المتأملُ لمنهجية وحركة الإمَـام زيد بن علي -عليهما السلام- فيما وصلنا نجدُ تطابُقًا كامِلًا بينه وبين منهجية وحركة السيد عبدالملك الحوثي -سلام الله عليه-.

ولا عجب في ذلك؛ فكلاهما ينتميان لمدرسة واحدة (مدرسة القرآن الكريم).

وانبثق نورُهما من مشكاة واحدة (مشكاة الرسول صلى الله عليه وآله) وهما ذرية واحدة بعضها من بعض؛ فالإمَـام زيد حفيد الإمام الحسين -عليه السلام- والسيد الحوثي حفيد الإمام الحسن (ابنا الإمام علي وفاطمة عليهم جميعًا سلام الله).

ومن هنا سأختار مقتطفاتٍ لمنهجية وحركة الإمَـام زيد وأقارنها بحركة السيد الحوثي لنفهم من واقع عملي مفهوم الانتماء الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف وذلك كالتالي:-

- عندما وجد الإمَـام زيد أن الدينَ الإسلامي يعاني انحرافًا وضلالًا في ظل قيادة بني أمية ممثلًا بالفاسق الفاجر هشام بن عبدالملك فلم يسكت، منطلقًا من أعظم رؤية دينية قيلت وهي: (واللهِ لا يدعني كتابُ الله أن أسكت) فتحَرّك وفقًا لهذه الرؤية، وهذا ما وجدناه عليه السيد عبدالملك الحوثي عندما رأى كيف أصبح وضعُ الأُمَّــة الإسلامية خَاصَّة في فلسطين فتحَرّك وفقًا لنفس المنهجية بأن القرآن وتوجيهاته لا يدعُه أن يسكت ولم يسكت بل تحَرّك وما زلنا نراه اليوم متحَرّكًا وسيستمر حتى يصلَ إلى جده المصطفى محمد -صلى الله عليه وآله- وهو غيرُ مستحٍ بأنه لم يأمر بمعروف ولم ينهَ عن منكر (وهذه النقطة الثانية في منهجية الإمَـام زيد).

- من منهجية الإمَـام زيد (البصيرةَ البصيرةَ ثم الجهاد) وهكذا تحَرّك الإمَـام زيد ونرى اليوم الكم الهائل من البصيرة التي يغدقُها علينا السيد في كُـلّ مناسبة بل في كُـلّ أسبوع منذ طوفان الأقصى وأعظم مصادر البصيرة هو القرآن الكريم وربطها بالجهاد الذي أَيْـضًا نرى اليوم كيف يمثّل اليمن بقيادته أعظمَ مستويات الجهاد منذ بداية هذه المسيرة وحتى اليوم وببصيرة.

ولأنَّ البصيرةَ أَسَاسُ الجهاد نرى اليوم الاستمرارية والانتصار والتصاعد في الجهاد في يمن الإيمَـان والحكمة.

- من منهجية الإمَـام زيد (واللهِ ما كره قومٌ قَطُّ حَرَّ السيوفِ إلَّا ذَلُّوا) وَ(من أحبَّ الحياةَ عاش ذليلًا) وهكذا كان الإمام عزيزًا بحمله للسلاح متلذذًا بحَرِّ القتال ضد الطغاة وكل من ترك السيف حُبًّا للحياة عاش ذليلًا ومات ذليلًا وسيُبعَثُ ذليلًا؛ ولأن السيد ضمن مسار آل البيت العظماء الأعزاء نرى اليوم اليمن كيف يعيشُ عزةً وحرية وكرامة، مقتبسين من عزة السيد الحوثي الذي جعل الجهاد وحمل السلاح منهجيةً يومية للشعب اليمني في كُـلِّ الجبهات وبكل الأسلحة (العسكرية والإعلامية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها) والعالم كله خَاصَّةَ الأعداء يشهد على ذلك ويرانا بذلك، فكم حاول العدوُّ الأمريكي أن يستميلنا بالحياة وحبها وعروضه الترغيبية لنا مقابل أن نترك قضايا الأُمَّــة خَاصَّةً غزة وفلسطين ولكننا لم نحب الحياة بذُل بل بعزة وشرف وكرامة فوضعناهم وعروضهم تحت أقدامنا وكل من خضع لأمريكا يعيشُ اليوم ذليلًا.

وغير ذلك من تطابق كامل وشامل بينهما خَاصَّة في مقارعتهما للطغاة وَأَيْـضًا نصحهما للعلماء وتذكيرهما لهم بمسؤوليتهم في الأُمَّــة وخطورة سكوتهم عن الباطل؛ ولهذا فقد انطبق على السيد عبدالملك الحوثي كَثيرًا مما قيل في الإمَـام زيد ومنها ما يلي:-

- ما قاله الإمام محمد بن عبد الله النفس الزكية عليه السلام: (أما والله لقد أحيا زيدٌ ما دثر من سنن المرسلين، وأقام عمودَ الدين إذ اعوَجَّ، ولن نقتبسَ إلَّا من نوره، وزيدٌ إمامُ الأُمَّــة) واليوم نقول: (أما واللهِ لقد أحيا السيد عبدالملك الحوثي ما دثر من سنن المرسلين، وأقام عمود الدين؛ إذ اعوج، ولن نقتبس إلَّا من نوره،...).

- قال أبو حنيفة للفصل بن الزبير عن الإمَـام زيد: (هو واللهِ صاحبُ الحق، وهو أعلمُ من نعرفُه في هذا الزمان) وهذا ينطبقُ جملةً وتفصيلًا على السيد الحوثي فوالله إنه صاحبُ الحق وأعلم من نعرفه في هذا الزمان.

- ما قاله الحافظ سلمة بن كهيل الحضرمي: (ما رأيتُ أنطقَ لكتاب االله من الإمام أبي الحسين يعني بذلك الإمَـام زيد) وبالله عليكم هل هناك اليوم من هو أنطقُ لكتاب الله من السيد عبدالملك الحوثي.

- الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز قال عنه: (إن زيدًا لفاضِلٌ في قيْلِه ودِينه) وهذا الأمر ينطبق جملة وتفصيلًا على السيد الحوثي.

وغير ذلك من الكلام الكثير عن الإمَـام زيد -عليه السلام- يعكس مدى ارتباط السيد الحوثي بمسيرة الأنبياء والأولياء والصالحين وحسن أُولئك رفيقًا، فنحن نعيشُ اليوم مع السيد كأننا نعيشُ مع الإمَـام زيد، وما علينا إلَّا أن نجتمعَ حولَه ونناصرَه ونتحَرّكَ بتوجيهاته ونلتزمَ بالتسليم له لننجوَ في دنيانا وآخرتنا، والله وليُّ الصالحين.