تحرير مطار “أبو الظهور”: الأهميّة الاستراتيجية والاحتمالات المفتوحة

موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || الوقت التحليلي

نجح الجيش السوري وحلفائه، امس السبت، في بسط سيطرتهم بشكل كامل على مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب) شمالي غربي البلاد (، حيث تتواصل المعارك بالقرب من أبو الظهور لبسط السيطرة على محيطه.

 

وذكرت وكالة “سانا”، أن وحدات من الجيش بالتعاون مع القوات الرديفة نفذت خلال الساعات القليلة الماضية عمليات خاطفة ضد مسلحي “جبهة النصرة” والزمر المتحالفة معه في ريف إدلب الجنوبي الشرقي.

 

وأضافت الوكالة أن قوات الجيش استعادت السيطرة على قرى ” الجعكية – حميدية شداد – الحميدية – المزيونة – أم تينة – العلية – ام وادي – تل سلمو جنوبي-تل سملو شمالي -رسم عابد -البويطة -الدبشية – زفر صغير – زفر كبير”، بريفي إدلب الجنوبي الشرقي وحلب الجنوبي المتداخلين فيما بينهما.

 

وتمكن الجيش والحلفاء أيضا من حصار المسلحين في جيب تبلغ مساحته أكثر من 1100 كم مربع، يمتد من جنوب شرق خناصر في ريف حلب، إلى غرب سنجار في ريف إدلب، وصولا لشمال السعن بريف حماه.

 

وتعمل وحدات الهندسة في الجيش على تمشيط مطار وتفكيك الألغام والعبوات الناسفة.

 

الأهمية الاستراتيجية

 

يعتبر مطار أبو الضهور العسكري أحد القواعد العسكرية المهمة للجيش في الشمال السوري، وثاني أكبر قاعدة بعد مطار تفتناز العسكري، ويمتد على مساحة تقدر بـ 16 كيلومتراً مربعاً في ريف ادلب الجنوبي الشرقي. ويقع المطار شرقي مدينة سراقب، على بعد 27 كيلومتراً منها، ويحاذي بلدة أبو الظهور شرقاً. للمطار موقع جغرافي هام، يتوسط ثلاث محافظات سورية، هي حماة، وحلب، بالإضافة إلى ادلب، كما يعتبر مدخلاً إلى البادية من جهة الشرق.

 

في العام 2012، حاصرت الجماعات المسلحة المطار، قبل أن تستولي عليه في أيلول / سبتمبر من العام 2015، بعد هجوم قادته “جبهة النصرة” و”الحزب التركستاني”، مستغلة اشتداد عاصفة رملية ضربت المنطقة في حينها.

 

كل الاحتمالات مفتوحة

 

ويرى مراقبون أن السيطرة على ثاني أكبر قواعد الجيش السوري في شمال البلاد، تتيح توسيع منطقة الأمان حول محافظة حماة، وحماية مدينة حلب من جهة الجنوب، كما يبعد عن مدينة سراقب المعقل الهام للإرهابيين في الريف الادلبي حوالي 23 كلم، وبالتالي إمكانية فتح الطريق وفك الحصار عن الفوعة وكفريا.

 

وتشكّل السيطرة على المطار الذي يحوي 22 مدرج، تحولًا مفصليًا في خريطة السيطرة الميدانية، كونه يعدّ نقطة ارتكاز متقدمة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقاعدة مناسبة لانطلاق قوات الدعم وربط محاور التقدم في العمليات العسكرية المتواصلة لاجتثاث الإرهاب من ريف إدلب.

 

السيطرة على أبو الظهور تعني قطع الطريق ناريًا بين حلب-دمشق من نقطة سراقب، أي بمسافة حوالي 20 كيلومترًا، وتشير المعطيات الميدانيّة إلى أن ما بعد مطار أبو الضهور، كل الاحتمالات مفتوحة أمام الجيش السوري.

قد يعجبك ايضا