قد يحاول البعض من الأنظمة العربية، ومن الأبواق الإعلامية التابعة لها، والمرتبطة بالأمريكي والإسرائيلي، التهويل بها على شعوبنا، والتخويف لشعوبنا من ، بالنسبة لنا في اليمن: نحن لنا تجربة مع ، والمنطقة بكلها لها تجربة، هو قد أمضى مدة رئاسة لأربع سنوات، فما الذي حققه من نجاحات؟ حَلَب بعض الأنظمة العربية، أخذ عليها مئات المليارات من الدولارات، أنهك اقتصادها، لكنه لم يحقق نتائج في أرض الواقع، لم يحسم الجبهات أبداً، لا جبهة اليمن، لا أنهى المقاومة في فلسطين، ولا في لبنان، لم ينهِ سوريا، لم ينهِ إيران، لم ينهِ العراق، ما الذي فعل؟! هو متقنٌ- هذا ما يمكن أن نشهد له به- لحلب الأنظمة العربية الحلوبة، التي تعطيه مقدرات شعوبها، وثروات أوطانها، وميزانياتها الهائلة؛ ليزوِّدها بشيءٍ من السلاح للفتن، وللاقتتال الداخلي بين أبناء الأمة، ولكن دون أن تصل إلى نتيجة.
ولــذلك بالنسبة لنا: أصلاً نحن موطِّنون أنفسنا، أنه مهما كان حجم أي تصعيد ضدنا في هذا البلد، أي عدوان يستهدفنا، أي صراع يستهدفنا؛ فلن يثنينا نهائياً عن موقفنا المبدئي الديني في نصرة الشعب الفلسطيني، لا ولا ، ولا أي مجرم في هذا العالم، يتمكن من أن يثنينا عن موقفنا الثابت، المبدئي، الديني، في نصرة الشعب الفلسطيني؛ ولـذلك الخيار الأفضل للأمريكي ولغيره، هو: وقف العدوان والحصار عن غزة، وقف العدوان على لبنان، إنهاء هذه الحروب، يقول أنه سينهي الحروب وليس سيشعلها، إذا كان صادقاً، فليوقف العدوان الذي أمريكا شريكةٌ فيه على قطاع غزة، وعلى لبنان، ولينهِ الحصار، ليكون له إنجازاً دبلوماسياً، إن أراد أن يكون له إنجاز؛ أمَّا المزيد من العدوان والفتن، فهي لن تحقق له، ولا لأمريكا بكلها، ولا لإسرائيل، ولا لبريطانيا، ولا لكل أعداء أمتنا، أهدافهم.
المعركة اليوم، يتحرك فيها من هذه الأمة أبناؤها الذين يؤمنون بالله، ويثقون به، ويتوكَّلون عليه، ويعتمدون عليه "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، ويثقون بنصره، الأمة المجاهدة من أبناء أمتنا الإسلامية، التي هي اليوم تخوض المعركة في مواجهة العدو الإسرائيلي وشركائه، هي الأمة التي تثقفت بثقافة القرآن الكريم، فلا تخشى إلَّا الله، ولا ترهب سواه، ولا تكترث، ولا تنحني أمام أي طاغيةٍ في هذا العالم، مهما كان طغيانه، مهما كان إجرامه، مهما كان جبروته {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}.

كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي
حـــول آخـــر التطـــورات والمستجـــدات الأسبوعيـــة
الخميس 5 جماد الأول 1446هـ 7 نوفمبر 2024