أمريكا تدشّنُ مشروعَها الاستعماري في اليمن
موقع أنصار الله ||مقالات || زيد البعوة
قبل أيامٍ سمعنا خبراً عن مسلحين مجهولين قاموا بتفجير أنبوب نفط في شبوة ، استغرب الناسُ لعدة أسباب، أولها لماذا تفجير أنبوب نفط في شبوة وهي إحدى المحافظات التي تسيطر عليها ما تسمى بالشرعية وتحت حماية دول العدوان ثم لمصلحة من؟ لكن لم يمر يومان على الخبر حتى سمعنا خبر سيطرة قوات أمريكية وإمارَاتية على حقول النفط في شبوة وفي اليوم الثاني سمعنا عن مداهمات الأمريكيين لمنازل المواطنين في شبوة، ومن هنا عرفنا لماذا كان التفجير السابق ولمصلحة من، طبعاً لمصلحة أمريكا والذي هو معروف عنها دائماً انها لا تقدم على أية خطوة استعمارية إلّا وقد سبقها عمليات تبرير وحجج مثل مكافحة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين وحماية مصالحها، ومن هذا القبيل، لكن هذه المرة سيطرت على النفط اليمني كما سيطرت على النفط العراقي من قبل، وهل فعلت ذلك لمصلحة اليمنيين أم لحمايته منهم أم ماذا؟ أم من أجل أن تستثمره وتودع الأرباح والواردات في بنك الشعب اليمني؟ لا هذا ولا ذاك بل جاءت لتنهب ثروة اليمن النفطية وتسلبهم أموالهم وحقوقهم باسم الشرعية..
ثم لم نلبث في اليوم التالي إلّا وقد طالعتنا قناة الميادين بخبر أكثر أهميةً مفادُه (مصادر خَاصَّة للميادين: معلومات عن وصول قوة عسكرية أميركية إلى مطار شركة “بترومسيلة” في سيئون بحضرموت شرق اليمن)، وأخبار أُخْرَى تداولتها بعض المواقع عن وصول قوات أمريكية إلى مأرب، لا تختلف هذا الأخبار عن خبر سيطرة القوات الأمريكية على النفط في شبوة، ولكن هذه المرة وصول قوات أمريكية إلى حضرموت ومأرب من أجل ماذا؟ هل لبناء قواعد عسكرية هناك؟ أم لتعزيز قواتها في شبوه؟ أم أن بقية المصافي النفطية اليمنية والموانئ والجزر وغيرها من المواقع الجغرافية الاستراتيجية في الجنوب والمناطق اليمنية ستكون في قبضة الأمريكيين؟ هذا ما ستكشفه المرحلة المقبلة..
لقد بات واضحاً وجلياً أن أمريكا ودول العدوان يسعون إلى بسط نفوذهم وتواجدهم في الأماكن الجغرافية المهمة في الجنوب وَأن ذريعة عدوانهم على اليمن الذي كانوا يقولون إنه من أجل إعادة الشرعية ومحاربة المد الإيراني وغيرها من المبررات الواهية والكاذبة أَصْبَحت مجرد وهم وكذب وَأن الحقيقة التي علينا أن ندركها جميعاً في الجنوب والشمال هي أن دول العدوان تسعى اليوم لنهب ثروة اليمن واستعماره واحتلال أرضه ومقدراته وبناء قواعد عسكرية أجنبية على تراب وطننا الحبيب وهذا واضح ولا يحتاج إلى تَحَرٍّ وبحوث، فدول العدوان تعيش اليوم مرحلةَ تقسيم ومحاصصة للأراضي اليمنية، الإمارَات تسيطر على سقطرى وميون، وأمريكا تسيطر على النفط في شبوة وترسل المزيدَ من قواتها إلى حضرموت، والسعودية اللهُ أعلم فيما تطمح وعلى ماذا تريد بسط نفوذها من الأراضي اليمنية..
لقد كشفت الأقنعةُ واكتشفت الحقيقة وأَصْبَح الوضع بين أيدي الجميع من أبناء اليمن في الشمال والجنوب، فالخطر علينا جميعاً فقد وضعنا الغزاة والمحتلون بين خيارين إما القبول بالواقع والصمت أَوْ التحرك الجاد والمسؤول لطرد المستعمرين، ونحن معنيون بتحرير كُلّ شبر من بلدنا واستعادة جزرنا وحقوقنا وثرواتنا ومواقعنا العسكرية قبلَ أن نصبح ضحية جهلنا ونزواتنا، فالعدو لن يكتفيَ بالمال والثروة والقواعد والمعسكرات، بل سوف يسعى بعد ذلك إلى فرض وصايته علينا سياسياً وعسكرياً واعلامياً وحتى ثقافياً ودينياً، وما علينا كشعب يمني صمد أكثر من عامين في مواجهة العدوان إلّا مواصَلة مشوارنا التحرري الثوري لكي نحميَ أنفسنا ونحمي بلدنا ونصلَ إلى غايتنا التي هي الحرية والاستقلال، وفوق هذا كله يرضى اللهُ عنا ويؤيدنا وينصرنا على هؤلاء المعتدين، وما ذلك على الله بعزيز.