في حضرة المصطفى

موقع أنصار الله || أدب وشعر ||  إبراهيم الديلمي

مقامكَ في الخلائق لايضاهى

بهِ الإعظام منتصباً تباهى

 

مقامكَ تحت عرش اللهِ ضوءٌ

رقى سبعاً فأشرق من عُلاها

رسولاً للأنام بدين حقٍ

وقد بلغت ضلالتهم ذُراها

إليهِ الله بالآيات أوحى

فما اختلفت على بشرٍ تلاها

وما فُرضت شريعتهُ بسيفٍ

على أحدٍ أو انفصمت عراها

محمدٌ اسمهُ، قمر ٌمنيرٌ،

يقينٌ، قط ما احتمل اشتباها

يتيم الوالدين، أبو السجايا،

وكنز المكرمات ومرتقاها

مبيدُ الجاهلية إذ تفشت

وأفشت في الورى ردحاً أذاها

فما باتت تذودُ الشركِ إلا

 

وقد سقطت وقد خارت قواها

وقالت نشوة الأقدار زهواً:

وقد أروت من البشرى ظماها

محمدُ شمس هذا الكون شَعتْ

أشعتها فلم نبصر سواها

تجلت فاعترى الأفلاكَ نبضٌ

سماويٌ يبرعم محتواها

محمدُ سيد الكونين طراً

ومختار السماء ومصطفاها

محمدُ واحة الصحراء خضرٌ

خمائلها وشلالٌ نداها

محمدُ ذاتهُ الشماءُ نورٌ

بهِ الأرواح قد بلغت مُناها

بهِ كل العصور أحطن علماً

ومنهُ إليهِ قد مدت مداها

تلقتهُ الملائكُ بافتخارٍ

لتغزل من مبازغهِ كِساها

ختامُ المرسلين فداكَ روحي

لأنكَ من رحيقكَ من سقاها

لأنكَ قد سموتَ فما الثريا

وما بدءُ السماءِ ومنتهاها

وما التاريخ أن لم يقض حجاً

 

إليكَ لرفعةٍ منكَ اقتضاها

لأنكَ سيدي وأبي وأمي

وفيكَ عواطفي غنت هواها

أهندم فيكِ أشعاري حبيباً

تخذتكَ لي وللشعر اتجاها

أبا الأيتام والأحرارِ خذها

قصيدةَ عاشقٍ منكَ استقاها

أتيتَ من النجاةِ فكنتَ غيثاً

يصبكَ من سحائبها رجاها

لقد حيرتني في الوصفِ مدحاً

وحيرت المشاعر والشفاها

فكيف بما احتويت أنالُ علماً

وأبلغُ روحكَ الزاهي ضُحاها

صفاتكُ واسعات الحد يبدو

لمادحها بلا حدٍ فضاها

أمثلكَ كائنٌ في الخلق؟! حاشا

فعينُ الدهر لم تر مثل طه

ولدتَ مطهراً من كل رجسٍ

فطبتَ أرومةً وعلوتَ جاها

أميناً، صادقاً، عفاً، كريماً،

رحيماً، كم من الشيمِ اقتناها

محمدُ؟ كم قد استوفى خصالاً؟

 

وكم أعطتهُ في فرحٍ يداها

محمدُ سيدٌ وربيبُ مجدٍ

ودوحةُ محتدٍ عالٍ نقاها

محمدُ كعبة الإيمان طافت

ملائكة السماء على حماها

محمدُ لا تسل من كان هذي

مكارمهُ تشد الانتباها

وهذا نهجهُ دينٌ قويمٌ

قواعده قد اكتملت بُناها

محمدُ، خير من صلى وزكى

وكان أشدَ من عرفَ الإلهَ

هدىً للعالمين أتى بدينٍ

شريعتهُ سماويٌ هُداها

أتى فتقدستْ لله أرضٌ

وعاد لطلعة الدنيا بَهَاها

محمدُ للورى شرفٌ عظيمٌ

أتى يعلي الضمائرَ والجباها

محمدُ مالكُ الأرواح عشقاً

ومن شَغَفَ القلوب ومن سباها

ومن بالمؤمنين مضى بعزمٍ

ولم يرهب قريشاً أو عماها

رسالتهُ صراطٌ مستقيمٌ

 

جليٌ للمدارك مبتغاها

نقيٌ كنهها، والحق فيها

وباطلةٌ جميعاً ما سواها

سمت بجماله الأخلاقُ حتى

غدا دون البرية مقتداها

محمدُ رحمة الجبارِ عطفاً

لكل الخلق أرسل مجتباها

محمدُ من محا الظلم انحرافاً

و شيد للعدالة ملتجاها

محمدُ رفعة الإنسان تغدو

به الأفكار دانيةً جناها

محمدُ ثورة التوحيد قامت

على الأصنام فانتصرت رؤاها

وما ضلت عن الله اعتقاداً

مبادئها أو انحرفت خطاها

محمدٌ الهدى والحق ألقتْ

كبار المعجزات له عصاها

له الإسراءُ والمعراجُ حقٌ

لهُ القرآنُ آياتٌ وعاها

لهُ القمرُ المنيرُ أنشقَ وجهاً

وأظهرَ آيةً لمن ابتغاها

لهُ في بدرٍ الكبرى خطابٌ

 

لقتلاها أما ذُقتم رداها

وأنى للمدينة تاجُ عزٍ

وهذا النورُ يشرق في رباها

بمكة لم يزل عنوان فخرٍ

وبابَ سعادةٍ لمن اشتهاها

عليه وآله والصحب صلى

إلهُ الخلق تعظيماً قضاها

قد يعجبك ايضا