هذا يسمى رفضاً؟ يسمى كفراً بعد إيمان، حقيقة، هذا المعنى الذي نقوله دائماً أنه واسع داخل دائرة من هم منتمين إلى هذا الدين.
{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (آل عمران: من الآية106) لأن التفريط في هذا الهدى قد يجعل الكثير في الأخير يعملون أعمالاً تسود الوجه، كفر بعد إيمان، أعمال تسود الوجه عندما يكون قد صار يشتغل مع بني إسرائيل ألد أعداء الأمة أخبث أعداء البشرية، ثم تراه قد صار يشتغل معهم تحت أي عبارات أو تحت أي مسميات، أليست هذه قضية ملموسة؟ قد صاروا يحاولون أي توجيه من أمريكا يمشونه، مناهج [مستعدين نغير مناهج] زي معين [مستعدين زي معين] وهكذا! معناه بأنه أسوأ موقف، تنصرف عن هدى الله، ويوصلك هذا الإنصراف إلى أنك تصبح تتبنى مواقف سيئة جداً، تسود وجهك.
{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (آل عمران: من الآية106) يقال لهم يوم القيامة: {أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ} (آل عمران: من الآية 106، 107) هؤلاء الذين ساروا على هدى الله ووثقوا بأن هدى الله شامل ووثقوا بأن توجيهاته كاملة وأنه يرسم الطريقة المتكاملة التي تسمى صراطاً مستقيماً، تكون مواقفهم في الأخير مواقف تبيض وجوههم.
{وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (آل عمران: الآية107) سمى الجنة رحمة، وفي رحمته من الدنيا إلى الآخرة، أي رحمة لا يخرجون عنها من الدنيا أما الآخرة فقد هي تلك الرحمة الأبدية.
إذا واحد تأمل في مواقف الناس في الزمن هذا في مواجهة ما يحصل من جانب أمريكا وإسرائيل، ألسنا نجد فيها نحن مع قصور فهمنا كبشر أنها مواقف تسود الوجه عندما تسمع الأمريكي مُتجه، اليهود والنصارى متجهون إلى أن يخفوا كتاب الله، كثيراً من آياته من مدارس ومساجد، وعندما تسمع أنه في العراق فعلاً، في العراق قالوا بأنه نفس الحاكم الأمريكي أصدر توجيهات إلى أئمة المساجد أن لا يقرؤوا الآيات التي فيها جهاد في الصلاة، معناه أنهم قد صاروا يتحكمون في هذا الموضوع ويوجهون الناس أن يخفوا كثيراً من آيات الله ويتأقلمون معها، أليست هذه مواقف تسود الوجه؟ مواقف سيئة جداً.
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعَالَمِينَ} (آل عمران: الآية108) هذه حقائق {نَتْلُوهَا عَلَيْكَ}، ما هي مقترح من أي طرف آخر، من جهة الله سبحانه وتعالى، {بِالْحَقِّ} يعني: هي نفسها حق، وأن تتلى عليك هو حق وأن تنزل إليك حق، قضية هامة، يعني مثلما تقول تقتضي حكمته أن يوجّه بهذه التوجيهات الهامة.
{وَمَا اللهُ يُرِيْدُ ظُلْماً لِلعَالَمِيْنَ} (آل عمران: من الآية108) هذه التوجيهات الهامة من أول ما يقول لهم أن يعتصموا به يعتصموا بحبله، ويوجه كيف يكونون؛ لأنه لا يريد أن يظلم الناس، العالمين، ما بالك أولياؤه ما بالك من هم متجهون إلى أن يسيروا إلى الإلتزام بدينه {وَمَا اللهُ يُرِيْدُ ظُلْماً لِلعَالَمِيْنَ} (آل عمران: من الآية108) معناه بأنه إذا لم يكن هناك تمسك بهذه سيظلمون، وهو يعلم أنهم سيظلمون ويعلم أنهم إذا لم يتمسكوا، إذا لم يسيروا على هديه سيظلمون؛ فلهذا هداهم لأن لا يظلموا، لأنه لا يريد أن يظلموا، لكن عندما تكون أنت لا تبالي، قد رغبتك أنت أن تظلم، فهناك الله يقول: الله غني عن العالمين، هذه قاعدة تراها في كل شيء يقدم لك هو لا يريد أن تظلم، هذا هدى لك بالشكل الذي يجعلك بعيداً عن أن تظلم إذا ما هناك توجه ولا هناك اهتداء فستظلم وسيعاقبك أيضاً هو من عنده {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} (آل عمران: من الآية106).
السيد / حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه .
الدرس الرابع عشر من درو س رمضان /ص -22 – 23 .