موقع أنصار الله - متابعات – 1 صفر 1447هـ

في اكتشاف علمي جديد، أظهرت دراسة بريطانية واسعة النطاق أن عصير الشمندر الغني بالنترات يمكن أن يسهم في خفض ضغط الدم لدى كبار السن، وذلك عبر تغييرات محددة في تركيبة البكتيريا الطبيعية في الفم، المعروفة باسم “الميكروبيوم الفموي”.

ميكروبيوم الفم.. أكثر من مجرد بكتيريا

الميكروبيوم الفموي هو مجتمع معقّد من الكائنات الحية الدقيقة، بما في ذلك البكتيريا والفطريات والفيروسات، التي تعيش بشكل طبيعي في تجويف الفم. ويغطي هذا النظام الحيوي مختلف مناطق الفم مثل اللسان، اللثة، الأسنان، والخدين، ويشكّل خط الدفاع الأول ضد الميكروبات الضارة التي قد تدخل الجسم.

الدراسة الأضخم من نوعها

أجرى الباحثون في جامعة إكستر البريطانية الدراسة بالتعاون مع المعهد الوطني للبحوث الصحية، ونُشرت النتائج في مجلة Free Radical Biology and Medicine في 3 يوليو/تموز الجاري.

وشملت الدراسة 75 مشاركاً، مقسمين إلى مجموعتين: الأولى تضم بالغين دون سن الثلاثين، والثانية تضم كباراً في السن تتراوح أعمارهم بين الستينات والسبعينات. تناولت كل مجموعة عصير الشمندر الغني بالنترات مرتين يومياً لمدة أسبوعين، ثم تناولت لاحقاً نسخة وهمية من العصير خالية من النترات.

النتائج: انخفاض ملحوظ في ضغط الدم وتغيرات ميكروبيومية

أظهرت النتائج أن كبار السن الذين تناولوا عصير الشمندر سجلوا انخفاضاً ملحوظاً في ضغط الدم، مقارنة بفترة تناول العصير الوهمي. كما رصد الباحثون تغيرات جوهرية في تركيبة الميكروبيوم الفموي، أبرزها انخفاض في مستويات بكتيريا بريفوتيلا الضارة، وزيادة في نمو بكتيريا نيسرية، المعروفة بفوائدها الصحية.

وفي المقابل، لم تُلاحظ هذه التحسينات في ضغط الدم لدى المشاركين الأصغر سناً، ما يشير إلى أن كبار السن أكثر استفادة من هذا النوع من المكملات الغذائية.

النترات.. مفتاح التحوّل

النترات هي مركبات طبيعية توجد بكميات كبيرة في الخضروات الورقية مثل الشمندر، السبانخ، الجرجير، الكرفس، الشمر، والكرنب. وعند تحويلها داخل الجسم إلى أكسيد النيتريك، تساهم في توسيع الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم، ما يساعد في خفض ضغط الدم وتنظيمه.

غير أن هذا التحوّل يعتمد بدرجة كبيرة على وجود بكتيريا فموية مفيدة، والتي قد تقل مع التقدم في العمر أو بسبب أنماط الحياة غير الصحية.

تصريحات الباحثين

قالت البروفيسورة آني فانهاتالو، المؤلفة الرئيسية للدراسة:

“كبار السن ينتجون كميات أقل من أكسيد النيتريك، ويعانون عادة من ارتفاع ضغط الدم. لذا فإن تشجيعهم على تناول الخضراوات الغنية بالنترات يمكن أن يكون له تأثير وقائي مهم”.

أما البروفيسور آندي جونز، المشارك في إعداد الدراسة، فأكد أن:

“الأطعمة الغنية بالنترات لا تساهم فقط في خفض ضغط الدم، بل قد تقلل أيضاً من الالتهابات عبر تحسين توازن ميكروبيوم الفم”.

الخطوة التالية: دراسات أوسع

مع أن نتائج الدراسة مبشرة، إلا أن الباحثين يشددون على ضرورة إجراء دراسات أوسع نطاقاً لاستكشاف تأثير عوامل مثل الجنس، نمط الحياة، والنظام الغذائي في استجابة الجسم لمكملات النترات.

عصير الشمندر الغني بالنترات يمكن أن يخفض ضغط الدم لدى كبار السن.

التأثير ناتج عن تحسين تركيبة الميكروبيوم الفموي وزيادة إنتاج أكسيد النيتريك.

الفئة العمرية الأكبر استفادت بشكل ملحوظ، بينما لم تظهر نتائج مماثلة لدى الشباب.

يمكن تعويض الشمندر بخضروات غنية بالنترات مثل السبانخ والجرجير.

الخبراء يشجعون على دمج هذه الأطعمة في النظام الغذائي، لا سيما مع التقدم في السن.

إذا كنت تبحث عن وسيلة طبيعية لدعم صحة القلب وتنظيم ضغط الدم مع التقدم في العمر، فقد يكون كوب من عصير الشمندر بداية جيدة.