زيارة الأقصى تحت رحمة الاحتلال.. تطبيع لا يغتفر
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية ||وكالة القدس للأنباء
لا يختلف إثنان على تعريف ماهية “التطبيع”، باعتباره إقامة علاقات رسمية وشعبية، سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية واستخباراتية مع الكيان الصهيوني، فكل الأمور التي تدل على التطبيع واضحة ولا اختلاف فيها. لكن هناك بعض الدول والأفراد نقدوا عهد عروبتهم وطعنوا قضية فلسطين في الظهر، واعتبروا ان التطبيع وجهة نظر، وعملوا على مدار السنوات ليصبح التطبيع علنياً بعد ما كان سراً وبالخفاء.
القاعدة تقول، إن كل عبور للأرض الفلسطينية عبر العدو “الإسرائيلي”: أذوناته وحواجزه وختمه ووساطته، هو تطبيع علني. ولا تخرج عن هذا التحديد الواضح زيارات الأشخاص والوفود التي تتم بدعوة من سلطة الحكم الاداري الذاتي الفلسطينية، ومؤسساتها، التي تحتاج هي نفسها بكبار موظفيها وصغارهم إلى “تصاريح” الاحتلال للخروج والدخول الى الأراضي المحتلة، وحتى الانتقال من مدينة إلى أخرى في الضفة المحتلة، التي تقطع أوصالها المستوطنات والحواجز الأمنية التي تعد بالمئات.
وفي هذا الإطار، دعا الحبيب علي الجفري، الداعية اليمني، شيخ الأزهر الشريف لزيارة المسجد الأقصى، كما وجَّه الدعوة للمسلمين كافة فى كل بقاع الأرض، موضحًا أن سبب الزيارة لا يعد تطبيعا مع الكيان الصهيوني، مؤكدا أن التطبيع هو “أن يُترك المسجد الأقصى هكذا مكانا لحاخاماتهم ويُحرم منه المسلمون”.
وقد أيد هذه الدعوة، الداعية المصري السيد شلبى، الذي اعتبر زيارة الاراضي الفلسطينية المحتلة والقدس تحديدا، “نوع من الردع الناعم للكيان الصهيوني”.
وفي المقابل، أكد محمد بسيوني، أمين عام “حزب الكرامة” المصري، رفضه لأية زيارة للمسجد الأقصى لأنه ليس تحت السيادة الفلسطينية، موضحا أن الزيارة سيستفيد منها الكيان الصهيوني، داعيا شيخ الأزهر الشريف بإصدار بيان يوضح موقف المؤسسة الدينية، بالإضافة إلى قيام شيخ الأزهر بإلقاء خطبة للشعب العربي عامة والمصري خاصة لهزّ الكيان الصهيوني، موضحا أن مثل هذه الاعتداءات ما هي إلا وحشية من قبل العدوان الصهيوني.
كما أكد مدحت الزاهد، القائم بأعمال رئيس “حزب التحالف الشعبي”، رفضه لدعوة الحبيب علي الجفري، لشيخ الأزهر بزيارة القدس، باعتبار أن هذا نوع من التطبيع مع “إسرائيل”، داعيا شيخ الأزهر بأداء صلاة الجمعة في الميادين العامة تضامنا مع الفلسطينيين.
وأوضح أن الرئيس السابق السادات صلى في القدس وماذا حدث بعدها؟ استمرت سياسة تهويد القدس، موضحا أن على شيخ الأزهر مناشدة الأمة الإسلامية تنظيم حملة عقوبات ضد “إسرائيل”، وأن يجتمع العالم والحكومات العربية على معاقبة الكيان الصهيوني.
كذلك، رفض عدد من شيوخ الأزهر والقساوسة، زيارة المسجد الأقصى المبارك، ما دام تحت وطأة الاحتلال “الإسرائيلي”، معتبرين ذلك نوعا من التطبيع واعترافا بسيادة “إسرائيل” على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجاء في مقدمة هؤلاء الشيخ عبدالحليم محمود، والشيخ جادالحق والشيخ محمد سيد طنطاوي شيوخ الأزهر السابقين، والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الحالي، والشيخ نصر فريد واصل مفتى الجمهورية السابق، والبابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، والمطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس.
وقال الداعية الإسلامي خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إنه إذا اتفق أبناء الأمم المتحدة واشترك معهم أبناء المريخ وبلوتو وعطارد على تطبيع العلاقات العربية مع “إسرائيل” وهي سارقة للمسجد الأقصى فلن يتم ذلك.
وأضاف الداعية الإسلامي، خلال تقديمه برنامج “لعلهم يفقهون”، المُذاع عبر فضائية “DMC”، أنه لن يتنازل مسلم عن ذرّة تراب من المسجد الأقصى.