جاذبية القرآن في مشروع الشهيد القائد
موقع أنصار الله || مقالات ||بقلم /زيد الغرسي
عندما نتحدث عن مشروع الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي فلا نتحدث عن مشروع أو رؤية جديدة او برنامج حزبي فريد من نوعه أو نظريات حديثه.
مشروع الشهيد القائد هو إعادة الأمة إلى القرآن الكريم لكن بالطريقة الصحيحة التي تجعل القرآن حيا في واقعنا وتحركاتنا وصراعنا مع أعدائنا.
كثير من المفسرين والعلماء تناولوا القرآن الكريم لكن بصيغ لم تؤدِ إلى تفعيله في النفوس ولم تحرك المسلمين لمواجهة الأخطار عليهم ولم تبعث في واقعهم الحياة والهدى وما يميز الشهيد القائد هو تقديمه للقرآن كمشروع واقعي وعملي فربط آياته بالواقع بلا تكلف، وتحرك بالقرآن عمليا باعتباره كتاب هداية يواكب المتغيرات ويقدم الوعي تجاه كل الأحداث.. قدم القران ككتاب للحياة فيه الهداية للبشرية جمعاء ميسرا وسهلا معتمدا بشكل اساسي على محورية النص القرآني فقدمه كما قال الله عنه ” ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ” وفي سبيل ذلك سعى جاهدا لتفنيد المفاهيم المغلوطة وإزالة التعقيدات الكثيرة من أذهان الامة والتي وضعت حول القرآن فجعلته صعبا غير مفهوم.
الشهيد القائد قدم القران بنقائه وصفائه حيث يترك أثره في النفس والضمير وينير الفكر في كل الأحداث التي نواجهها في الحياة.. لم يجمد الآيات بل كان يتناول الآية الواحدة في أكثر من سياق ومحور. ينزل النص القرآني على الواقع بحسب المرحلة فلا يظهر تناقض او تعارض في آياته الكريمة.
أعاد الأمة لأولوياتها الأساسية بكل وضوح وبيان لا شك فيها، فكانت أولوياته من أولويات القرآن الكريم وكانت سعة مشروعه من سعة القرآن وكانت عالمية مشروعه من عالمية الرسالة المحمدية للبشرية جميعا.
مشروعه يلبي حاجات الامة في ظل ما تتعرض له من مؤامرات كبيرة واستهداف لم يسبق له مثيل فشخص الخلل وأعاد الأمة إلى الطريق الصحيح وكشف بكل وضوح نفسيات أعداءنا ووسائلهم وأساليبهم ومكرهم وخبثهم وخطورتهم كما وردت في القرآن الكريم، جاء ليستنهض الأمة ويحيي فيها المسئولية وعمل على التغيير الثقافي كخطوة أولى في سياق تغيير واقع الأمة نحو العزة والكرامة والنصر.
من أهم ما يميز مشروع الشهيد القائد عالمية المشروع حيث لم ينطلق من رؤية شخصية أو اجتهاد سياسي أو فقهي بل انطلق من سعة القرآن واستطاع تخطى كل الحواجز المذهبية والسياسية والجغرافية معيدا الجميع الى المنبع الصافي الذي أوصى به رسول الله صلوات الله عليه وآله وهو القرآن الكريم الذي يعتبر جامعا وموحدا للأمة.
اليوم هناك شواهد حية تدل على عالمية هذا المشروع حيث نرى كثير من الشخصيات في الطوائف والمذاهب والأحزاب السياسية بكل توجهاتها المختلفة في اليمن منضوية تحت لواء المسيرة القرآنية في تجربة قل نظيرها خلال مئات السنوات السابقة..
نجد الكثير من النظريات الاشتراكية والرأسمالية والأصولية وغيرها لم تعد بتلك الفاعلية واثبتت قصورها في مواكبتها لاحتياجات الإنسان وتقدم الصناعات والتكنلوجيا لأنها انطلقت من اجتهادات فردية ضيقة تلاشت مع مرور الزمن.
أما القرآن فعكس ذلك تماما فهو دستور عالمي في كل زمان ومكان لأن الذي أنزله خالق كل شيء ويعلم الغيب في السموات والأرض وهو بكل شيء عليم. ولأن الشهيد القائد استنار بالقرآن فكان عالمي الرؤية ولم تكن رؤيته في إطار جغرافي معين او علوم شرعية دينية فقط بل تجده تطرق إلى كل العلوم والفنون الدينية والعصرية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والإعلامية والاجتماعية وغيرها فقدم القرآن شاملا كاملا لك مناحي الحياة بعكس ما قدمه الآخرون للأمة على مدى مئات السنين قرآنا جامدا لا يقتصر دوره إلا على العبادات الدينية والفروض وبعض الأحكام الفقهية.
عندما قدم الشهيد القائد القران الكريم حيا وواقعيا وجذابا كان له الأثر الكبير في جذب الأمة إلى القرآن الكريم وتفعيله في واقعها فبنى أمة لا تقبل الظلم ولا الهوان، عزيزة كريمة تواجهه أعداءها بكل ثقة بالله وبالنصر ولذلك سعى الأعداء إلى محاولة وأد هذا المشروع القرآني في بدايته بعدة حروب محلية وإقليمية ظنا منهم أنهم سيطفئون نور الله لكن الله متم نوره ولو كرهوا وحاربوا ومكروا، وما نشاهده اليوم من انتصارات كبيرة لليمنيين في وجه تحالف عالمي بكل إمكانياته وخبرائه العسكريين وأفضل الأسلحة والتكنلوجيا المتطورة وو…إلخ أمام ثلة من المجاهدين وعتادهم القليل والبسيط لهو خير شاهد على عظمة هذا المشروع الذي ما أن تمسكت به الأمة عادت إلى قوتها ومنعتها وعزتها وحكمت الأمم واليمنيون اليوم بمواجهتهم وصمودهم وانتصاراتهم على تحالف عالمي يضم أكبر الدول العسكرية والغنية يقدمون خير شاهدا على ذلك.