جبهات العدوان الخفية
موقع أنصار الله || مقالات || علي احمد جاحز
من الواضح ان الرئيس الصماد يسعى بجد إلى تعزيز حضور الدولة ودورها إلى جانب الشعب اليمني وهو يجسد ملحمة تاريخية فريدة في مواجهة أقسى الظروف وأشد الأزمات وأشنع حرب شنت عليه عسكريا واقتصاديا ، وذلك يظهر جليا في تحركات الرئيس وقراراته وخطاباته سيما الأخيرة منها .
تلك الروحية التي ينطلق منها الرئيس تجسد أنموذجا للمسؤولية والحرص والاجتهاد في أعلى مستوى ، وهو الأنموذج الذي كان يحلم به الناس لرجل الدولة ورأسها ، برغم أنه يتحرك في مساحة ضيقة من الخيارات في ظل الحصار الخانق والاستهداف الممنهج لكل موارد الدولة ومرتكزاتها .
لست بوارد أن أتحدث عن الرئيس ، لأن تحركاته ومواقفه وجهوده تتحدث عنه بشكل كاف ، بيد أني وضعتها كمدخل للحديث عمن يرى هذا النموذج وهذه الهمة ، ويقابلها بالإعاقة وافتعال الأزمات والتشويش وكأنه مستاء من وجود هكذا توجه في رأس الدولة ، فهناك جبهات خفية تستهدف الشعب اليمني فعلها أشد وأنكي من الجبهات النارية .
من المهم في هذا السياق أن نضع أمام أعيننا دائما حقيقة ناصعة مفادها أن ثمة شغلاً ممنهجاً يديره العدوان ومرتزقته تصل مفاعيله إلى المساس بمعيشة الناس ولقمة عيشهم، منه ما هو شغل مباشر يدار من صنعاء ومنه ما هو شغل غير مباشر يدار بالحصار والاستهداف من خارج صنعاء ، وهذه الحقيقة يجب أن تبقى عتبة الدخول لمناقشة أي جزئية من جزئيات الإشكالية الاقتصادية والمالية التي نعاني منها حاليا .
ومن هذا المنطلق فإن من يشتغل على مفاقمة الوضع الاقتصادي والإمعان في خنق الناس والمتاجرة بأرزاقهم وقوت حياتهم بأي شكل وتحت اي ذريعة ، فهو أداة من أدوات العدوان ومجند ضمن جبهاته المتعددة الوجوه ، وهدفه استثمار معاناة الناس للضغط على الدولة وعلى قيادة جبهة المواجهة ، ويستهدف بشكل مباشر جبهة الصمود المنيعة خدمة للعدوان .
ليست وجهة نظر ولا حرية أن يأتي رجل أعمال أو مسؤول حكومي أو نافذ أو تيار أو أو .. الخ ليعبث بالوضع الاقتصادي ويستخدم لوبياته وشركاته ومنظوماته التجارية في إيقاف عجلة الحياة وإثارة الرعب وسط الناس ، وبالتالي لا مبرر أمام الدولة والقيادة أن تتعاطى معه بمرونة وليونة ، ولا عذر أمام الأجهزة المعنية في أن تتصرف معه بحسم وحزم كما يتعامل أبطال الجيش واللجان الشعبية مع مقاتلي العدوان ومرتزقته في الجبهات .
وأيضا ليست وجهة نظر ولا حرية أن يأتي مسؤول او رجل أعمال او تيار في الجبهة الداخلية ليتبنى مواقف واتهامات وتلفيقات العدوان ومرتزقته حول أداء الدولة وقيادتها فيشكك ويفتري ويشوه ويكيل الأكاذيب ، فهذا النوع مجند مع العدوان ويتحرك ضمن مخططاته بل ضمن أخطر مخططاته وهي الاستهداف من الداخل ، وبالتالي لا يكفي أن يقول الرئيس الصماد عليه كاذباً وسارقاً ، بل ينبغي ان يتخذ بحقه الإجراء الحاسم والحازم انطلاقا من خصوصية المرحلة وأدبياتها الطبيعية .
كل من يعتقد أن بإمكانه أن يتحرك بأريحية باعتبار ذلك حرية ، يجب أن يصحو ويعرف شيئا واحدا مهما وهو أن قانون الحرب وطبيعتها تفرض عليه أن يختار أحد خيارين ، أما الانخراط والمشاركة بجد في تعزيز ودعم جبهة الداخل بشكل فاعل بدلا من الثرثرة والقيل والقال ، او الانخراط والمشاركة بوضوح وفاعلية في صف العدوان ومرتزقته ، غير ذلك عليه أن يلزم حدوده ويعيش مواطنا صالحا بصمت واحترام .
المرحلة لا تحتمل السكوت والمداهنة ومراعاة اعتبارات مثالية تبدو في معظمها ذات تأثيرات كارثية على تماسك الجبهة الداخلية ومتانتها .
دعونا لا نفسد الأنموذج العظيم الذي جسدناه ، فقد تجاوزنا الأصعب وبإذن الله سننتصر .