يبدو أن الصراعَ بين الدولتين الجارتين السعوديّة والإمارات قد وصل إلى مرحلة اللاعودة، لم يعد هنالك مجالٌ للرجوع.. فإما دُبَي وإما نيوم.

وهذا ما جعل الإماراتِ تسعى إلى تطويقِ السعوديّة بهلال إماراتي يمتدُّ نزولًا من الإمارات إلى سواحل وجزر اليمن في البحرين الأحمر والعربي ومُرورًا بسواحل الصومال وجيبوتي وأريتيريا والسودان ووُصُـولًا إلى السواحل المصرية المقابلة لنيوم في رأس الحكمة والعريش.

السعوديّة بدورها أدركت هذا أخيرًا الأمرَ الذي جعلها تتحَرَّكُ للتصدي للإمارات أولًا في السودان خَاصَّة بعد أن تحصلت على دعم أمريكي لذلك.

الإمارات لا زالت تقاوم هنالك.

طيب.

إذا نجح «ابن سلمان»، وبدعم أمريكي، في تحييدِ وإزاحة الإمارات عن المشهد السوداني، فمن المؤكَّـد أن المواجهة القادمة بينهما ستكون في اليمن.

وهذا بالضبط ما بدأ يلوحُ في الأفق من خلال قيام الإمارات بالإيعاز إلى بعض أدواتها في اليمن بالتحَرّك نحو حضرموت سعيًا منها لتقويض النفوذ السعوديّ هناك.

إذا نجح ابن زايد في ذلك؛ فهذا يعني أن الأيّام القادمة ستشهد تصعيدًا خطيرًا بينهما في اليمن وفي سائر المنطقة تتساقطُ وتحترقُ فيه جميعُ الأوراق تباعًا حتى لا يبقى هنالك سوى صنعاء ورقة رابحة.

الشاطر منهما، بصراحة، من سيسبق الآخر إلى صنعاء ويكسب هذه الورقةَ الرابحة الوحيدة، والتي سيكون لها الكلمةُ الفصل في حسم نتيجة هذا الصراع، وأظنَّ السعوديّة هي الأقرب إلى ذلك لو تحلت فقط بقدر كبير من الحكمة والحنكة في آن معًا.