موقع أنصار الله - فلسطين – 28 محرم 1447هـ
طالبت أكثر من 100 منظمة إنسانية عالمية الحكومات حول العالم بالتحرك الفوري لفتح جميع المعابر البرية مع قطاع غزة، واستعادة التدفق الكامل للغذاء والمياه النظيفة، والإمدادات الطبية، ومستلزمات الإيواء والوقود عبر آلية مبدئية، تقودها الأمم المتحدة، وإنهاء الحصار، والموافقة على وقف إطلاق نار فوري.
وتأتي هذه المطالبات، بعد مرور شهرين بالتمام على بدء عمل مخطط "مؤسسة غزة الإنسانية" الخاضعة لسيطرة العدو الصهيوني.
وقالت المنظمات، في بيان مشترك: "أصبح عمال الإغاثة أنفسهم يقفون في طوابير الطعام، معرضين لخطر إطلاق النار فقط لإطعام أسرهم، بينما يتسبب حصار الحكومة الإسرائيلية في تجويع سكان غزة".
وتشهد هذه المنظمات تدهور صحة زملائها وشركائها أمام أعينهم مع نفاد الإمدادات تمامًا.
ويتحدث أحد ممثلي الوكالات: " السؤال الذي يتكرر كل صباح، في غزة: هل سأتمكن من تناول الطعام اليوم؟".
وأشارت المنظمات إلى أن حدوث المجازر في مواقع توزيع الطعام بغزة أصبح بشكل شبه يومي.
ووفقًا للأمم المتحدة، حتى 13 تموز/يوليو الجاري "تم قتل 875 فلسطينيًا أثناء بحثهم عن الطعام، بينهم 201 شخص على طرق المساعدات والباقي في نقاط التوزيع، وتم جرح الآلاف".
وقالت المنظمات إن الأطنان من الغذاء والمياه النظيفة والإمدادات الطبية ومواد الإيواء والوقود تتكدس في المخازن خارج غزة وفي داخلها أيضًا دون توزيعها، حيث يتم منعها من الوصول إليها أو إيصالها.
وأكدت أن القيود والتأخيرات والتجزئة المفروضة من قبل الحكومة الإسرائيلية ضمن حصارها الكامل، خلّقت حالة من الفوضى والجوع والموت.
وأضافت أن الأطباء يبلغون عن معدلات غير مسبوقة من سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال وكبار السن، وتنتشر أمراض، مثل: الإسهال الحاد، الأسواق فارغة.
وأشارت إلى أن القمامة تتراكم، والكبار يتساقطون في الشوارع من الجوع والجفاف، ولا يتجاوز متوسط عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة 28 شاحنة يوميًا، وهو عدد غير كافٍ لأكثر من مليوني شخص، كثير منهم لم يتلق أي مساعدة منذ أسابيع.
وشددت على أن النظام الإنساني الذي تقوده الأمم المتحدة لم يفشل، بل تم منعه من العمل، إذ تمتلك الوكالات الإنسانية القدرة والإمدادات للاستجابة على نطاق واسع، لكن لا يمكننا الوصول إلى المحتاجين بما في ذلك فرقنا المتعبة والجائعة بسبب منع الوصول.
وتابعت في بيانها "في 10 تموز، أعلنت إسرائيل والاتحاد الأوروبي عن خطوات لتوسيع نطاق المساعدات، لكن هذه الوعود بالتقدم تبدو جوفاء في ظل غياب أي تغيير حقيقي على الأرض".
وأردفت "كل يوم يمر دون تدفق مستمر للمساعدات يعني مزيداً من الوفيات، نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها، والأطفال يجوعون في انتظار وعود لا تتحقق".
وأوضحت أن الفلسطينيين يعيشون في حلقة من الأمل والانكسار، وينتظرون المساعدات ووقف إطلاق النار، ليستيقظوا على ظروف أسوأ، وليس العذاب جسديًا فحسب، بل نفسي أيضًا.
وشددت على أن البقاء أصبح يُلوَّح كسراب بعيد، ولا يمكن للنظام الإنساني أن يعمل على أساس وعود كاذبة، ولا يستطيع العاملون الإنسانيون العمل في جداول متغيرة أو انتظار التزامات سياسية تفشل في توفير الوصول إليها.
وأكدت على ضرورة أن تتوقف الحكومات عن انتظار الإذن للتحرك، فلا يمكننا الاستمرار في التعلق بأمل أن الترتيبات الحالية ستنجح، فقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات حاسمة.
وطالبت بوقف إطلاق نار فوري ودائم؛ رفع جميع القيود البيروقراطية والإدارية؛ فتح جميع المعابر البرية؛ ضمان الوصول إلى جميع أنحاء غزة؛ رفض نماذج التوزيع الخاضعة للسيطرة العسكرية؛ استعادة آلية إنسانية مبدئية تقودها الأمم المتحدة، ومواصلة تمويل المنظمات الإنسانية المحايدة والمبدئية.
وقالت "يجب على الدول اتخاذ تدابير ملموسة لإنهاء الحصار، مثل وقف نقل الأسلحة والذخيرة".
ونوهت إلى أن الترتيبات المجزأة واللفتات الرمزية، مثل: الانزال الجوي أو صفقات المساعدات المعيبة، ليست سوى غطاء للتقاعس عن العمل، ولا يمكنها أن تحل محل الالتزامات القانونية والأخلاقية للدول في حماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان وصول المساعدات بشكل فعّال، يمكن للدول ويجب عليها إنقاذ الأرواح قبل ذهاب من يمكن إنقاذه
وتحدث عامل إغاثة يقدم الدعم النفسي عن التأثير المدمر على الأطفال: "الأطفال يقولون لآبائهم إنهم يريدون الذهاب إلى الجنة، لأن الجنة فيها طعام على الأقل."