صفقة القرن.. فريق عربي نشيط لتمريرها
موقع أنصار الله || مقالات || طالب الحسني
العينُ على صفقة القرن، تصفية القضية الفلسطينية، إتمامُها يعني إلغاءَ كُلّ ما له علاقة بأرض وشعب عربي وإسْـلَامي اسمُه فلسطين ومقدّس، اسمه القدس، قد تكونُ هذه الصفقة متوقّعةً من جانب عدوٍّ تأريخي ومحتلٍّ تأريخي أَيْضاً، الصهيونية أمريكا وحارسها الإسرائيلي في المنطقة، ما يزيدُ الصفقةَ استغراباً، أن “أبطالها” وقوّادها عرب ومسلمون، أَوْ بالأصح محسوبون على العرب والمسلمين.
كوشنر وهو صهرُ الرئيس الأمريكي الأكثر تطرفاً وكراهيةً وعنصريةً، دونالد ترامب، هو مهندسُ ومسوِّقُ هذه الصفقة ومقرَّبٌ من نتنياهو ومن اللوبي اليهودي الأمريكي، وفي المقابل مقرّب وله علاقة قوية ولصيقة بمحمد بن سلمان والأمراء السعوديين وبمحمد بن زايد وفريقه في الإمارات وبأسرة آل خليفة في البحرين، هذه العلاقة أشاد بها محمد بن سلمان في مقابلته الأخيرة مع القناة الأمريكية CBS، في المحصّلة نحن نتحدث هنا عن فريقٍ يعمل لتمرير صفقة القرن.
لن نأتيَ على ذكر الإعلام السعودي الإماراتي الذي يسوّق بأن التطبيعَ بل والشراكة مع كيان العدو الإسرائيلي أمرٌ في غاية البساطة وعاديٌّ جداً ومشروعٌ، في المقابل يضع حركة حماس المقاومة وحركة الجهاد المقاومة في قائمة “الإرهاب”، بل سنأتي على الخطوات العملية التي يقوم بها فريقُ الصفقة وكأنهم يسابقون الزمن.
في هذا الجزء، هناك فريقٌ فلسطيني، أَوْ بالأصح ينتمي إلى فلسطين الأرض، ولكنه عدوها كقضية وقريب جداً من الكيان الإسرائيلي، هذا الفريقُ يحظى برعاية إماراتية سعودية وأمريكية، ويُجهَّزُ لاستلام السلطة الفلسطينية في حال لم يرضخ محمود عباس ويقبل بإمضاء الصفقة، هذا الأخيرُ ربما يرضَخُ في النهاية نظراً لمواقفه الخيانية القديمة، لكن يبقى الفريق الآخر بقيادة محمد دحلان جاهزاً.
في هذا الجزء أَيْضاً لا تتوقّف السعوديّة والإماراتُ عن فتح النار على المقاومات الفلسطينية وصب النار على الانتفاضة التي ترفض نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومواجهة كُلِّ مَن يتحدَّثُ أن هذا الإجراء الأمريكي الذي رفضه المجتمع الدولي رغم نفاقه الكبير، خطرٌ وغيرُ مقبول.
زيارةُ محمد بن سلمان لمصر، مطلع هذا الشهر، كانت تحمل مِلَفَّ صفقة القرن، الرجلُ معنيٌّ بتسويقها؛ باعتباره يقودُ هذا المحور.. مصر، لم تعد مصر التي يمكن أن نتوقعَ أن يكون لها موقفٌ مغايرٌ، مصر السيسي دولةٌ تتجه لتكونَ تابعةً لقطعة صغير جداً في شبه الجزيرة العربية اسمها الإمارات، هذا الأخيرُ -أعني السيسي- يخوضُ اليومَ انتخاباتٍ رئاسيةً دون منافس للسيسي؛ بسبب وضعهم في السجون.. أمريكا وكيان العدو الإسرائيلي مقتنعان تَمَاماً أن وجوده في الفترة المقبلة مهمٌّ لتمرير صفقة القرن.