الأنظمة الخليجية والدول المطبِّعة اختارت أن تكون جُزءًا من مشروع الاستباحة، متجاهلةً حقوقَ شعوبها وكرامتها، وأثبتت تجاوُزَها كُلَّ الأعراف حتى سيادة قطر، لكن اليمن سيظلّ صامدًا ولن يترُكَ غزة.

لكي يعلمَ الجميعُ نتائجَ قمة الدوحة، قام مجلس الدفاع المشترك الخليجي بتشكيل غرفة عمليات مشتركة، واتخذ عدة قرارات عملية موحَّدة بين دول الخليج والدول العربية المطبِّعة، كلها تهدف لحماية ظهر (إسرائيل) من الصواريخ اليمنية وكبح أي تهديد للكيان الصهيوني.

هذه التحَرّكات ليست دفاعًا عن الأُمَّــة أَو استقرار المنطقة، بل تحالف عملي لخدمة الاحتلال وضرب إرادَة اليمن والمقاومة؛ ما يسوّق كـ«استعداد دفاعي خليجي» هو في الحقيقة شبكة تأمين وحماية مباشرة للكيان الصهيوني.

وإليكم أبرز نتائج قمة الدوحة لمجلس الدفاع الخليجي المشترك:

- زيادة تبادل المعلومات الاستخبارية عبر القيادة العسكرية الموحَّدة

تعزيز التعاون الاستخباراتي بين دول الخليج والأنظمة المطبِّعة مع العدوّ الصهيوني، وإنشاء مركز قيادي موحَّد لتبادل المعلومات العسكرية عن اليمن ومحور المقاومة، وللتعامل مع أية تهديدات ضدّ الكيان الصهيوني.

- نقل صورة الموقف الجوي لجميع مراكز العمليات بدول المجلس

رصد وتبادل البيانات عن تحَرّكات الطائرات والصواريخ اليمنية والنشاط الجوي في المنطقة، لضمان استجابة موحَّدة وسريعة لأي تهديد يمس أمنَ (إسرائيل) أَو القواعد الأمريكية في المنطقة.

- تسريع أعمال فريق العمل المشترك لمنظومة الإنذار المبكر ضدّ الصواريخ البالستية

تطوير أنظمة دفاعية قادرة على كشف الصواريخ البالستية اليمنية مبكرًا، والتنسيق بين الدول المشاركة للتصدي لها، مع إرسال التحذيرات الفورية للكيان الصهيوني حال إطلاق أي صاروخ، بما يضمن حماية الاحتلال وإدخَال مستوطنيه إلى الملاجئ بسرعة.

- تحديث الخطط الدفاعية المشتركة

مراجعة وتطوير الخطط الدفاعية بالتعاون بين القيادة العسكرية الموحدة ولجنة العمليات المرتبطة بالكيان الصهيوني، وتدريب وتجهيز القوات، وترتيب صفوف المرتزِقة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، لضمان جاهزية تامة لتنفيذ أوامر العدوّ، ووقف أي دعم يقدمه اليمن لغزة أَو الضربات في عمق الكيان.

- إنشاء تحالف الأمن البحري بالشراكة مع بريطانيا

حماية الكيان الصهيوني من الضربات اليمنية على السفن، ورفع الحصار البحري الذي فرضه اليمن على العدوّ، وإظهار اليمن كمصدر تهديد للملاحة الدولية، ضمن محاولات لكسر قوة الردع اليمنية.

- تنفيذ تمارين مشتركة خلال الثلاثة أشهر المقبلة يتبعها تمرين جوي فعلي

اختبار الخطط الدفاعية والتنسيق الميداني بين الدول عمليًّا مع الكيان الصهيوني، بدءًا من تمارين محاكاة وُصُـولًا إلى تمارين جوية مشتركة، لضمان الجاهزية القتالية وحماية الاحتلال، واختبار عملي لحماية الكيان الصهيوني من بطش اليمن والمقاومة، وتجريب الرد السريع على أي هجوم جوي أَو بري أَو بحري ضدّ الكيان.

لكن اليمن سيُفشِلُ كُـلّ خطوة يعملها المطبعون لحماية الاحتلال، وستسقط هذه المؤامرات على رؤوسهم ولن يجنوا إلا الهلاك.

كل هذه الإجراءات ليست دفاعًا عن الأُمَّــة، بل خدمة صريحة للكيان الصهيوني الذي يشن حربَ إبادة على غزة ويواصل التوسع تحت شعار إقامة "إسرائيل الكبرى".

الأنظمة الخليجية والدول المطبِّعة اختارت أن تكون جزءًا من مشروع الاستباحة، متجاهلةً حقوق الشعوب وكرامتها، وأثبتت تجاوزها لكل الأعراف حتى سيادة قطر.

لكن اليمن لن يترك غزة، وسيواصل العمل لإيقاف معادلة الاستباحة وتحرير المنطقة من هيمنة الاحتلال والمطبّعين على حَــدّ سواء.

هؤلاء المنحطون لن ينجحوا، وإنما يقدمهم العدوُّ الصهيوني كبشَ فداء لحماية وإنقاذ نفسه من بطش اليدِ اليمنية والمقاومة. نؤكّـد له أنّه فاشل ومهزوم، وسوف يلعن نفسه في اليوم ألف مرّة، خَاصَّة في اليوم الذي أتى فيه إلى فلسطين.

اليمن سيظلّ صامدًا، والمقاومة مُستمرّة، والشعب العربي سيشهد انتصار الحق على خيانة المنحرفين.

وعد الله آتٍ لا محالة.