ما هو الموقف القرآني والمنهجية القرآنية تجاه قنوات التضليل؟
موقع أنصار الله – صنعاء – 4 ذو القعدة 1439هـ
فيما يتعلق بوسائل الإعلام المُضلَّة والمفسدة بكل أنواعها وأشكالها ينبغي مقاطعتها على كل حال من الجميع، وإبعاد أسرنا وأولادنا عنها ومن منطلق قول الله سبحانه وتعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فيِ الْكتِاَبِ أنَ إذِا سَمِعْتمُ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بهِا وَيُسْتهَزَأ بهِا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فيِ حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً})النساء 140 ( هذه الآية أشارت إلى آية سابقة {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ})الأنعام 68 ( الآيتان المباركتان كلاهما حول موضوع واحد فيما ترى وفيما تسمع من واقع أولئك الذين يعملون في الصد عن سبيل الله، استهزاء بهدى الله سبحانه وتعالى، وليس بالضرورة أن يكون الكلام من جانبهم كلامًا مباشرًا عن الآيات كآيات، عن القرآن كقرآن، ولكن في مضمون هذه الآيات، ما دلت عليه، ما أمرت به، ما وجهنا الله إليه، الاستهزاء
بالأعمال التي أمرنا الله بها ووجهنا إليها، السخرية منها، الصد عنها، الاساءة إليها، الكفر بها رفضًا أو جحودًا، كل أشكال النشاط العدائي أمام ما أمرنا الله به من أعمال ومن مواقف هذا هو خوض في آيات الله، هذا هو استهزاء بآيات الله، هذا هو كفر بآيات الله، بشكل أو بآخر جحودًا أو رفضًا لآيات الله، والله سبحانه وتعالى قدم منهجية هنا هي المقاطعة فقال: {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} الآية الأخرى كذلك: {فَلا تقَعُدُواْ مَعَهُمْ حَتىَّ يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ} هذه هي مقاطعة أنه لا تصغي، لا تجعل من نفسك سماعاً ومسماعاً ومذعناً ومصغياً لأباطيلهم، لأكاذيبهم، لنشاطهم التضليلي هذا لا ينبغي أبداً.
تلك القنوات الكاذبة، تلك القنوات المضللة التي هي صوت ناعق بالزور والبهتان والباطل وسواس خناس يجب أن ينظر الناس إليها بمستوى ما هي عليه من السوء، ينظرون إليها النظرة الصحيحة فهي منابر للباطل، منابر للكذب، منابر للافتراءات، منابر للتضليل يجب أن يحذر الناس منها، أن يتعمم هذا الوعي في الساحة بش كل كبير، وأن الإنسان بمقاطعتها يغلق نافذةً من نوافذ الشيطان التي يعتمد عليها في التضليل لعباد الله، والتأثير على عباد الله. هذه المسألة في غاية الأهمية ولمعرفة أنها في غاية الأهمية ما الذي يقول الله عن ذلك؟ قال: {إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ} وهذا زاجر كبير جدا يعني بعد النهي عن ذلك بقوله: {فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ} لا تقعد
مع أي قناة مع أي وسيلة إعلامية تخوض في الباطل ضد الحق، والحق هو امتداد لآيات الله، الحق فيما فيه من عمل، الحق فيما تضمنه من مواقف، الجهاد في سبيل الله هو من الحق، الاساءة إلى الجهاد وإلى المجاهدين وإلى العمل الجهادي خوض في آيات
الله، استهزاء بآيات الله التي تضمنت الكثير من أوامر الله، النشاط الذي يستهدف العمل الجهادي في سبيل الله والمواجهة للظالمين والمستكبرين والطغاة هو خوض في آيات الله بالباطل وإساءة إلى هدى الله وإساءة إلى الحق.
الله سبحانه وتعالى بعد أن نهى نهيًا قال محذرًا ومشددًا على المسألة بما يدل على أهميتها الكبيرة: {إنِّكُمْ إذِاً مِّثْلُهُمْ} ما أسوأ أن يكون الإنسان عند الله سبحانه وتعالى في حكمهم مثل أولئك الظالمين مثل أولئك الخائضين في آيات الله، الخائضين بالباطل ضد الحق مثل أولئك الدجالين المفترين والباهتين والكذابين والمضللين، أن يكون الإنسان مثلهم هذه مسألة خطيرة جدًا وكارثية وأمر يفترض
أن يوحش الإنسان وأن يقلق الإنسان وأن يدفعك إلى الحذر وإلى اليقظة وإلى الحيطة فالمسألة مهمة جدًا، ولنلحظ كيف أن النص القرآني ركز على المنافقين في الموضوع حتى عندما توعد فقال: {إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً} أولاً: أن هذا يدعو إلى النفاق، البعض من الناس قد يتأثر ولو تدريجيًا مع الوقت ومع ضعف الارتباط بهدى الل ه يتأثر حتى يصبح في يوم من الأيام من المنافقين، يدخل النفاق فكرةً، يدخل رؤيةً، يدخل تصورًا مغلوطًا، يدخل فهمًا مغلوطًا، يدخل تأثرًا متدرجًا، أو أن يكون الإنسان في يوم من الأيام تأثر بالمنافقين، تغيرت نظرته إليهم وأصبحت نظرةً لصالحهم، نظرةَ المنخدع بهم، المتأثر بما يقولون، المتقبل منهم، المتفاعل معهم، وبالتالي يكون معهم مع الكافرين والمنافقين، والكافرون والمنافقون شيء واحد ولهذا سيجمعهم الله في جهنم جميعاً .
* مقتبس من كلام السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي