موقع أنصار الله - متابعات – 29 محرم 1447هـ

تجدّدت الاشتباكات بين كمبوديا وتايلاند على حدودهما المتنازع عليها، ما أسفر عن مقتل مدني تايلاندي وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل، وفق ما أعلنت بانكوك، في أخطر تصعيد عسكري بين البلدين منذ قرابة 15 عاماً.

وأعلن الجيش التايلاندي أنه نفّذ اليوم ضربات جوية بطائرات من طراز "إف-16" استهدفت موقعين عسكريين داخل الأراضي الكمبودية، رداً على إطلاق صاروخين من طراز "بي إم-21" من الجانب الكمبودي، تسببا في إصابة ثلاثة مدنيين في قرية حدودية بمحافظة سورين جنوب شرق البلاد.

من جهته، أعلن مكتب رئيس الوزراء التايلاندي مقتل مدني تايلاندي في قصف مدفعي كمبودي، موضحاً أن "قذيفة مدفعية أصابت منزلاً في محافظة سورين، ما أدى إلى مقتل رجل وإصابة طفل يبلغ من العمر خمس سنوات بجروح خطيرة، إضافة إلى جريحين آخرين".

وشهدت منطقة المعبدَين القديمين العائدين إلى فترة أنغكور التاريخية، في محافظة سورين التايلاندية ومقاطعة أودار مينتشي الكمبودية، تبادلاً لإطلاق النار بين قوات البلدين صباح اليوم، بحسب مصدر حكومي كمبودي تحدّث إلى وكالة "فرانس برس".

وتبادلت وزارة الدفاع الكمبودية والجيش التايلاندي الاتهامات بشأن المسؤولية عن التصعيد. وقالت الناطقة باسم وزارة الدفاع الكمبودية، مالي سوتشيتا، إن "الجيش التايلاندي انتهك سيادة كمبوديا بهجوم مسلح على قواتنا"، مؤكدة أن "الرد جاء في إطار الدفاع المشروع عن النفس، وفق القانون الدولي". كما أعلنت كمبوديا خفض العلاقات الدبلوماسية مع تايلاند إلى "أدنى مستوى".

بدورها، اتهمت تايلاند كمبوديا باستخدام طائرة مسيّرة في الموقع المتنازع عليه، مشيرة إلى أن ستة جنود كمبوديين مسلحين اقتربوا من سياج شائك، رغم تحذيرات الجيش التايلاندي لتفادي الاشتباك.

وأوصت الحكومة التايلاندية مواطنيها في كمبوديا بمغادرتها "في أقرب وقت ممكن"، كما طردت السفير الكمبودي واستدعت مبعوثها في بنوم بنه، وذلك بعد إصابة جندي تايلاندي إثر انفجار لغم أرضي على الحدود، اتهمت تايلاند كمبوديا بزرعه.

من جهته، دعا رئيس الوزراء التايلاندي بالإنابة، فومثام ويتشاياتشاي، إلى "إدارة حذرة" للوضع، مشدداً على ضرورة احترام القانون الدولي وحماية السيادة الوطنية. في المقابل، أعلن رئيس الوزراء الكمبودي، هون مانيت، فرض الخدمة العسكرية الإلزامية بدءاً من عام 2026، لمدة عامين، على جميع الشباب بين 18 و30 عاماً.

ويعود آخر تصعيد كبير في المنطقة الحدودية بين البلدين إلى الفترة بين 2008 و2011، خلال نزاع حول معبد "برياه فيهيار"، ما أدى حينها إلى مقتل 28 شخصاً على الأقل ونزوح عشرات الآلاف.