حرستا بعد خروج مسلحيها .. مدينة يسكنها الموت والدمار
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية || خليل موسى موسى – حرستا
ارتياح كبير بدا واضحاً على مدينة دمشق منذ الإعلان عن استسلام أغلب مقاتلي الغوطة الشرقية. هذا الارتياح انعكس على حركة سكان العاصمة، خاصة بعد قرب خلاصهم من خطر الاستهداف اليومي بالقذائف وبشكل نهائي. ولمجرد بدء خروج مسلحي حرستا من أوكارهم باتجاه الشمال، بدا على وجوه الدمشقيين معالماً معاكسة تماماً لما هو الحال في حرستا.
دخلنا إلى حرستا من جهة الموارد المائية في أول الأوتوستراد الدولي، عبَرنا بين هياكلَ متبقية لمبانٍ ضخمة كانت قبل الحرب شركات تشكل السوق المركزي لتجارة السيارات في دمشق والمنطقة الوسطى من البلاد.
على امتداد المكان يوجد متراسان طويلان من التراب و إسمنت الأبنية، يفصل بينهما أقل من 50 متراً، المتراس الأول في الجهة الخارجية، لتمركز الجيش السوري، أما الآخر فقبل أيام كان عبارة عن تحصينات مسلحي “أحرار الشام” الخارجين من حرستا مستسلمين.
متابعة التجوال في أطراف بلدة حرستا، يترافق بتنبيهات دائمة من الضابط السوري، يحذّر من انتشار المفخخات في المنطقة بين المباني المهترئة جرّاء كثرة ما تلقت من رصاص جعل الباقي من جدرانها أشبه بالمصفاة، ولا يمكن السير إلا على خط محدد تم تنظيفه من قبل وحدات الهندسة في الجيش السوري ريثما يتم إزالة بقية شبكات المفخخات المعدّة للتفجير في أي لحظة وبأي طريقة بين أبنية تكاد تتهاوى بقاياها.
المفخخات والأنفاق أهم معالم الجولة.
شبكات الأنفاق في حرستا متداخلة، ولا يُعرف لها بداية من نهاية، مهمتها وصل نقاط المسلحين ببعضها، تداخلت أيضاً بأنفاق مضادة، حفرها الجيش السوري مؤخراً ليجاري ما لدى المجموعات التكفيرية من وسائل تنقّلٍ واحتماء تحت الأرض، حيث استطاع الجيش بهذه الآلية قطع كثير من طرقات المسلحين داخل حرستا وتقييد حركتهم.
ايضا خلال السير يظهر على الأرض أسلاك هاتف رفيقة، تخرج بين الجداران والمتاريس، يستخدمها المسلحون وصلات بين صاعق كهربائي وعبوات ناسفة مركونة في زاوية ما، يتم تفجيرها عن بعد، ومن أنواع الألغام أيضاً يوجد ألغام أرضية –فردية ذاتية التفجير، وهناك أنواع تعمل بطريقة الماس الكهربائي منخفض الاستطاعة، وهناك ألغام خاصة للمباني والبيوت والأنفاق، كلها أعدّها المسلحون بعد انهزامهم في معركتهم الأخيرة على تخوم العاصمة، بينما تعمل وحدات الهندسة في الجيش السوري على إزالتها تدريجياً.
إلى هذا كله تبقى الاحصائيات النهائية لجميع العناصر المسلحة الخارجين من الغوطة الشرقية، مرهونة بنتائج ما يدور في فلك مدينة دوما آخر معاقل المسلحين المطوقة والمعزولة تماماً، حيث تم حسم الأمور بخروج مسلحي جوبر وعربين الأكثر تشدداً، بعد خروج آلاف المسلحين مع عائلاتهم من حرستا.
المصدر: موقع المنار